سلام شباب
كان عمري في موسم ال 1992 17 سنة تقريبا و أتذكر غالبية تفاصيل تأثرنا بالمنخفضات التي أقل ما يمكن وصفها بالأسطورية في ذلك الوقت من حيث القوة و كميات الأمطار، حتى أن كافة سدود المملكة فاضت بالمياه بما فيها سد الملك طلال. لكني وقتها كنت من سكان مدينة الزرقاء، بحيث أن أغلب المنخفضات كان تأثيرها علينا يتمثل بأمطار غزيرة أو ثلوج غير متراكمة باستثناء منخفض 9-2-1992 حيث تراكمت الثلوج بارتفاعات وصلت ل 10 سم و تسببت بإغلاق أغلب شوارع المدينة وقتها. و من متابعتي الحثيثة لمصادر الأخبار المتوفرة لمعرفة سر التحول المفاجئ في طقس المملكة وقتها، ذكرت عدة مصادر إخبارية أن سبب وفرة موسم 1992 بالمنخفضات المتتابعة والثلوج الكثيفة يعود لانفجار بركان ضخم في المكسيك دفع مئات أطنان من الدخان الأسود والرماد إلى الغلاف الجوي عملت على تخفيض حرارة الغلاف الجوي بشكل ملحوظ بسبب حجب أشعة الشمس، بصراحة لم أقتنع كثيرا بهذا التفسير و بقيت حتى يومنا هذا أفكر في سبب تميز موسم 91/92 في منطقتنا كلما تم ذكر تلك الأيام .
من المنخفضات المميزة في تلك الفترة بالاضافة لما ذكره أعضاء المنتدى الأفاضل منخفض بداية شهر 2 حيث كان من المتوقع منخفض عادي (قوي) مع أمطار غزيرة، لكن صحيت صباحية المنخفض في 1 شباط 1992 لأتابع و أراقب تأثر مدينة الزرقاء بالمنخفض على سطح البيت كالعادة لأتفاجئ بسقوط زخات من الثلج مع الأمطار الغزيرة على مدينة الزرقاء (على ارتفاع 600 متر تقريبا) مما يعني أن غالبية عمان والمرتفعات الجبلية تشهد تساقط كثيف للثلوج وقتها، وهذا ما حصل فعلا، و تكرر نفس المشهد أيضا بعد أيام قليلة في 4 شباط، ثم جاءت العاصفة الثلجية الجامدة في 9 شباط التي أدت لتساقط الثلج على أغلب مساحة الأردن باستثناء الأغوار والعقبة، سادت بعدها فترة هدوء نسبي و حالات جوية عادية حتى تاريخ 24 شباط حيث كنا على موعد مع أقوى عاصفة ثلجية في موسم 92، حيث هبت ليلة 23 على 24 شباط رياح عاصفة مع عبور أول جبهة في الكتلة القطبية المنشأ وصلت سرعتها لما يزيد عن 100 كلم في بعض المناطق و تسببت بتساقط ثلوج خفيفة في مختلف مدن المملكة بما فيها الزرقاء بسبب نقص الرطوبة (كانت درجة الحرارة 2 مئوي صباحا في الزرقاء)، واستمر الحال طيلة نهار 24 شباط ، و ما أن عبرت الجبهة الثانية (عالية الرطوبة) بعد المغرب حتى بدأت الثلوج تنهمر بغزارة على كافة المرتفعات الجبلية في المملكة، بحيث وصل ارتفاع الثلج لما يزيد عن المتر في عمان الغربية واستمر المنخفض القطبي لمدة ثلاث أيام حتى 26 شباط. ومع هذه العاصفة الرائعة كانت خاتمة موسم 92 الذي من الصعب أن يتكرر (إلى أن ينفجر بركان جديد في المكسيك إن شاء الله ههههههه)