مركز متابعة و مناقشة التوقعات بعيدة المدى و الظواهر المؤثرة على المناخ و الموسم المطرييختص هذا المنتدى بمناقشة التوقعات البعيدة المدى و كذلك مناقشة الظواهر الجوية المختلفة مثل ظاهرة النينو و ظاهر NAO و غيرها و تأثيرها على المناخ و المومسم المطري
عمان - طارق الحميدي -اعتبر مواطنون أن الهطول المطري في الأردن يتأثر سلبا ويتناقص عاما بعد عام بينما أشار خبراء الى أن التغيرات المناخية أصبحت أمرا حتميا إلا أن تأثيرها على الأردن أمر معقد ويعتمد على أنظمة جوية أخرى تؤثر علينا.
وقال خبراء في مجالات المياه والأرصاد الجوية أن التغيرات المناخية أصبحت أمرا واقعا أكدته الدراسات العلمية إلا أن تأثيرها على المنخفضات الجوية في الأردن ينبع من تأثيرها على مناطق أوروبا التي تعتبر مصدر المنخفضات للأردن والمنطقة.
وبين الخبراء أن الموسم المطري ممتاز حتى الآن وأن الدلائل العلمية تشير إلى أن هناك المزيد من المنخفضات خلال الأيام والشهور المتبقية من فصل الشتاء وهذا ما يهمنا في الأردن.
وكان عدد من المواطنين خاصة من كبار السن قالوا أن انحباس المطر لأيام وأسابيع وتعويض الانحباس المطري بمنخفض واحد يحمل أمطارا غزيرة يعتبر تغيرا مناخيا من وجهة نظرهم في الوقت الذي أشاروا الى أن الشمس لم تكن تشرق طوال فصل الشتاء فـي ما مضى.
وعن شتاء الماضي قالت المرأة السبعينية فلحة غنام بينما كانت تدخن الهيشه أن الشتاء فيما مضى كان شتاء حقيقيا ليس مثل شتاء هذه الأيام الذي لا يحمل معه المطر سوى لأيام معدودة فقط طوال شهوره.
وقالت الحاجة التي تتمتع بذاكرة ممتازة أنها مازالت تذكر فصل الشتاء الذي لم تكن تنقطع خلاله الأمطار كما أنها أشارت أنه وفي فصل الشتاء قبل ما يزيد عن الـ(50) عاما لم تكن تشرق الشمس طوال شهرين أو (3) على الأقل بينما لا تغيب الآن سوى أيام معدودة فقط.
ومن جانبه اعتبر الخبير المائي الدكتور الياس سلامة أن هناك دلائل تشير إلى حدوث تغير في المناخ في الأردن وهو ما تؤكده التسجيلات المطرية للسبعين عاما الماضية حيث كان الشتاء يبدأ في شهر تشرين الأول وينتهي في شهر نيسان أما الآن فهو بالتأكيد تضاءل.
إلا أنه أشار أن تأكيد حدوث تغير في المناخ في الأردن يحتاج لدراسات علمية وأن شهادات كبار السن تعتمد على موروث انطلاقا من صعوبة الحياة في ذلك الوقت لذلك كانوا يشعرون بصعوبة الحياة أكثر من الوقت الحالي حيث تنتشر الصوبات والمدافئ التي سلبت الناس الإحساس بالبرد.
وأشار سلامه الى أن التغيرات المناخية تؤثر سلبا على كمية الأمطار الهاطلة في الأردن كما أنها تؤثر على المياه الجوفية والسطحية في الأردن والتي نعاني من شحها أصلا.
ولتفسير الظواهر المناخية التي تؤثر على الأردن قال رئيس قسم الدراسات في دائرة الأرصاد الجوية الدكتور أحمد أبو عبيد أن المناخ في الأردن يتأثر بدءا من المناطق المحيطة بنا والتي تعتبر المصدر الرئيسي الذي يمدنا بالمنخفضات الجوية.
وبين أبو عبيد أن الدراسات العالمية أكدت حتمية التغيرات المناخية والتي أثرت على منطقة أوروبا مصدر المنخفضات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يؤثر على النظم الجوية الإقليمية ومنها الأردن.
وبين أن توزيع المنخفضات في المملكة يعتمد على مصدرها وليس على المناخ في المملكة لافتا إلى أن المنخفض إذا ما جاء من سيبيريا وسار جنوبا فإنه يأتينا جافا وباردا مما يؤدي إلى البرد الشديد وتكون الصقيع.
أما إذا قدم المرتفع الازروي على أواسط أوروبا فإنه يؤدي إلى تدفق الهواء البارد من أواسط أوروبا إلى منطقة المتوسط وهو ما يساعد على تكون المنخفضات الجوية المتوسطية مشيرا أن تزحزح هذه المنخفضات إما شرقا أو غربا يحدد شكل الكتلة أو المنخفض فإذا كانت شرقا تكون كتلة جافه باردة فقط أما إذا عبرت أواسط أوروبا فستصبح أكثر رطوبة وستتحمل بالأمطار.
وبين أبوعبيد أن نسبة تأدية الموسم حتى الآن فاقت الـ(30) من إجمالي الموسم المطري في الأردن وهو شيء مبشر مشيرا إلى أن النسبة خلال الأعوام الماضية لم تتجاوز الـ(15) حتى هذا الوقت.
وأشار أبوعبيد الى أن الحديث عن المنخفضات المتطرفة في المملكة شيء مبالغ فيه وأن عدد المنخفضات التي تتكون فوق حوض البحر المتوسط يتراوح من (60- 70) منخفضا كل عام وأن ما يصلنا منها سنويا ما يقارب الـ(20) فقط أي بمعدل (10-12) منخفضا وهو المعدل الطبيعي.