بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله
موسى .. ينطبق عليه المثل القائل ( يا مستعجل وقف لقلك ) هو طبعا المستعجل في هذا المثل وانت الذي تحاول ان تمسك به .. هو ليس مستعجل لكنه كثير الحركة تـأبى روحه الجلوس في مكان معين لاكثر من مدة معينة فتراه هنا وهناك او يطقطق اصابعه وبحركات عصبية ..
والسرعة هذه ليست فقط في الحركة انما ايضا متسرع في الحكم على الشيء في أول وهلة اي ان ردة فعله الاولى هي عصبية .. ليعاود بعدها الهدوء النسبي والتفهم اكثر واكثر ..
شخصيته خليط من الاضاد فتراه عصبي وتراه هادىء وتراه متفهم وتراه تارة اخرى متحجر خجول تارة وتارة اخرى مقدام
وتارة عميق جدا وتارة اخرى يحكم على الامور من ظواهرها وتارة متفائل ليقلب فجأة الى تشاؤوم .. اي انه متقلب الامزجة .. وتقلب المزاج ظاهر لديه اي انه اذا كان في حالة نفسية معينة لا يستطيع ان يخفي مشاعره بل تكون ظاهرة للعيان وبشكل مباشر .. بل وينقل حالته النفسية التي يمر بها الى محيطه لياثر فيها اما سلبا او ايجابيا .
وصاحب الشخصية المزاجية دائما ما يعتريه التوتر النسبي في داخله وتنعكس على حركاته .. اي ان حتى حركاته لا تثبت على حركة معينة ..
في داخله يحمل كم هائل من الطيبة حتى انها تذكرنا بطيبة ابن البلد ايام زمان الصافية النقية .. بالاضافة الى نخوة ابن البلد ان اردته بأمر ما فهو من غير تفكير يأخذ بيدك ليمشي معك في حاجتك التي تريد او حتى ان طلبته امر فسرعان وكالبرق يلبي طلبك .
يصطدم كثيرا مع واقعه ومحيطه والاصطدام هذا يولد له نوع من الاختناق و الثقل في الصدر وايضا التوتر في اليدين يشعر معها ان يديه ثقليتين جدا وربما يعاني من الوجع في المعدة وبالعموم هذه الحالة تولد في داخله الضيق والحزن ..
يشعر ان قلائل هم الذين يستطيعون أن يتفهموه ويتفهمون ما بداخله .. لذلك عادة ما ينتج لديه بعد الاصطدام الانطواء لمدة معينة .. اذا لازمه الحزن او التشاؤوم فحالة يصعب معها الخروج منها بسهولة اي انها تأخذ معه بعض الوقت ..
ويحاول ان يقضي عليها او يستسلم لها بالنوم فتراه احيانا ينام لفترات طويلة ..
وهو بطبيعة الحال يعشق النوم يعني ما بصدق فيها .
اذا ارد محيطه مهمة مستعجلة لمشوار مستعجل فخير من يقوم فيها موسى فهو يدهش محيطه بسرعة حركته والتنقل السريع والعودة سريعا ..
لديه شفافية اي انه يشعر بالقلق من امر ما قبل حدوثه .. وبالفعل يحدث .. ولديه شفافية ايضا فنفسه تعبر عن ذاتها من غير حواجز فمثلا ان ضحك اضحك جميع محيطه واثار فيهم التفاؤول وان حزن اثر بشعور سلبي على كل محيطه فينقل اليهم التشاؤوم اي ان صوت وتيرة نفسه عالي .. وبالتالي لمحيطه تأثير عالي عليه وعلى نفسه . إن كان يشعر بالفرح ووجد ممن حوله شخص حزين فيتأثر بسرعة عالية فيه .. وشعور الحزن لدى الناس الاخرين هو اكثر ما يؤثر فيه ..
ان اخذ موقف من شخص بضل مثل ما بقولوا حايص حايص لحد ما يطسها بوجه ذاك الشخص من غير عمليات تجميل الحقيقة كما هي وكما يشعر فيها وكما يقول المثل للاعور اعور بعينه .. مما يلجم من حوله .. فلا يعرف اللف والدوران ولا المسايسة في الخطأ ..
وإن اخطا لا يجد حرجا في التراجع والاعتراف بالتسرع في الحكم والاعتذار بل انه يصيبه تأنيب ضمير لذلك الخطأ فلا يترك الشخص حتى يعلم انه بالفعل سامحه .
عادة اصحاب الشخصية هذه ما تتبلور شخصيتهم اكثر مع مر الايام والظروف .. فتصبح مقدامة اكثر وقليلة التراجع وتتبلور لديهم نظرة اكثر وعيا وعمقا للامور واكثر هدوء حتى انه يصبح يؤخذ برأيها في امور كثيرة .. و تصبح اكثر هدوءا .. واكثر حكمة مما يثير دهشة الناس .. وهذا طبيعي لانها شخصية الى جانب الحق وتكره بطبيعتها الباطل ..
وعادة ما ان استطاع احد ما ان يصادق اصحاب هذه الشخصية فأنا اقول لهم ان صداقتكم له مغنم كبير لانه وفي بكل معنى كلمة الوفاء ومرآة صادقة لك .. وفي نفس الوقت عطوف وحنون على اصدقائه ولا يبخل عليهم بشيء ابدا ولا يعرف ان يحتفظ لنفسه بشيء ان راى ان هناك اشخاص اخرين يريدونه .. ولا حتى بمعلومة ..
هذا ما اراه باختصار في شخصية الاخ موسى واما يكون صوابا او خطأ ..
وتحياتي
يا ويلي يا ياسمينا ، كل هاظ اختصار ؟؟؟؟
تحياتي لك أختي الحبيبة