عشت في المانيا مدة تزيد عن السبع سنوات , كنت اسكن في اقليم بافاريا جنوب المانيا , و بالتحديد في مدينة ميونخ عاصمة هذا الاقليم , عشقي للشتاء و الثلوج بدا في تلك الايام و في تلك البلاد بعيدا عن الوطن الحبيب , كنت اقضي معظم وقت الشتاء و انا اراقب الامطار الغزيرة و الثلوج الكثيفة التي تتساقط هناك في معظم ايام الشتاء , و التي هي بالنسبة للسكان المحليون اصبحت شيئا معتاد عليه , و قد كنت اجذب الانظار حتى قيل عني مجنونا من كثر عشقي للشتاء , كانت الحياة تسير بشكل طبيعي بغض النظر عن الظروف الجوية , على الرغم من الاجواء الشتوية الرائعة في اوروبا , الى ان الشتاء في وطننا له نكهة خاصة , لم استمتع بالعواصف الثلجية في ميونخ بقدر استمتاعي بنقاط الامطار التي كانت تبللني و انا اقف على (موقف السلط) , ليس هناك اجمل من شتاء الوطن .
في يوم من الايام و انا في ميونخ سافرت الى غرب المانيا , و بالتحديد مدينة دوسلدورف , و عاصمتها ستفاليا , كان من المتوقع تعرضها لعاصفة ثلجية عنيفة , و هذا ما حصل بالفعل , لقد تساقطت الثلوج لمدة سبعة ايام و بشكل مخيف , انقطعت الكهرباء و شلت الحياة , ضلت هذه المدينة تحت الثلووووج لمدة شهر تقريبا , حقا انها اجمل حياتي , و لكن ليس هناك افضل من شتاء الوطن .....