نيويورك - يو بي أي - يقول بعض الذين تتوقف قلوبهم عن النبض بعد انعاشهم انهم يرون أحباءهم الموتى، ويساورهم شعور بأن شيئاً ما يرفعهم ويخرجهم من أجسادهم ويجعلهم يسبحون في الهواء.
ويجمع الكثير من هؤلاء على وصف هذه التجربة بأنها تتسم بـ«السكينة والسلام والجمال» كالأميركية لورا غيرافي التي توقف قلبها لـ 57 دقيقة وخضعت للانعاش والصدمات الكهربائية 21 مرة وعادت الى الحياة.
عندما بدأت لورا غيرافي عملها اليومي المعتاد في 1 نيسان/ أبريل الماضي كانت الشمس مشرقة والطقس يميل قليلاً الى البرودة.
وبعد أن قادت غيرافي الحافلة لنقل الطلاب المعوقين الى مدرسة «نيوتون العامة» في ضواحي بوسطن في ولاية ماساشوستش شعرت بأنها ليست على ما يرام وبأن طعنات تمزق معدتها فأوقفت الحافلة الى جانب الطريق.
وقالت غيرافي لشبكة «سي ان ان» الاخبارية الأميركية امس «شعرت بالألم يمتد من ذراعي الى صدري، وقلت لنفسي: رباه! لقد دهمتني نوبة قلبية»، ثم ساءت حالتها بعد معاناتها من مشاكل في التنفس.
وعندها هرع الاختصاصي في الانعاش ميشيل كوبولا لمساعدتها قال «كانت عيناها مفتوحتين ثم توقفت عن التحدث معنا، وخلال 20 ثانية عانت من أول نوبة قلبية».
وقالت غيرافي، وهي أم لولدين وجدّة الآن، وتتذكر تلك اللحظات العصيبة « لقد طفت بعيداً عن جسدي، كان جسدي هناك، ولكني طفت بعيداً عنه، نظرت اليه مرة أخرى وكان لا يزال في مكانه».
أضافت انها «رأت» أحباءها الموتى ومنهم أمها وزوجها السابق.
وتابعت « كان المكان هادئاً جداً ومضيئاً وجميلاً، وعندما لا ترى شخصاً لفترة طويلة تريد عناقه والوصول، اني أتذكر محاولتي الوصول الى زوجي السابق وعناقه ولكنه لم يأخذ بيدي».
وقالت أيضاً انها شعرت بـ«طاقة هائلة وقوية جداً، ثم رأيت صوراً لابني وابنتي وحفيدتي وكانت صورهم تلمع في بالي كل ثانية ثم عدت الى وعيي».
وفقدت غيراثي النبض لحوالي 57 دقيقة، وضغط الدم والنبض والأوكسجين كما توقف دمها عن الجريان في جسدها، وأنعشها الأطباء 21 مرة بالصدمات الكهربائية قبل أن تعود الى الحياة وتخبر عن حياتها الأخرى.
ووفقاً لـ«جمعية أبحاث الاقتراب من الموت» الأميركية حوالي 800 من هذه الحالات تحدث في أميركا سنوياً.
وقال الدكتور كيفن نلسون، وهو طبيب في الأمراض العصبية في لكسنغتنو في ولاية كنتاكي الأميركية ان الدراسات التي أجريت حول هذه الظاهرة تشير الى أن هذه الأمور غير ُمتخيلة ولها علاقة بالدماغ.
وأكدّ أن هذه «تجارب حقيقية وتحدث في أوقات الأزمات الطبية والخطر»، مضيفاً ان للبشر الكثير من ردّات الفعل التي تبقينا أحياء في أوقات الخطر، وبأن الأمر له علاقة بآلية الاحلام عند الناس.
وأضاف أن الذين يمرون بتجربة الاقتراب من الموت يشعرون في الغالب بالاغماء، مشيراً الى أن الدراسة التي أعدها حول ذلك أظهرت أن 100 مليون أميركي عانوا من هذه الحالة في وقت ما، وبأن هناك ربما عشرات ملايين الأميركيين الذين مروا بهذه التجربة».
ولكن غيرافي تقول « لم يكن الأمر حلماً، اني متيقنة أني ذهبت الى مكان ما غير المكان الذي أنا فيه الآن»، وهو ما يؤيدها فيه الدكتور بيل أوكلاهان الذي عالجها بالصدمات الكهربائية وأعاد النبض الى قلبها بالقول «ليس للامر علاقة بموت الدماغ، واعتقد أن الناس يمرون بهذه التجربة فعلاً».