: الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ". - منتديات ArabiaWeather.Com

العودة   منتديات ArabiaWeather.Com > المنتديات العامة (استراحة المنتدى) > المنتدى العام و تعارف الأعضاء > المنتدى الاسلامي

الملاحظات

المنتدى الاسلامي الموسوعة الدينية و يختص بالتعريف بالدين الأسلامي وكل ما يتعلق به

الاخبــــار

رد

[ 10-06-2012 ]   رقم المشاركة 1

 

 

الصورة الرمزية mohamadamin

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 2643

المشاركات: 513

الدولة/المدينة: عمان- مرج الحمام

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 95
تم شكره 194 مرة في 113 مشاركة

: الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".
<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نشأت الدعوة الإسماعيلية النزاية بصورة خاصة في المشرق الإسلامي، وكان أنصارها يعرفون كذلك بالباطنية والحشيشية أو الحشاشين، وتعود جذور الدعوة النزارية إلى سنة 478ﻫ حين توفي الخليفة الفاطمي المستنصر دون أن يبايع لابنه الأكبر نزار رغم أنه أبدى رغبته في ذلك في أواخر أيامه إلا أن الحاشية وعلى رأسها أمير الجيوش الوزير بدر الجمالي حالت دون ذلك، وقد بويع بعد وفاة المستنصر ابنه الأصغر المستعلي بالله وبذلك انشقت الدعوة الإسماعيلية إلى شقين النزارية والمستعلية وكان الحسن بن الصباح الحميري قد نشأ بالري في بلاد فارس، وتأثر في شبابه بالدعوة الإسماعيلية الفاطمية وزار مصر والتقى بالمستنصر[1].


<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وظل الحسن بن الصباح مقيماً في مصر زهاء ثمانية عشر شهراً، كان خلالها موضع حفاوة المستنصر، فأمَّده بالأموال، وأمره بأن يدعو الناس على إمامته في بلاد العجم [2]، وكان الحسن بن الصباح يرى أن تولية نزار تتفق مع التعاليم الإسماعيلية التي تشترط في الإمام أن يكون أكبر أبناء أبيه [3]، ولا شك بأن إقامة الحسن بن الصباح في مصر أتاحت له التعرُّف على أحوال الدولة الفاطمية، وما آلت إليه الدعوة الإسماعيلية في ظل سيطرة بدر الجمالي،


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وقد عزم على إقامة الدعوة للمستنصر في فارس وخراسان وحرص على تكوين مجتمع إسماعيلي [4] صرف وحين عاد إلى بلاد فارس بدأ بنشر دعوته إلى نزار رافضاً البيعة للمستعلي معتبراً نفسه نائب الإمام مخططاً لإنشاء دولة إسماعيلية جديدة في المشرق الإسلامي [5].

1-السيطرة على قلعة الموت عام 483ﻫ : اتصلالحسن بن الصباح ببلاط السلاجقة –

<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قبل ذهابه لمصر – مع نظام الملك لدى السلطان ملكشاه، ثم هرب من الري، بسبب نشاطه في الدعوة الإسماعيلية أو إيوائه لمجموعة من دعاة الفاطميين


<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وخرج إلى مصر تلبية لطلب الداعي الكبير : عبد الملك بن عطاش ليحضر دروس العلم الباطنية في مصر وليقابل إمامهم المستنصر ويعلن له الولاء وبشكل مباشر، وخرج من الري في طريقة إلى مصر عام 467ﻫ داعياً إلى نحلة القوم، في كل بلد يمر بها، ووصل القاهرة عام 471ﻫ، فاستقبله المستنصر بحفاوة في قصره وتحدثا في شؤون الدعوة، وكيف تقام في بلاد العجم، وقال الحسن للمستنصر : من إمامي بعدك؟


<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قال : ابني نزار، وقد أكرمه المستنصر وأعطاه مالاً، وأمره أن يدعو الناس إلى إمامته [6]، وبعد أن رجع إلى فارس، وبلغ أصفهان سنة 473ﻫ وباشر دعوته السرية، ولما ضيق نظام الملك عليه الخناق، رحل على قزوين، واستولى هناك على قلعة
<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


" الموت " الحصينة، وجعلها مقراً له ولجماعته [7]، فتوسعوا وأكثروا الفساد في البلاد [8].
2-مراتب ودرجات أعضاء الدعوة النزارية الباطنية : منُذ البداية حاول الحسن الصباح أن يحصن نفسه واتباعه في قلاع متناثرة في أقاليم وعرة مثل أقاليم بحر قزوين وثبت مركزه في قلعة الموت بنواحي قزوين سنة 483ﻫ، كما اعتمد أسلوبه على العنف والاغتيال وبث الرعب في نفوس الناس، وكان أول ضحاياه الوزير السلجوقي نظام الملك الذي شدد على الدعوى النزارية وحاربها، كما شارك الحشاشون – فيما بعد – في قتل الخلفاء العباسيين المسترشد والراشد وهددوا ملكشاه السلجوقي وصلاح الدين الأيوبي وأمراء مسلمين. وروجالحسن بن الصباح إلى نظرية الإمام المستور، والقى على نفسه مهمة الدعوة له معتبراً نفسه رئيس الدعوة ونائب الإمام، إما الإمام المستور فهو نزار بن المستنصر ومن بعد مقتله أبناؤه، كما أدعىالحسن الصباح بأنه مصدر المعرفة لأنه نائب الإمام المستور وإنه تعلم معرفته من الإمام المعصوم مباشرة وزعم وأخذ يبشر بالعقيدة الباطنية التي تقول أن لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل وأن الباطن هو المهم لأنه اللب وكانت تأويلاته تتفق مع نزاعته السياسية وأهدافه التي يريد تحقيقها وكانت الدعوةالنزارية دعوة منظمة بدقة وأعضاؤها منقسمون إلى مراتب ودرجات[9].


<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



المرتبة الأولى : مرتبة رئيس الدعوة أو داعي الدعاة وكان أيضاً يسمى نائب الإمام المستور في بلاد الشام سمي " شيخ الجبل " .
المرتبة الثانية : كبار الدعاة.
المرتبة الثالثة : الدعاة.
المرتبة : الرابعة : الرفاق.
المرتبة الخامسة : الضراوية وهم الفئة المسلحة في الدعوة التي يشترط فيها التفاني والتضحية في خدمة الدعوة حتى ولو أدى ذلك إلى الموت الذي اعتبروه أشرف نهاية لأنه يضمن لهم السعادة في جنة الإمام.
المرتبة السادسة : اللاصقون.
المرتبة السابعة : المستجيبون وهم عامة الناس المؤيدون للدعوة [10]. وإليك تفصيل مهام دعاة الباطنية.
3- مهام الدعاة :لقد أنيطت بالدعاة مهام يجب عليهم العمل بموجبها وتحقيقها وتتمثل تلك المهام في الآتي :
أ‌- أن يبدأ الدعاة بمناقشة الطالب في المسائل الدينية وتفاسير القرآن ويعلمونه أن مسائل الدين أمور شديدة التعقيد، ولا يستطيع فهمها إلا رجال كالدعاة الذين تبحروا في درسها، ويأخذون عليه العهد بالا يذيع شيئاً مما يعلمونه من النظريات والشروح.



<A href="http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=11661">نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ب‌- يعَلّم الطالب أن كل التفاسير والأحكام التي قال بها المجتهدون السابقون خاطئة، باطلة، وأن الأحكام الصحيحة هي التي يقول بها الأئمة الذين تلقوها من الله.
ت‌- أن هؤلاء أئمة الإسماعيلية وهم سبعة آخرهم محمد بن إسماعيل.
ث‌- إن الأنبياء الذين تقدموا آل البيت سبعة أيضاً هم : آدم ونوح وإبراهيم وموسى والمسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم ومحمد بن إسماعيل.
ج‌- يبدأ الدعاة بتنفيذ مهمتهم الحقيقية وهي هدم العقيدة الدينية، فيعلمون الطالب ألا يؤمن بالسنَّة وأن يرفض تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم.
ح‌- يسعون إلى إقناع الطالب بأن كل الأديان وما أمرت به من الفروض كالصوم والصلاة وغيرها إن هي إلا أكاذيب وحيل ابتكرت لإخضاع المجتمعات البشرية وأن جميع الشرائع لا بد أن تخضع لشريعة العقل والعلم، ويدللون على أقوالهم بنظريات أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس، مما يدل على قوة ارتباطهم وتأثرهم بالفلسفة اليونانية.
خ‌- يلقي الطالب تعاليم الثنوية، وبذلك تهدم عقيدة التوحيد الإسلامية وكل صفات الألوهية.
د‌- يشكك الطالب في حقيقة الرسالة، ويعلم بأن الرسل الحقيقيين هم رسل العمل الذين يعنون الشؤون الدنيوية كالنظم وإنشاء الحكومات المثلى.
ذ‌- ويدخل الطالب إلى حظيرة الأسوار، ويعلم أن كل التعاليم الدينية أوهام محضة [11]. وهكذا يبدأ الباطنية مع من يدعونه إلى الدخول بمذهبهم فيشككونه في مبادئ الدين ونصوصه وتعاليمه وينتهوا به في النهاية إلى الخروج من الدين بالجملة [12].

الدكتور الخطيب يربط بين هذه الأساليب والحيل لهذه الفرقة وبين أساليب ومراحل التدرج عند الماسونية في عصرنا الحاضر، فيقول : والمطلع على أساليب الماسونية في العصر الحاضر، وطرق الدخول فيها، والتكريس الذي تمارسه على الدخول في محافلها، يستطيع أن يقارن بين أساليب الباطنية عموماً وبالأخص الإسماعيلية، وأساليب التكريس الماسوني، بحيث لا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا أن هناك خيطاً رفيعاً يجمع بين الباطنية والماسونية، يمكن أن نرده إلى اليهودية العالمية التي استطاعت أن توجد الباطنية وفرقها في القديم، والماسونية العالمية ومؤسساتها في العصر الحديث [13]. من هذا العرض يتضح أن الغاية القصوى من هذه الأساليب والحيل التي أتخذها دعاة الإسماعيلية إثارة الشكوك وزعزعة العقيدة الإسلامية وهدم المبادئ والقيم الاجتماعية والأدبية ومحاربة النظم السياسية [14]، وقد كان لتلك الدعوة وما قامت عليه من أسس وتنظيمات سرية دقيقة أثر كبير في نشر المذهب الإسماعيلي، ويعزز أحد دعاة الإسماعيلية المعاصرين هذه
الحقيقة [15] فيقول : إنه بفضل هذا التنظيم الدقيق انتشرت الحركة الإسماعيلية بشكل لم تعهده أية دعوة في العالم [16]، بل إن الحركة في جملتها : مدينة لوجودها حتى اليوم إلى تلك التنظيمات وتلك المراتب. كما يقول عارف تامر[17].

4-مراحل الدعوة : وللإسماعيلية حيل ووسائل يصطادون الناس بها، يتدرج بها الداعي مع المستجيب من مرحلة، ابتدعوها ليسلحَّوا أتباعهم بها اعتقاداً منهم أن كل هذه الحيل والمراحل مشروعة لبلوغ المآرب الدنيوية : لا حقيقة في هذا الوجود. وكل أمر مباح[18].

وأول هذه الحيل والمراحل :
أ‌- التفرس : ومن شروطه القوة على التلبيس، ومعرفة حال المدعو؛ لذا منعوا إلقاء البذرة في الأرض السبخة، والتكلم في بيت فيه سراج؛ بمعنى أن من لا أمل في إغوائه لا ينبغي أن يضيع الوقت معه، كما لا ينبغي محاولة نشر الدعوة في بلد فيه شخص متنور بنور الإسلام [19].
ب‌- التأنيس : بعث الأمن والطمأنينة في نفوس المدعوين وتزيين مذهب الشخص في عينه، ثم سؤاله عن تأويل ما يعتقد.
ت‌- التشكيك : زعزعة عقيدة المدعو بإلقاء أسئلة عليه، كسؤاله عن معاني حروف الهجاء في أوائل السور مثلاً.
ث‌- التعليق : ترك المدعو متأرجحاً في عقيدته متلهفاً إلى معرفة المذهب الإسماعيلي.
ج‌- الربط : وهو أن يربط لسان المدعو بأيمان مغلظة وعهود مؤكدة بأن لا يفشى ما سمعه.
ح‌- التدليس : وهو لجؤ الداعي إلى التمويه وإغراء المدعو، وتشويقه للدخول إلى المذهب الإسماعيلي، مع بيانهم للمدعو أن الظواهر عذاب وأن الرحمة في الباطن، متأولين الآية الكريمة " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبله العذاب " (الحديد، 13).
خ‌- التأسيس : تثبيت المعلومة والحقائق التي أدلى بها الداعي للمستجيب حتى تستقر في ذهنه.
د‌- الخلع أو السلخ : يقصد به إقصاء المدعو عن المذهب السني نهائياً [20]
5- منطلقات الحركات الباطنية :
إذا أراد الباحث أن يفهم أساليب الدعوة الباطنية وكيفية نشرها بين الناس وسّر انتشارها، ينبغي له الوقوف على طبيعة منطلقاتها العامة التي انطلقت منها أولاً والتي يمكن تلخيصها بما يأتي :
أ‌- الشمولية :حاولت الحركة الباطنية تشكيل بنية الفكر الباطني في صور مذهب جامع شامل، يقوم على الجمع والتلفيق بين عقائد شتى، متنوعة ومتباينة في أصولها ومصادرها بحيث تجد هوى في نفوس جماعات مختلفة في العنصر والدين من مزدكيين ومانويين وصائبين ويهود ومسيحيين ومسلمين [21]، وهي قاعدة فكرية مركبة من شأنها أن تستهوي أناساً من مشارب شتى باعتبارها تبشر بحرية الفكر والعقيدة، وتدعوا إلى ديانة أممية تزول فيها الفوارق ودواعي الاختلاف وقد نقلت المصادر جملة من عباراتهم الدالة على هذا المعنى لعل من أكثرها تعبيراً عن ذلك قولهم [22]. وينبغي لإخواننا أيّدهم الله أن لا يعادوا علماً من العلوم أو يهجوا كتاباً من الكتب ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب لأنا رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها ويجمع العلوم جميعها [23].
ب‌- انتقاء الدعاة :عملت هذه الحركة على انتقاء الدعوة إلى دعوتهم في حدود مواصفات دقيقة تواضعوا على ضرورة توفرها فيه، إذ هو الأداة التي يتوصل بها إلى أفراد المجتمع والنافذة التي تظل بها الدعوة الباطنية على العالم الخارجي، ومن أبرز الصفات التي ينبغي أن تتوفر في الداعي أن يكون فطناً ذكياً صحيح الحدس صادق الفراسة متفطناً للبواطن بالنظر إلى الشمائل والظواهر، وأن يكون في أسلوب عمله متبعاً لثلاثة أمور:
- أن يميز بين من يجوز أن يطمع في استدراجه بلين عريكته لقبول ما يلقي إليه من العقائد والمبادئ المخالفة لما ألفه وأعتقد به أصلاً.
- أن يكون ذكي الخاطر قوي الحدس في القدرة على تعبير الظواهر وردّها إلى البواطن.
- أن يدرس عقيدة المدعو وميله في طبعه ومذهبه قبل الإقدام على مخاطبته.
ولكي يتمتع الداعي بهذه الصفات لابد من إعداده إعداداً خاصاً في مدارس معينة تستطيع أن تقدم له كل أساليب الحيلة وصنوف المعرفة، وقد قامت الدولة الفاطمية العبيدية، بإنشاء المدارس السرية الخاصة بإعداد الدعاة، فكانت أولى هذه المدارس في مدينة المهدية قاعدة الدولة الفاطمية العبيدية في عهد مؤسسها عبيد الله المهدي ثم راجت في المنصورية في عهد حفيدة المنصور، ثم في القاهرة في عهد المعزّ ومن جاء بعده من حكام العبيديين فكانت هذه المدارس تخرج الدعاة الذين ينبشوّن في عامة البلاد الإسلامية ينشرون هذا المذهب ويكونون على اتصال دائم بمركز الدعوة والدولة [24].
ت‌- السرية :تشكل البنية التنظيمية للجمعيات الباطنية بصورة جمعيات سرية لها درجاتها ورموزها ومراتبها ودعاتها وقادتها وأساليب عملها المتقنة، ولهذه الجمعيات السرية عهود ومواثيق مقدسة واحتفالات دينية تضفي من خلالها على هياكلها التنظيمية معنى القداسة الروحية [25]، ويشير ابن النديم إلى هذه السرية عند كلامه على بني القداح أساس البلاء في الحركات الباطنية بقوله : وقد كان قبل بني القداح قريب ممن يتعصب للمجوس ودولتها، وتجرد لردّها في أوقات، منها بالمجاهرة، ومنها بالحيلة سراً، فأحدثوا لذلك في الإسلام حوادث منكرة [26]، وكانت هذه السرية تشمل سرية الوسائل وسرية الأهداف معاً، كما تشمل السرية على رجالات هذه الحركة[27]، ويشير الدكتور حسن إبراهيم حسن إلى شدة السرية في الحركة العبيدية [28]الفاطمية، ولذلك آمنت معظم الفرق الباطنية باستتار الإمام الذي لا ينبغي أن يتفوه باسمه، أو قالت بغيبته وعدم ظهوره إلاّ حينما يجد الوقت المناسب لذلك [29].
اختيار البيئة الملائمة : اهتمت الدعوة الباطنية بدراسة البيئة التي تحاول أن تبث فيها أفكارها وعقائدها وتنشئ فيها تنظيماتها، فكانت تشترط على دعاتها الذين تميزوا بقوة الذكاء وحضور الفطنة، أن يكونوا متوقدي الفراسة في اختيار المناطق التي ينشرون فيها أفكارهم وانتقاء الشرائح الاجتماعية التي يمكن أن تتقبل دعوتهم وأن يميزوا " بين من يجوز أن يطمع في استدراجه ويوثق بلين عريكته لقبول ما يلقى إليه على خلاف معتقده، فربّ رجل جمود على ما سمعه لا يمكن أن ينتزع من نفسه ما يرسخ فيه، فلا يضعف الداعي كلامه مع مثل هذا، وليقطع طمعه منه، وليلتمس من فيه انفعال وتأثر بما يلقي



[1] الخلافة العباسية، فاروق فوزي (2/188).
[2] تاريخ الفاطمي د. محمد طقوس ص 392، 393.
[3] المصدر نفسه ص 393.
[4] المصدر نفسه ص 393.
[5] الخلافة العباسية (2/188).
[6] الجهاد والتجديد ص 31.
[7] حركة الحشاشين : محمد عثمان الخشت ص 65 ، 66 .
[8] الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري ص 32.
[9] الخلافة العباسية ص (2/189).
[10] الخلافة العباسية (2/190).


[11] تاريخ الحركات السرية، محمد عنان ص 42.
[12] الإسماعيلية المعاصرة ، محمد أحمد الجوير ص 65.
[13] الحركات الباطنية في العالم الإسلامي د. الخطيب ص 129.
[14] الإسماعيلية المعاصرة ص 66.
[15] المصدر نفسه ص 66.
[16] تاريخ الدعوة الإسماعيلية ، مصطفى غالب ص 34.
[17] القرامطة ، عارف تامر ص 69.
[18] الإسماعيلية المعاصرة ص 61.
[19] المصدر نفسه ص 61.
[20] فضائح الباطنية ص 121 ، 132.
[21] أصول الإسماعيلية ص 194 – 195.
[22] التسلل الباطني في العراق، مكي خليل ص 126.
[23] رسائل إخوان الصفا نقلاً عن التسلل الباطني في العراق ص 126.
[24] عبيد الله المهدي ، حسن إبراهيم حسن ص 58.
[25] التسلل الباطني في العراق ص 129.
[26] الفهرست ص 39، لابن النديم.
[27] التسلل الباطني في العراق ص 129.
[28] عبيد الله المهدي ص 270، 271.
[29] التسلل الباطني في العراق ص 130.

</B></I>



  رد مع اقتباس
[ 10-06-2012 ]   رقم المشاركة 2

 

 

الصورة الرمزية mohamadamin

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 2643

المشاركات: 513

الدولة/المدينة: عمان- مرج الحمام

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 95
تم شكره 194 مرة في 113 مشاركة

افتراضي رد: : الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

أ‌- إليه من الكلام [1] لذلك انتشرت الدعوة الباطنية في البيئات التي يكثر فيها الجهل والضلالات، وبلاد الأعاجم التي جهل عوامهم فيها الإسلام بسبب جهل عوامهم باللغة العربية ورسوخ كثير من الديانات والمذاهب القديمة، كبلاد المشرق، وقد اهتم دعاة الباطنية بهذه الأصناف من الناس في دعوتهم [2] :


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




- العوام والجهلاء :من أهل السواد وجفاة الأعاجم وسفهاء الأحداث، ممن لم يطلعوا على الإسلام حق الإطلاع قال الغزالي : ولعل هذا الصنف هم أكبر الناس عدداً، وكيف يستبعد قبولهم لذلك ونحن نشاهد جماعة في بعض المدائن القريبة من البصرة يعبدون أناسا يزعمون أنهم ورثوا الربوبية من آبائهم المعروفين بالشباسية [3]. وقد اعتقدت طائفة في عليّ رضي الله عنه أنه اله السموات والأرض رب العالمين [4].
- الموتورون الحاقدونمن أبناء الأكاسرة والدهاقين وأولاد المجوس الذين انقطعت الدولة عن أسلافهم بدولة الإسلام فإستمكن الحقد في صدورهم كالداء الدفين، فإذا ما وجد من يحّركه اشتعلت نيرانه في قلوبهم، فأذعنوا لآيّة دعوة تشوقهم إلى إدراك ثأرهم من المسلمين.
- الطامحون إلى التسلطوالاستيلاء على مقاليد الأمور من غير كفاءة في أنفسهم ولا مزية يمتازون بها، ممن يريدون القفز إلى الحكم على أكتاف المضلل بهم من جهلة الناس ويظهر ذلك جلياً من دراسة سير الطامحين الذين قاموا بحركات مسلحة وقوّادهم، واستمالة بعض رجالات الدولة العباسية. كما – حدث مع البساسيري.
- أدعياء العلم والمعرفةممن يعملون على التميز عن عامة الناس ويترفعون عن مشابهتهم، ويزعمون أنهم المطلعون وحدهم على الحقائق وأن بقية الخلق لا يفهمون من الأمور إلا ظواهرها، فيجتهدون بتعلم هذه المعارف الغريبة مخالفة لبقية الناس [5].
- اتباع فرق الغلاة ممن شوّهوا الإسلامواعتقدوا فيه اعتقادات ليست منه، وتدينوا بسب الصحابة من المهاجرين والأنصار حيث وجدوا في الحركة الباطنية ما يساعدهم على تحقيق أغراضهم، ونشر مبادئهم الخسيسة.
- الملحدون من الفلاسفة والثنوية والمتحيرةفي الدين ممن اعتقدوا أن الشرائع قوانين ملفقة وقد عمل زعماء الباطنية على إكرامهم وغدق ذخائر الأموال عليهم فانحازوا إليها طلباً للدنيا وحطامها وهؤلاء الذين الفَّوا لهم الكتب ولفقّوا الشبه مستخدمين معارفهم في شروط الجدل وحدود المنطق، ودلوّا مكامن التلبيس والمغالطة فيها تحت عبارات كلية وألفاظ مجملة مبهمة قلما يهتدي الناظر الضعيف إلى فك تعقيداتها وكشف الغطاء عن مكامنها، وتدليسها، بل يقف في كثير من الأحيان معجبابها هياباً منها لعدم قدرته على فك رموزها ومعرفة المقصود منها [6].
- الأباحيون من استولت عليهم الشهوات فاستدرجتهم متابعة اللذات واشتد عليهم وعيد الشرع وثقلت عليهم تكاليفه، فسارعوا إلى هذه الدعوة واستحسنوها لتوافق مذهبها مع مذهبهم في هذا المجال ودافعوا عنها وحاولوا نشرها بين الناس تحقيقاً لأغراضهم، ونشراً لمبادئهم.
ب‌- طبيعة المرشد الروحي :يتضح من دراسة تاريخ الحركات الباطنية أن زعماءها وقادة جمعياتها السرية وحركاتها المسلحة كانوا في الأغلب الأعم شخصيات تحسن استخدام أساليب الشعوذة والمخاريق والتظاهر بالولاية والتأله، وتضفي على ذاتها سمات المرشد الروحي، الذي يختص بصفات المنقذ الإلهي الموعود ونظراً لما لهذا الداعي المتزعم من صفات روحية فائقة فليس إمام حشد المريدين وقطعان الأتباع المقلدين له إلا الدخول في طاعته، والأمتثال لأوامره والإنصياع لتوجيهاته، بلا نظر وتبصر وتحقيق، فيتحولون في الغاية والنهاية إلى أدوات صمّاء جامدة لا إرادة لها ولا تدبير يحركها الزعيم المتأله الروحي، كما شاء وأراد فهو المطاع الذي تنحسر إزاء إرادته ومشيئته إرادة الجميع.. يفعلون ما يؤمرون بلا عقل أو وعي أو ضمير [7].
ت‌- التدرج في الدعوة :قامت الحركات الباطنية على أساس من التشكيلات الهرمية المتدرجة في القيادة والمسؤولية وكسب المؤيدين والاتباع وعدم كشف أسرارهم الكبرى إلى كل أحد من الناس إلا بعد تدرجّه في مراتب التنظيم على وفق خطة مدروسة دقيقة يتوقف فيها الداعي مع من يريد كسبه إلى المرحلة التي يراها مناسبة له، ثم يستمر مع من يجد في نفسه قبولاً واستعداداً، فيكشف له أسرار الدعوة الخفيّة في نهاية الأمر بعد أن يكونوا وثقوا به الوثوق كله وأخذوا عليه العهود والمواثيق وقد ذكر ابن النديم ما يؤيد التدرج في الدعوة الباطنية من خلال كتابهم " البلاغات السبعة" وقال : لهم البلاغ الثاني لفوق هؤلاء قليلاً، كتاب البلاغ الثالث لمن دخل في المذهب سنة كتاب البلاغ الرابع لمن دخل في المذهب سنتين، كتاب البلاغ الخامس لمن دخل في المذهب ثلاث سنين، وكتاب البلاغ السابع وفيه نتيجة المذهب والكشف الأكبر[8]وذكر ابن النديم أن كتب الباطنية كانت شائعة متداولة بين الناس أيام معز الدولة البويهي وأن الدعات منبثون في كل صقع وناحية[9].

1- من أساليب الباطنية :
حاول دعاة الباطنية خداع جماهير الناس بأساليب عديدة منها.
أ‌- مظاهر التدين :عمل زعماء الدعوة الباطنية على التظاهر بالإسلام والالتزام بتعاليمه والغلو فيه من أجل الوصول إلى غاياتهم وتحقيق برامجهم الداعية إلى هدم الشريعة الإسلامية ومن ثم إدخال التأثيرات الغربية في دائرة الفكر الديني الإسلامي [10]، يقول ابن الجوزي : إن الثنوية والمجوس أرادوا إرجاع مماليكهم وإبطال الإسلام ولكنهم رأوا ضرورة إخفاء مقاصدهم بالتستر بالإسلام [11].
وقد أشار الغزالي إلى تظاهر دعاتهم بالتدين والأخلاق الفاضلة في أول اجتماعهم مع المبتدئين،
قال : وقد رسموا للدعاة والمأذنونين أن يجعلوا مبيتهم كل ليلة عند واحد من المستجيبين، ويجتهدون في استصحاب من له صوت طيبّ في قراءة القرآن ليقرأ عندهم زمانا، ثم يتبع الداعي ذلك كله بشيء من الكلام الرقيق وأطراف من المواعظ اللطيفة الآخذة بمجامع القلوب، ثم يردف ذلك بالطعن في السلاطين وعلماء الزمان وجهال العوام، ويذكر أن الفرج منتظر من كل ذلك ببركة أهل بيت رسول الله – وهو فيما بين ذلك يبكي أحياناً ويتنفس الصعداء، وإذا ذكرى آية أو خبراً ذكر أن لله سراً في كلماته لا يطلع عليه إلا من اجتباه الله من خلقه وميزه بمزيد لطفه، فإن قدر على أن يتهجد بالليل مصلياً وباكياً عند غيبة صاحب البيت بحيث يطلع عليه صاحب البيت، ثم إذا أحّس بأنه أطلع عليه عاد إلى مبيته واضطجع كالذي يقصد إخفاء عبادته[12].

ب‌- الانتساب إلى آل البيت والدعوة إليهم :يقول أبو عثمان العراقي الحنفي : ومن وصاياهم أن يتشيع الداعي لأهل الشيعة ويستميلهم ويظهر من نفسه أنه منهم ويظهر لهم ما فعل بأهل البيت، كيف قتلوا وكيف سبيت ذراريهم، ونساؤهم ويكتب معايب الصحابة [13]. بالكذب والافتراء . ويقول الدكتور عبد الله سلوم : ..... إن التستر في الولاء لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة تحقق لهم غرضين في آن واحد :
- الإمعان في التستر والحماية على مواقفهم وعدم تعرضهم للاتهام والانتقام.
- الإساءة لآل البيت من خلال إضفاء صفات عليهم لا يقّرها الشرع [14]. والأدلة التاريخية تبين أن عدداً كبيراً منهم أما أدعى نصرة آل البيت والأخذ بحقهم، وأما أدعى أنه من صلبهم يعمل على الأخذ بحقه في ولاية المسلمين [15]، وكانت أشد الدعوات خطورة دعوة العبيدين الذين زعموا أنهم فاطميون وتمكنوا من تكوين دولة استولت على كثير من بقاع العالم الإسلامي هددت الخلافة الإسلامية العباسية [16].
ت‌- نصرة المستضعفين :من الشعرات التي رفعتها الحركات الباطنية الدعوة إلى نصرة المستضعفين وتحقيق العدل والإنصاف وقهر الظالمين وإقامة دولة العدالة والإنصاف[17].
ث‌- التقية :أجازت الشريعة الإسلامية استعمال التقية في حالات قليلة جداً وفي حدود ضيقة جداً أيضاً، ولكن الغلاة والباطنية استعملوها بأكثر من الحد الذي تجيزه شريعة الله عز وجل بل أصبحت دنيا لهم يتدينون به [18]. فقد عملت الحركات الباطنية على مخاطبة الفئات والشرائح الاجتماعية المتنافرة بما تشتهي وبما يحقق مصالحها الذاتية، ويتميزون لخطاب كل فئة عبارات يلبسونها ثوب الخداع ويتسترون على حقيقتها، ويقدمون لبعضهم وعوداً مختلفة عن الوعود التي يقدمونها للبعض الآخر من أجل جمع كميّة من المؤيدين [19]، ويقول الغزالي عن الحركة الباطنية ودراسة دعاتها لطبائع الناس وميولهم ووضع الخطط المناسبة لكسبهم ومخاطبتهم بما تشتهي أنفسهم، قال الغزالي : فإن رآه مائلاً إلى الزهد والتقشف دعاه إلى الطاعة والانقياد واتباع الأمر من المطاع وزجره عن اتباع الشهوات وندبه إلى وظائف العبادات، وتأدية الأمانات : من الصدق وحسن المعاملة، والأخلاق الحسنة، وخفض الجناح لذوي الحاجات ولزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان طبعه مائلاً إلى المجون والخلاعة قرر في نفسه أن العبادة بله وأن الورع حماقة وأن هؤلاء المعذبين بالتكاليف مثالهم مثال الحمر المعناه بالأحمال الثقيلة، وإنما الفطنة في اتباع الشهوة ونيل اللذة وقضاء الوطر من هذه الدنيا المنقضية التي لا سبيل إلى تلاقي لذّاتها عند انقضاء العمر [20].. إلخ.
ج‌- استمالة بعض رجالات الدولة والتنسيق معهم :من الأساليب التي اتبعتها هذه الحركات في محاولة السيطرة على الدولة العباسية، كسب بعض ذوي النفوذ من الأمراء والقّواد والأعاجم المحبين للسلطان والسيطرة من غير اعتبار لمبدأ أو دين ومن أمثلة ذلك ما قام به المؤيد هبة الله الشيرازي من استهداف مقدم الأتراك أبي الحارث البساسيري بالدعوة الفاطمية وقد كان هذا المقدم يشغل آنذاك منصب رئيس الأتراك في عهد الخليفة القائم وقد تلقى دعم مادي وعسكري للسيطرة على العراق [21]وقد مّر ذكر فتنته.
ح‌- استخدام الإرهاب والعنف :ومن أساليبها استخدام الإرهاب والهجمات المسلحة ضد
الخصوم [22]، فسوف نرى بإذن الله أعمالهم الوحشية في هذا المضمار.
رسالة السلطان جلال الدين ملكشاه إلى حسن الصباح : كانت سياسة ملكشاه تجاه حركة الحسن الصباح تتراوح بين المهادنة لهم حيناً، ومقاومتهم حيناً آخر، فعندما استولى الحسن الصباح على قلعة الموت في عام 483ﻫ وانتشر فدائيوه يغتالون الآمنين، أرسل له ملكشاه الإمام أبو يوسف يعقوب بن سليمان وكان فقيهاً عالماً بالأصول على مذهب أهل السنة لمناظرتهم، ولكن يبدو أن هذه المناظرة لم تحقق الهدف الذي تطلع إليه ملكشاه من محاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ثم لجأ إلى العمل المسلح فأرسل الأمير أرسلان طاش سنة 485ﻫ فحاصر قلعة الموت، ولكن هزم، كما أرسل في العام ذاته أحد قواده فحاصر قلعة " ديرة " وهي مركز آخر من مراكز ويبدو أن الباطنية التابعة لحسن الصباح أصبحوا شوكة حتى أن ابن كثير عندما تحدث عن أهم أحداث عام 494ﻫ قال : فيها عظم الخطب بأصبهان ونواحيها بالباطنيّة، فقتل السلطان منهم خلقاً كثيراً، وأبيحت ديارهم وأموالهم للعامَّة، كلّ ُمن يقدرون عليه فلهم قتله وماله وكانوا قد استحوذوا على قلاع كثيرة، وأوّل قلعة ملكوها في سنة 483ﻫ، وكان الذي ملكها الحسن الصبّاح، أحد دعاتهم، وكان قد دخل مصر وتعلَّم من الزنادقة الذين كانوا بها، ثم صار إلى تلك النواحي ببلاد أصبهان، فكان لا يدعو إلا غبيَّاً لا يعرف يمينه من شماله، ثم يطعمه العسل بالجوز والشونيز[23]، حتى يحترق مزاجه ويفسد دماغه، ثم يذكر له شيئاً من أخبار أهل البيت ويكذب له



[1] التسلل الباطني في العراق ص 132.
[2] منسوبة إلى شباس اوابن الذي كان بالبصرة في سنة 450ﻫ.
[3] فضائح الباطنية ص 34.
[4] التسلل الباطني في العراق ص 133.
[5] المصدر نفسه
[6] التسلل الباطني في العراق ص 135.
[7] المصدر نفسه ص 136.
[8] التسلل الباطني في العراق ص 139.
[9] المصدر نفسه ص 140.
[10] المصدر نفسه ص 148.
[11] المنتظم (5/110).
[12] التسلل الباطني في العراق ص 149.
[13] الفرق المتفرقة بين أهل الزيغ والزندقة ص 109.
[14] الغلو والفرق الغالية ص 164.
[15] التسلل الباطني في العراق ص 154.
[16] المصدر نفسه ص 156.
[17] المصدر نفسه ص 156.
[18] التسلل الباطني في العراق ص 158.
[19] المصدر نفسه ص 158.
[20] المصدر نفسه ص 159.
[21] المصدر نفسه ص162 ، 163.
[22] المصدر نفسه ص 164.
[23] الشونيز : الحبة السوداء.



  رد مع اقتباس
[ 10-06-2012 ]   رقم المشاركة 3

 

 

الصورة الرمزية mohamadamin

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 2643

المشاركات: 513

الدولة/المدينة: عمان- مرج الحمام

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 95
تم شكره 194 مرة في 113 مشاركة

افتراضي رد: : الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

7-من أقاويل الرافضة الضَُلال، أنهم ظُلِمُوا ومُنعُِوا حقَّهم، ثم يقول له : فإذا كانت الخوارج تقاتل مع بني أميّة لعلَّي، فأنت أحقُّ أن تقاتل في نصرة إمامك علي بن أبي طالب، ولا يزال يسقيه من هذا وأمثاله حتى يستجيب له، ويصير أطوع له من أبيه وأمَّه، ويظهر له أشياء كثيرة من المخرقة والنَّيرنجات والحيل التي لا تروج إلا على الجهال، حتى التفَّ عليه بشر كثير وجمُّ غفير، وقد بعث إليه السلطان ملكشاه يتهدده ويتوعّده وينهاه عن بعثه الِفداويّة إلى العلماء [1]، وهذا نص رسالة ملكشاه إلى الحسن الصّباح : أنت حسن صباح قد أظهرت ديناً وملةّ جديدة فأغريت الناس وخرجت على ولي عصرك، فجمعت حولك بعض سكان الجبال ثم أغويتهم بكلامك حتى حملتهم على قتل الناس وطعنت في الخلفاء العباسيين الذين هم خلفاء الإسلام وبهم استحكم قوام الملك والملّة ونظام الدين والدولة، فعليك أن ترجع عن هذه الضلالة وتكون مسلماً وإلاّ فقد عينت لك جيوشاً وأرجأت توجهها حتى تجييء إلينا أنت وجوابك، وحذار حذار على نفسك ونفوس تابعيك فأرحمها ولا تلقيها في ورطة الهلاك، ولا تغتر باستحكام قلاعك ولتعتقد حقيقة أن قلعة (الموت) المستحكمة لو كانت برجاً من بروج السماء لجعلتها أرضاً يبابا ولساويتها مع التراب بعناية الله تعالى [2]، فلما قرأ الكتاب بحضرة الرسول، قال لمن حضره من
الشباب : إنَّي أريد أن أرسِلَ منكم رسولاً إلى مولاه، فاشر أبَّت وجوه الحاضرين منهم، ثم قال لشاب منهم : اقتل نفسك. فأخرج سكَّيناً فضرب بها غَلْصَمتَه
[3]، فسقط ميِّتاً، وقال لآخر منهم : ألق نفسك من هذا الموضع، فرمى نفسه من رأس القلعة إلى أسفل خندقها فتَّقطع. فقال للرسول : هذا الجواب [4]. وجاء في رواية أخبر سيدك أن عندي من هؤلاء عشرين ألفاً هذا حد طاعتهم لي فعاد الرسول إلى السلطان فأخبره بما رأى فعجب من ذلك، وترك كلامهم [5]. وقد وضعت وفاة ملكشاه في عام 485ﻫ حداً لهذه المحاولات التي قام بها [6]، على أنه يلاحظ أن ملكشاه لم يبذل في مقاومتهم جهداً يتناسب مع قوته ومكانته فلم يتوجه بنفسه – مثلاً – لحربهم كما فعل في مناسبات كثيرة عندما كان يتهدد دولته خطر من الأخطار، كما أنه صم أذنيه عن نصائح وزيره نظام الملك عندما حذره من أخطار هذه الفئة ولعل العذر الوحيد الذي يغفر لملكشاه سلوكه هذا أنه لم يمتد به العمر طويلاً بعد استيلاء الحسن على قلعة الموت وربما لو أنه مد في أجله لكان من الممكن أن يكون له مواقت [7] أكثر حزماً.




8-جواب حسن الصبَّاح إلى السلطان ملكشاه السلجوقي : حرص الحسن الصبّاح على مراسلة السلطان ملكشاه لعله يأثر فيه أو يجعله يتعاطف معه وإليك شيء من الرسالة : .... والآن أشرح شيئاً من أحوالي واعتقادي متمنياً أن يصغى السلطان إليّ ويعيرني فكره وأن لا يشاور في أمري من أركان دولته لا سيما " نظام الملك " لأن عدائي وخصومتي معهم غير خافية على السلطان، ثم بعد ذلك لا بد لي ولا مفر من اتباع رأي الملك المطاع الذي يحصل لديه كلامي ويتحققه من كتابي وإذا خالفت أنا حسن ذلك الرأي السديد فإني أعّد نفسي خارجاً عن دين الإسلام، أمّا إذا اتبع السلطان في أمري هؤلاء الخصوم فإنه يجب عليّ حينذاك أن احتاط لنفسي وأفكر في أمري لأن أمامي خصم قوي يجعل الباطل حقاً ويضع الحق محل الباطن، كما فعل كثيراً ولا سيما بالنسبة إليّ فلا يكن ذلك خفّياً عن رأي السلطان وفكره. أما حال هذا العبد فإن أبي كان مسلماً على مذهب الإمام الشافعي المطلبي، ولمّا بلغت الرابعة من عمري أرسلني أبي إلى المكتب لتحصيل العلوم ولم أبلغ الرابعة عشر حتى مهرت في ساير أنواع العلوم خصوصاً، علوم القرآن والحديث ثم جاء دور الدين، فنظرت في كتب الشافعي فرأيت في فضل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وإمامتهم روايات كثيرة، فملت إلى جانبهم وأصبحت أفحص وأتجسس وأفتش عن إمام الوقت، ثم بلغ بي الحال بواسطة حكام العصر أن وقعت في أعمال الدين التي يستكبرها ويستعظمها الناس حتى نسيت تلك الفكرة وغفلت عن ذلك الجد والعمل الأولى وأصبح قلبي كله منصرفاً إلى الدنيا وخدمة المخلوق، أمّا عمل الآخرة فقد جعلته ورائي ظهرياً ولكن الله تعالى لم يرضى لي بذلك فحّرك عليّ خصمائي حتى أخرجوني منه بالقهر والاضطراب فهربت وسحت في البلدان والصحاري وقد لحقتني من ذلك أتعاب وزحمات كثيرة. كما لم يخف على السلطان حالي مع نظام الملك ولمّا أخرجني الله من تلك الهلكة علمت أن الإعراض عن الخالق والتوجه إلى المخلوق لا يثمر إلا كما أثمر لي، لذلك قمت بعزم الرجال إلى العمل الديني وطلب الآخرة وانتقلت من الري إلى بغداد وأقمت هناك مدة غير قصيرة حتى أطلعت على الأحوال والأوضاع وتفحصت عن حال الخلفاء وزعماء الدين فرأيت أن هؤلاء العباسيين خارجون عن مراتب المروءة والفتوة الإسلامية حتى أيقنت أن بناء الإسلام والديانة كان قائماً على إمامة هؤلاء وخلافتهم فإن الكفر والزندقة أولى وأحسن من ذلك الدين ، فغادرت بغداد إلى مصر وفيها خليفة الحق الإمام المستنصر بالله ففتّشت حاله وقست خلافته بخلافة العباسيين فرأيته أحق فأقررت به ورفضت خلافة العباسيين، لذلك فقد أرسل بنو العباس إلى أمير الجيوش ثلاثة بغال ذهباً عدا سواها من الأموال والهدايا وأوعزوا إليه أن يرسل إليهم حسن صباح أو يبعث إليهم برأسه، وحيث إن عناية المستنصر كانت تشملني يومذاك فقد نجوت من تلك الهلكة، ثّم لمّا كان العباسيون قد حرّكوا أمير الجيوش وأغروه بالأموال أرتأى ترشيحي إلى الروم داعياً الإفرنج والكفار إلى دين الحق، ولّما سمع الإمام بذلك جعلني في كنفه وتحت رعايته ثم بعد ذلك دفع إليّ منشوراً وأمرني بإرشاد الناس إلى طريق الحق بكل ما أوتيت من قوة ومعرفة وأن أطلعهم على إمامة خلفاء مصر وحقيقتهم، فإذا نظر السلطان إلى سعادة " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولى الأمر منكم " ( النساء ، آية : 59). فلابد وأنه لم يعرض وجاء في الرسالة أنه قال .. وأنا حسن صبّاح – بل إن هذا الدين الذي أنا عليه اليوم هو الذي كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وسيبقى هذا مذهب الحق حتى يوم القيامة، والآن فإن ديني هو دين الإسلام. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. لم ألتفت إلى الدنيا ولا إلى أعمالها بل كل عمل أعمله وكل قول أقوله لم يكن إلا خالصاً مخلصاً لدين الحق، وإني لأعتقد أن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم أحق بخلافة أبيهم من أولاد العباس وأليق بها من غيرهم، فإن رضيت أنت (ملكشاه) أن تكون هذه المملكة العظيمة التي تحملت في قبضها واستملاكها هذه الزحمات والمشتقّات الكثيرة وبذلت نفوس هاتيك الجنود المجندة حتى ملكتها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن محاذات القطب الشمالي إلى الهند تصبح خارجة من أيدي أولادك ويصبح أولادك مشردين في أنحاء المعمورة أينما وجدوا قتلوا وصلبوا. أقول : إذا رضيت بهذا فسترضى بالخلافة لهؤلاء، فكيف ببني العباس وهم أناس أذكر لك قليلاً مما شاهدته أنا بنفسي منهم فأقول : إنهم في كل دين ومّلة لا يرتضيهم كل أحد ولن يرتضيهم وإذا حصل من لم يقف على حالهم فيعتقد بهم ويرى أحقية خلافتهم فإني قد وقفت على أعمالهم وأحوالهم كيف يسوغ لي أن أقبلهم وأعتقد بأحقيتهم ؟ فإذا كان السلطان بعد إطلاعه ووقوفه على هذا الحال لن ينهض إلى دفعهم ورفع شرهم عن رؤوس المسلمين فإني لا أعلم كيف يجيب ربه يوم القيامة عندما يسأله عنهم ؟ وكيف ينجو من جوابه ؟ هذا هو ديني منُذ كنت وما دمت حيّاً، لم أنكر ولا أنكر الخلفاء الراشدين الأربعة ولا العشرة المبشرة بل إن حبّهم في قلبي كان ويكون وهو كائن ولم أجد ديناً جديداً لم أكن أتخذته قبلاً ولم أظهر ديناً ومذهباً لم يكن قبلي ، وأن مذهبي هو المذهب الذي كان لدى الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وسيكون إلى يوم القيامة والآن نأتي إلى القول بأني وأتباعي قد عصينا بني العباس وطغيناً عليهم : إن كل مسلم مطّلع عارف بدينه وملتّه، كيف لا يشنّع على قوم بدؤهم ونهايتهم كان وهو كائن وسيكون على التزوير والتدليس والفسق والفجور والفساد وإن أحوالهم وأفعالهم وإن لم تكن مستورة ومختفية على العالم، غير أني أجملها لتكون لي الحجة على حضرة السلطان، نذكر أولاً أعمال أبي مسلم الخراساني، ذلك الرجل الذي سعى ذلك السعي الحثيث وتحمل تلك الزحمات العظيمة، ولم يبق من عقله وتدبيره وقوته حتى قّصر يد ظلمة بني مروان عن إراقة الدماء وأخذ أموال المسلمين وأزال عن بيت النبوة الطاهر ذلك اللعن [8] الذي كان أليق بهم من آل الرسول، ورفع الظلم عن الدنيا، ثم أقامها بالعدل والإنفاق انظر إلى هذا الرجل المحسن كيف غدروا به حتى أراقوا دمه ظلماً وقتلوا الألوف من أولاد رسول الله الطاهرين في أطراف البلاد وأكنافها وخلفّوا الآخرين مشردين وفي الزوايا مختفين حتى خلع بعضهم ثوب السيادة حفظاً لأرواحهم ومات الكثير منهم على ذلك الحال ولم يعرفوا. ثم لم يبلغوا الخلافة " أي بنو العباس" حتى شغلوا بشرب المدام والزنا واللواط وقد بلغ فسادهم إلى أن هارون الرشيد وهو أعلمهم وأفضلهم كان يحضر النساء مجلس شرابه ولم يمنع ندماءه من ذلك المجلس حتى إن جعفر بن يحي البرمكي الذي كان من المقيمين في مجلسه قد تصرف أو قل زنى بأخت الرشيد " العباسية " وولدت منه ولداً أخفوه عن الرشيد إلى أن حّج في السنين ورآه هناك فقتل جعفراً وكانت له أخت أصغر منها فائقة الحسن والجمال قد قربها إليه ذات يوم وزني بها [9]ومن اللطائف المشهورة : أن الأمين بن الرشيد لمّا ولى الخلافة بعد أبيه قرّب هذه الجميلة إليه وهي عمته فزنى بها ظانا أنها لم تزل بكراً، ولما سألها عن ذلك، أجابتّ : أي بكر في بغداد لم يفضها أبوك حتى يدع أخته بكراً [10]، وبالجملة فلو أردنا تعداد أعمال هؤلاء لما وفىّ العمر بعددها، هؤلاء هم الخلفاء الراشدون وهؤلاء هم أركان المسلمين الذين بهم يكون قوام الملك والمّلة ونظام الدين والدولة فلتعط النصف إذا طعنت بهم أنا أو طعن بهم غيري، إنّا عصيناهم فهل هذا حق منا أم باطل ؟ وأمّا القول : بأنّا أغرينا الجهّال، فإن من الواضح عند أرباب البصائر أن ليس من شيء أشرف من الروح وما من أحد يعاف نفسه ولا سيما رجل مثلي قليل البضاعة قليل الاستطاعة في إنجاز مثل هذا العمل [11].


[1] البداية والنهاية (16/175).
[2] نظام الملك، عبد الهادي محمد رضا ص 605.
[3] الغلصمة : رأس الحلقوم بشواربه.
[4] البداية والنهاية 016/176).
[5] المنتظم (9/121).
[6] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 136.
[7] التاريخ اليساسي والفكري للمذهب السني ص 136.
[8] هذه من الروايات التاريخية الموضوعة والضعيفة ونلاحظ توظيف حسن الصباح لأكاذيب أسلافه لأضلال الناس ونرى حقارة أخلاق الباطنية في بهتان رموز الأمة كهارون الرشيد وغير والدفاع عن المجرمين كأبي مسلم الخراساني.
[9] هذه من الأكاذيب التي دست في سيرة هارون الرشيد.
[10] من الأكاذيب والأباطيل.
[11] الظاهر أنه هنا قد سقطت عبارة تربط الكلام.



  رد مع اقتباس
[ 10-06-2012 ]   رقم المشاركة 4

 

 

الصورة الرمزية mohamadamin

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 2643

المشاركات: 513

الدولة/المدينة: عمان- مرج الحمام

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 95
تم شكره 194 مرة في 113 مشاركة

افتراضي رد: : الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

من حدود خراسان جمع من غلمان السلطان ومن النظامية وأرباب المعاملات كانوا قد انحرفوا أكثر من هذا بين المسلمين عن العرف، والمرسوم فبعضهم مّديده إلى عورات المسلمين وحريم الزهّاد والعباد حتى اختطفوا النساء بحضور أزواجهن بعضهم خان معاملات الديوان ولم ينصفه، وكلمّا استغاث الناس بأركان الدولة لم يغاثوا بل كان البلاء ينزل عليهم وعلى من تكلم وصّرح بحقهّ.هذا " نظام الملك" مدير المملكة ووزيرها قد قتل لخواجة أبا نصر الكندري وهو الوزير الوحيد الذي لم يعهد مثله في أي ملك وفي أي عصر، إذ كان عاملاً ناصحاً وذلك بتهمة تصرفه من أملاك السلطان وأمواله حتى أعدمه من الوجود. أمّا اليوم فقد أشرك معه الظلمة في أعماله إذ كان الخواجة أبو نصر يقبض العشرة دراهم فيوصلها إلى الخزينة، أما هذا فإنه يقبض الخمسين درهماً ولا يعرف النصف درهم من أعمال السلطان. أما ما يصنعه في الطين والآجر في أطراف المملكة فذلك أظهر من الشمس : أين كان للخواجة أبي نصر من ولد أو بنت وهل صرف ديناراً واحداً في الخشب والطين ؟ فهل لهذا العصر مع هذا العجز والصنعة أمل في النجاة ؟ فإذا ما اضطر أحدهم لرفع العار أن يبذل روحه ويتركها ليدفع واحداً أو اثنين من هؤلاء الظلمة فليس ذلك ببعيد وإذا فعل فهو معذور .... فما لحسن الصّباح وهذه القضايا وما حجته بها وما هو نافع له إذا أغرى أحداً وأي عمل من أعمال الدنيا يمكنه إيجاده مالم يتعلق به تقدير سماوي[1]. وأما أمركم بأني أترك هذا النوع وإلاّ نعوذ بالله أن يصدر من عمل يخالف رأي السلطان ولكن لما كان لي أضداد وكانوا يسعون في طلبي، اخترت هذه الزاوية وجعلتها ملجأ لي وسكناً حتى أنهى حالي إلى أعتاب السلطان بعد الكون والدعة واستقرار البال، فإذ فرغت من أمر خصومي فسأتوجه. إلى عتبة حضرة السلطان وأنخرط في سلك خدامة لأعمال بكل ما أوتيت من قوة النصح بما أوجبته النصيحة من تحسين دنيا السلطان وما تبقى من أمر آخرته. أمّا إذا صدر مني خلاف، ولم أطلع أوامر السلطان فسأكون ملوماً في الدنيا مطعوناً من البعيد والقريب، وسيقال إني خالفت ولي الأمر ولم أحظ بسعادة " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولى الأمر منكم " (النساء، آية : 59). كما أن خصومي سوف يفترون عليّ عند السلطان بما لا علم لي به وينزلون قدري وحريتي لديه، كما يشهرون أعمالي على الناس بالسوء والشفاعة، وإن كانت حسنة حتى يقضوا على سمعتي وذكرى الحسن، وإذا قدمت على السلطان ومثّلت بين يديه مع وجود " نظام الملك " وخصومته لي وما عمله معي من الظلم، وما سيعمله غير مبال بكل ذلك مضافاً إلى التزام السلطان بمتابعة بني العباس، وعدم مخالفته أوامرهم ونواهيهم ومع علمه بسعيهم الخبيث في طلبي والقبض عليّ حتى ذهبت إلى مصر ولم يظفروا بي في الطريق رغم كثرة رسلهم خلفي وجواسيسهم عليّ حتى خدعوا أمير الجيوش وأقنعوه بالأموال ليقصدني ولولا عناية المستنصر بالله الخليفة الحق لكنت من الهالكين .. وأخيراً .. وأخيراً أرسلني أمير الجيوش إلى الإفرنج من طريق البحر لأدعو الكفار إلى الحق، وبفضل الله نجوت أيضاً من تلك الورطة، ثم توجهت إلى العراق بعد جهد جهيد وبعد تلك المشقات والزحمات وكان بنو العباس لم يزالو ساعين في طلبي [2]واليوم وقد بلغت هذا المقام وأظهرت دعوة الخلفاء العلويين وحصلت على عدد من المجتمعات في طبرستان وقهستان والجبال واجتمع حولي كثير من الأحباب والمؤنسين والشيعة والعلويين حتى أصبح بنو العباس يخشون جانبي ويخافون سطوتي، وإذا ما تغير مزاج السلطان عليّ وسعى في قصدي لإمكان طلب العباسيين أيّاي منه لا يعلم ماذا سيكون وماذا سيحدث، وإذا حدث شيء على أي نوع كان فإنه لا يخلو من شناعة إذ لو أجابهم السلطان إلى طلبهم فإنه لا يعذر في شرع المروءة والإنصاف وإن لم يجب التماسهم تقّول عليه بعض الجهال ونالوا منه وامتد على السلطان لسان التشنيع وقيل فيه : " ما هذه الغاشية التي تحملها السلطان منهم وما هو عدم تسليمه حسن صباح
لهم [3]. ومن المحتمل أيضاً أن تحصل بينهم المقاومة والنزاع وفي الأخير لا تعلم نهاية الأمر. وأما حديث " سرسنك " وأمركم بأنه لو كان برجاً من بروج السماء .. فإن أهالي سرسنك يعتقدون ويثقون من قول الدهر الحق [4]، بأن هذا البرج لا يخرج من أيديهم إلى زمن بعيد ومدة قصيرة لأنه يتعلق بعناية الله تعالى، والآن وأنا قابع في هذه الزاوية عاملاً بكل فرض وسنة أرجو وأطلب من الله تعالى ورسوله أن يهتدي السلطان وأركان دولته إلى طريق الصواب، وأن يرزقهم الله دين الحق وأن يرفع فسق بني العباس وفجورهم عن الناس [5].


وفي هذه الرسالة محاولة من حسن الصباح لزعزعة ملكشاه في معتقده في البيت العباسي والخلافة العباسية وحشد لها أكاذيب وأباطيل، كما أراد أن يضعف العلاقة بين ملكشاه ونظام الملك وعمل على التأثير الفكري والعقائدي على السلطان نفسه ولا ندري مدى تأثير هذه الرسالة على ملكشاه وإن كان ابن الجوزي ذكر عن ابن عقيل؛ أن السلطان ملكشاه، كان قد فسدت عقيدته بسبب معاشرته بعض الباطنيّة، ثم تَنَصَّل من ذلك ورجع إلى الحق [6]، وهذا يظهر خطورة الدعوات الباطنية الباطلة على حكام المسلمين والنخب وإن كانوا صالحين مالم يتحصنوا بعقيدة أهل السنة والجماعة وتواصلوا مع العلماء الربانيين،كما أنفاً نلاحظ أثر الرسائل في دعوة الآخرين والتأثير عليهم سلباً أو إيجاباً والذي يبدو أن هيبة الخليفة والخلافة العباسية قد زالت من نفس السلطان ملكشاه، فقد عزم على نفي الخليفة من بغداد وسيأتي بيان ذلك في محله بإذن الله.
7- دولة الإسماعيلية في إيران :
لم يكد الحسن الصباح يستولي على قلعة الموت حتى بادر بالاستيلاء على القلاع المجاورة، فأطلق دعاته لتحقيق هذا المأرب [7]. ولم يمضي وقت طويل حتى كان الصباح قد استولى على المنطقة الواقعة جنوبي بحر قزوين برمتها بعد أن سيطر دعاته على القلاع المتناثرة في أرجائها، والتي تبلغ نحو الستين قلعة، كانت هذه القلاع تقع في الغالب وسط وديان صالحة للزراعة وبالقرب من موارد ثابتة للمياه، فالملاحظ أن القلاع الرئيسية في أراضي الإسماعيلية كانت تقع بالقرب من نهر " شاهرود " وفروعه [8]، وكانت القلعة تكون وحدة اقتصادية عسكرية مستقلة بذاتها، يعيش أهلها معتمدين على أنفسهم في زراعة الأرض والدفاع عن القلعة وما حولها في مواجهة أي غزو أو اعتداء، ولقد كان للوفرة والتنوع الذي امتازت به المحاصيل التي يمكن أن تزرع في هذه المنطقة أكبر الأثر في تحقيق استقلالها وتكاملها الاقتصادي وكانت المحاصيل تزرع في الأرض المحيطة بالقلاع، ويبدو أن الإسماعيلية كانوا يضطرون إلى الامتناع بقلاعهم في أثناء الحملات التي كان يشنها عليهم أعداؤهم ويتركون الأراضي المنزرعة حول القلعة دون حماية مما كان يعرض محاصيلهم ومزروعاتهم للنهب والغارة والتلف، ولكن ذلك لا يعني أن هذه القلاع كانت تعيش في معزل عن بعضها البعض أو يحكمها مقدموها دون رقيب أو معقب، وإنما كانت كل واحدة من هذه القلاع تكون وحدة محلية تابعة للسلطة المركزية في قلعة الموت، فقد كان رؤساء هذه القلاع يتبعون مباشرة الحاكم الإسماعيلي في قلعة الموت الذي كان يمثل السلطة


العليا [9]، ... وكانت المناطق التي تسيطر عليها هذه القلاع جميعاً تمثل رقعة واحدة من الأرض تقع جنوبي بحر قزوين وتمتد فتشمل الطالقان في الجنوب الشرقي حتى حدود قزوين جنوباً كما تمتد غرباً حتى بهرام آباد ورودبار على الحدود المتاخمة لشرقي آذربيجان وذلك يعني أن المناطق التي سيطر عليها الإسماعيلية كانت ذات حدود سياسية تفصلها عن المناطق المجاورة لها والتي تقع تحت سيطرة غيرهم، غير أن هناك ولاية تقع خارج نطاق هذه الحدود استطاع الإسماعيلية الاستيلاء عليها وهي ولاية قهستان [10]، المجاورة لخراسان منُذ سنة 484ﻫ، فأصبحت تابعة للدولة، وظل حكامها المحليون يتبعون ملوك الإسماعيلية في الموت حتى قضى عليهم المغول [11].

8- نظام الملك ومشروعه في محاربته للمد الباطني :
إن كتب الفرق من السنة يعتبرون الإسماعيلية بجميع فروعها من فاطمية " عبيدية " أو قرامطة أو نزارية " حشيشية " أو غيرها من فرق الغلاة الباطنية لأنهم تطرفوا في العقيدة وانحرفوا عن الإسلام الصحيح،و وللرد على مزاعم الإسماعيلية الباطنية، ألف مثلاً أبو حامد الغزالي كتابه " الموسوم بفضائح الباطنية " داحضاً لادعاءاتهم، ثم أن السلطنة السلجوقية حاربت البدع الإسماعيلية، وتميز من السلاجقة وزيرهم نظام الملك الذي أدرك نشاط الدعوة الإسماعيلية في كسب إعداد كبيرة من عامة الناس، فبدأ بتأسيس عدد من دور الثقافة والتعليم من أجل نشر الوعي والثقافة الإسلامية الصحيحة لتحصين الفرد ضد دعوات الإسماعيلية وهذه المؤسسات عرفت بالمدارس النظامية وقد انشئت في بغداد والموصل واصفهان ونيسابور ومرو وبلخ وهراة وغيرها من المدن، بل أن رواية تاريخية تشير إلى أنه أنشأ في كل مدينة عراقية وخراسانية مدرسة [12]وسيأتي وسيأتي الحديث عن المدارس النظامية في العهد السلجوقي بالتفصيل بإذن الله تعالى.

المبحث الخامس : وفاة الخليفة القائم بأمر الله وتولي أمر الخلافة المقتدي بالله :

أولاً : وفاة الخليفة القائم بأمر الله :
في عهد السلطان ملكشاه وفي سنة 467ﻫ [13]توفي أمير المؤمنين القائم بأمر الله، أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد العباسي البغدادي، كان مولده في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وأمه أرمينية تُسمى بدر الُّدجى وقيل : قطر الندى، كان رحمه الله جميلاً وسيماً أبيض بحمرة ذا دين وخير وبر وعلم وعدل بويع سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة، وأنه نكب

سنة خمسين في كائنة البساسيري، ففّر إلى البرية في ذِمَام أمير للعرب، ثم عادّ إلى خلافته بعد عام بهمة السلطان طغرلبك، وأُزيلت خطبة خليفة مصر المستنصر بالله من العراق وقتل البساسيري [1]- وقد مّر ذلك مفصلاً. ظهر عليه مَاشَراً [2] فافتصد ونام، فانفجر مضاده، وخرج دم كثير، وضعف،وخارت قواه، وكان ذا حظ من تعبد وصيام وتهجد، لما أعيد إلى خلافته قيل : إنه لم يسترد شيئاً مما نُهب من قصره، ولا عاقب من آذاه، واحتسب وصبر. وكان تاركاً للملاهي – رحمه الله – وكانت خلافته خمساً وأربعين سنة وغسله شيخ الحنابلة أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي، وعاش ستاً وسبعين سنة، وبديع بعده ابن ابنه المقتدي بالله [3].





[1] نظام الملك ص 610 ، 611.
[2] نظام الملك ص 612.
[3] فقد ورد في حوادث سنة 458ﻫ أن السلطان " ألب أرسلان " ولي ابنه ملكشاه وحمل بين يديه الغاشية دول الإسلام (1/407).
[4] المقصود هنا : هو المستنصر بالله الخليفة الفاطمي في مصر.
[5] نظام الملك ص 613.
[6] البداية والنهاية (16/133).
[7] دولة الإسماعيلية في إيران ، محمد السعيد ص 95.
[8] المصدر نفسه ص 95.
[9] دولة الإسماعيلية في إيران ص 96.
[10] هي الجبال التي بين هراة ونيسابور.
[11] دولة الإسماعيلية في إيران ص 97.
[12] الخلافة العباسية (2/191).
[13] سير أعلام النبلاء (18/318).

[1] المصدر نفسه (18/307).

[2] الماشرا : في عرف الأطباء ك ورم حارّ عن دم صفراوي يعم الوجه.

[3] المصدر نفسه (18/308).




  رد مع اقتباس
[ 10-08-2012 ]   رقم المشاركة 5

مراسل طقس العرب في المفرق/صبحا

 

 

الصورة الرمزية shaesh

تاريخ التسجيل: Mar 2009

رقم العضوية: 3064

المشاركات: 2,030

الدولة/المدينة: قضاء صبحا

الارتفاع عن سطح البحر: 800 - 900 متر

شكراً: 17,820
تم شكره 13,113 مرة في 1,756 مشاركة

افتراضي رد: : الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".

موضوع مميز واحب ان اوضح ان الطائفة العلوية النصيرية هي قسم من اقسام الاسماعيلية بل من اشدهم خطرا




  رد مع اقتباس
رد


أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:40 PM.