سأتحدث في هذا الموضوع عن منظومات الضغط الجوي التي تلعب دورا كبيرا في مناخ منطقتنا..متكاملة مع موقعها الجغرافي وبقية العوامل الجغرافية من تضاريس وغيرها..
وبالطبع هناك دورية في توزع وتبدل هذه النظم فهي في حالة تنقل دائم وفقا لحركة الشمس الظاهرية ..أي تتبدل وفقا للفصول الأربعة..
وسأبدا اليوم بفصل الصيف:
أ-على السطح :
تخضع منطقتنا لامتداد المنخفض الموسمي الهندي وهو ضغط حراري منخفض مركزه شمال غرب الهند
يمتد غربا متجاوزا الخليج العربي وايران ليبلغ قبرص وأحيانا يصل امتداده الى ايطاليا وشمال غرب
افريقيا وأحيانا حتى الأطلسي..
ب-في الطبقات العليا:
يمتد الضغط المرتفع شبه المداري متجها نحو الشمال ليتجاوز درجة عرض 35 شمالا كما تزداد قوة حجيرة ضغط آزور المرتفع شمالا شرقا أيضا نحو جنوب غرب أوروبا وحتى وسطها ليشكل حاجزا يحجب الهواء الأطلسي ويمنعه من الوصول الى البحر المتوسط..
فيسود الطقس المستقر في منطقتنا معظم فترة الصيف مع سيادة الرياح الشمالية الغربية في أغلب الأحيان..
وعندما نصبح تحت تأثير الثنائية (ضغط منخفض حراري على السطح + مرتفع شبه مداري في طبقات الجو العليا) فهي أحد الوضعيات التي تسبب علينا موجات الحر الشديدة ..
في حين عندما تنخفض قيم الضغط الجوي في طبقات الجو العليا تسود أجواء لطيفة..
وقد يسأل البعض هل يمكن أن نشهد في أشهر الصيف(تموز وآب) أمطارا؟؟
فالجواب يكون :
نادرا جدا أن نشهد أمطارا في هذين الشهرين لكن هذا قد يحصل أحيانا وحدث في عدة سنوات وواحدة من الوضعيات النادرة (ولو أنها أشيع هذه الوضعيات النادرة)والتي يمكن أن تسبب أمطارا كالتالي:
تعمق المنخفض الموسمي الهندي غربا كأن يصل مثلا الى شمال اليونان أو ايطاليا (بحيث يدفع نحونا
برياح غربية جنوبية غربية رطبة)شرط أن يتوافق مع امتداد منخفض علوي على منطقتنا ما يسبب
حالة من عدم الاستقرار الجوي تنشط فيها التيارات الحملية مسببة الأمطار الرعدية المحلية الغزيرة
بمشيئة الله..وهذا ما سبب الهطولات الغزيرة في دمشق خلال فترة بعد الظهر لثلاثة أيام متتابعة في آب 2008..
ولو ألقينا نظرة على الوضع في جنوب الوطن العربي فسنجد تحرك المنخفض الاستوائي شمالا حتى
خط عرض الموافق لجنوب السودان مسببا نشاط تيارات الحمل لتسبب الأمطار الصيفية الغزيرة التي تقل
كلما اتجهنا شمالا..
بينما لا يبلغ المنخفض الاستوائي شبه الجزيرة العربية الي تكون في وسطها مركزا لحجيرة ضغط منخفض هندية موسمية تجذب الرياح اليها من حجيرة الضغط المرتفع شبه المداري الجنوبي فوق المحيط الهندي لتصل الى جنوب الجزيرة العربية على شكل رياح جنوبية غربية موسمية تجلب الأمطار الموسمية لمناطق الصومال وجنوب شبه الجزيرة العربية ..
أرجو أن أكون قد قدمت فكرة عن توزع الضغوط الجوية في فصل الصيف وسأتحدث المرة القادمة عن
النظم في فصل الشتاء باذن الله..
..تحياتي...