في كثير من الاحيان نسمع النشرات الجوية عن منخفض جوي عميق وكتلة هوائية باردة جدا من أصل قطبي سوف تؤثر على منطقة شرق المتوسط ومركز المنخفض فوق جريرة قبرص و وتكون التوقعات بحدوث امطار غزيرة مصحوبة بالعواصف الرعدية والبرد وتساقط لثلوج غزيرة و كثيفة فوق المرتفعات , مع توقع لحدوث رياح شديدة السرعة , وعندما يبدا التأثير فعليا بالفعل تشتد الرياح الجنوبية الغربية بشكل كبير و تثير الغبار , وهذا يدل على ان المنخفض عميق جدا , و تمر الساعات و نهار كامل والرياح شديدة ونحن بانتظار الهطول , ونسمع بأنه سقطت بعض الامطار في المناطق الشمالية , ونحن نقول في أنفسنا ما زالت الجبهة القطبية لم تعبر وهذه الاحداث مقدمة الجبهة , ولكن نتفاجأ بان الجو في الخارج أصبح باردا جدا و غيوم منخفضة مبعثرة ضعيفة والرياح الجنوبية الغربية مازالت شديدة ووممكن أن تسقط بعض الامطار الخفيفة , وهذا يدل على أن الجبهة الرئيسية قد عبرت , ولكن يا ترى !! أين ذهبت الامطار الغزيرة والعواصف الرعدية والثلوج الكثيفة !!!! و بعد ذلك نبدأ نتأكد من وسائل الاعلام ماذا حدث , ونسمع في سوريا ولبنان بانه سقطت أمطار غزيرة وثلوج كثيفة , ولكن لماذ لم يحدث ذلك في منطقتنا , فنتجه الى الخرائط الجوية بدقة , فنلاحظ بأن السبب هو تعمق المنخفض بشكل كبير , فنظرا لتعمق المنخفض فان انكسار خطوط الايزوبار كان كبير جدا عند خط الجبهة فهذا يؤدي الى هبوب رياح جنوبية غربية الى جنوبية وحتى أثناء عبور الجبهة , بحيث يكون مصدر الرياح من شمال مصر والصحراء الكبرى ( من مناطق قارية ) فهذا يؤدي الى انخفاض نسبة الرطوبة بشكل كبير فينعكس سلبا على الفعالية الجوية , ولكن في سوريا ولبنان بحكم موقعهم ولو كانت الرياح جنوبية غربية فتبقى الرطوبة عالية نسبيا لانه يبقى مصدر الهواء من البحر المتوسط , وهناك نماذج أخرى عن ضعف الامطار في المنخفضات العميقة في المناطق الداخلية مثل الزرقاء والمفرق , فنلاحظ بانه عندما تكون الرياح شديدة تظهر غيوم كثيفة جدا في المناطق المرتفعات الغربية ولكن تضعف وتتبخر كلما اتجهنا شرقا , فمن شدة الرياح الغربية فان العامل التضاريسي يكون له دور كبير في المرتفعات الغربية بحيث تسقط أمطار غزيرة جدا ولكن في المنطقة الشرقية من المرتفعات تكاد تنعدم فيها السحب والامطار بحيث يصبح الهواء أقل رطوبة لانها تستنفذ فوق المرتفعات و أيضا هبوط الهواء يؤدي الى تبخر السحب ( منطقة ظل المطر ) .