اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الخطيب
صباح الخير
خلال الثلث الأول من شهر يناير الماضي قمت بعملية تلخيص لتوقعات نموذج cfs المناخي طويل الأمد لشهر فبراير الحالي وانتظرت هذه المدة حتى ارى مدى دقة توقعاته...
توقعات انموذج كانت كالتالي...وننتبه أنها صادرة خلال الثلث الأول للشهر المنصرم:
حالة سريعة وضعيفة بين 7و8 شباط....( حدثت الحالة وكانت ضعيفة الى معدومة)
حالة مدارية ( مركبة) بين 15 و 18 شباط...وهاهي متوقعة من معظم النماذج حاليا وتبدو متوسطة التأثير
من الملفت للنظر أن هذا النموذج توقع تغيير جذري على الأنظمة الجوية وخاصة شرق اوروبا بدءا من الثلث الأخير لشباط، واشار خلال هذه الفترة الى فعاليتين جويتين
الأولى حالة مدارية من 21 الى 24 شباط
الثانية بعد 25 الشهر يشير الى حالة مدارية اخرى متبوعة بمنخفض جوي اواخر الشهر فيه شيء من القوة والشمولية
وتوقع ايضا بداية جيدة لمارس
بالنظر لتحديثات النماذج الحالية يبدو ان التوقعات تسير مقاربة لخطته....كإشارات عامة وربما بعض التفاصيل أيضا....
ان شاء الله خير
الى ذلك تتابع الإشارات بشكل ملفت تباعا لبدئ تغير وااضح على توزيع النشاط البارد للشهر بدءا من الثلث الأخير.....ومسك الختام الذي اشرت له في غير مرة بات ضمن التوقعات بنسبة 60 %....فهل تكتمل الفرحة؟
نسأل الله العلي القدير أن يتم فرحتنا وأن يستجيب لدعوة الداعين وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وأن يعاملنا بما هو اهل له لا بما نحن أهل له...فرحمته تسبق غضبه سبحانه، والمجتمعات الإنسانية يجتمع فيها أهل المعصية مع أهل الطاعة في كل زمان ومكان، ولا يوجد مجتمع كله طاعات ولا آخر كله معاص، ويخطر في بالي حديثا للنبي المصطفى بلفظ من عند الله " قدسي" يقول " لولا أن فيكم شيوخا ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصببت عليكم العذاب صبا" ، وهو حديث ينسجم انسجاما كاملا مع كثيير من آي القرآن الكريم التي توضح رحمة الله بعباده كقوله" ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا لعجل لهم العذاب" " ان الله يرزق من يشاء بغير حساب" فتعبير بغير حساب واضح أن رزق الدنيا لا يرتبط بوجه عام بسلوك البشر عامة لأن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ويعطي الآخرة لمن يحب، وهي معان واضحة ترجح أن رزق السموات والأرض في الدنيا غير مشروط بشكل قطعي بمعصية الإنسان، لأن المعصية سمة ملازمة للإنسان منذ أن خلق الله آدم، ولكن من باب آخر نرى أن الله خصص البركة بالطاعات، لأن الله قد يعطي ولكن دون بركة، والبركة هي التي ترتبط بالطاعات والمعاص وليس العطاء " وما كان عطاء ربك محظورا" ، قال تعالى بهذا الخصوص " ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"، فالعطاء شي وبركة العطاء شيء آخر، فألفاظ الفرآن دقيقة ومحكمة وتحتاج لتدبر قبل اصدار الأحكام بتعسف
هناك بعض الأحاديث تربط بين انقطاع المطر وانتشار بعض المعاصي مثل منع الزكاة مثلا، ولكنها لا تأخذ وجه التعميم كشيء مقطوع فيه، لأن المدقق في الواقع يجد بعض المناطق الممطورة بوفرة لا تخلو من اناس منعوا زكاة اموالهم، ومع ذلك يمطروا!!!!!، وما يصدق على منع الزكاة يصدق على معاص أخرى كثيرة، وهذا ارى فيه مصداق قوله تعالى " ان الله يرزق من يشاء بغير حساب" فخطة الله في تصريف الرزق والأمور أوسع من أن يحيط بها فهمنا، فيتسرع البعض لربط انقطاع المطر بما نحن فيه من كثرة المعاصي، فلو أخذنا موسما ممتازا من الأرشيف سنجد أن مجتمعنا وقتها لم يكن خاليا من المعاصي ولا من الطاعات....وهو درس واضح لنا يخبرنا الله فيه على لسان سننه الكونية أن لا نتدخل في خطته في توزيع الأرزاق ونستسهل الحكم واصدار الفتاوى...فكما أن هناك معاص هناك طاعات، وكما أن هناك ليال حمراء هناك ليال تعج بأيدي المتضرعين في كل زمان ومكان...
حين تصدر الفتوى تأكد أنك تتكلم باسم الله.....ومن كذب على الله جهلا فقد تألى عليه، ومن تألى عليه كان من الذين تسود وجوههم يوم القيامة، فلنترك سنن الله الكونية لله، ولنترك خطة الله في توزيع الأرزاق لرحمته سبحانه ولنعيد النظر بإصدار الأحكام والفتاوى والإستسهال بها بمجرد قراءة آية أو حديث لا نحيط به فهما دقيقا محكما من وجوهه المتعدده
|
استاذنا الكبير محمود اسمح لي ان اعقب على آخر فقرة في مشاركتك بخصوص الفتوى.
الامر ليس فتوى انما هي تنفيذ لاوامر الله حيث ربط نزول المطر بالاستغفار :((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))صدق الله العظيم وهو ايضا اتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انه سن سنة الاستسقاء عند انحباس الامطار وهذه ليست فتوى.
وقد اشار الرسول ان هناك اسباب لاخذ الناس بالسنين كما قال علية الصلاة والسلام ((يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا, ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان, ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يُمَطروا)) فالحديث اشار الى استثناءات في الاخذ بالسنين "لولا البهائم..." فهذا يعني ان الله عز وجل قد يمنع المطر عن الصالحين لامور لا نعلمها وقد يرزق العصاه والكفرة من الغيث الكثير لحكمة لا نعلمها.
لذلك علينا اتباع اوامر الله وسنة رسوله في هذا الخصوص وهي واضحة ليست بحاجة الى فتوى امتثالا لاوامر الله عز وجل و اتباعا لسنة رسوله فان اغثنا فالحمد لله وان لا فالحمد لله ايضا.
تقبل مروري استاذنا الكبير.