المصدر: تايمز
تدهورت الظروف المعيشية لسكان غزة تدهورا كبيرا منذ أن أغلقت إسرائيل كل المنافذ المؤدية إلى القطاع, مما اضطر جندية أبو عمرة وابنتها إلى البحث عن كومة أعشاب برية لتوفير الطعام لعائلتهما، حسب صحيفة صنداي تايمز البريطانية.
ففي الوقت الذي تنتظر فيه قافلة من شاحنات الأمم المتحدة المحملة بالمواد الغذائية سماح إسرائيل لها بدخول غزة تقول جندية للصحيفة "وجبتنا الوحيدة اليوم كانت الخبيزة" وفي يدها حزمة من أوراق نبتة خضراء تنمو على طول شوارع غزة.
"أول ما أصحو في الصباح أبدأ بالبحث عن قطع من الخشب أو البلاستيك لاستخدامها مصادر للوقود كما أتوسل للمارة وإذا فشلت في الحصول على أي شيء ألجأ لأكل هذه الأعشاب" تضيف جندية وهي أم لسبع بنات وابن واحد وزوجها عاطل عن العمل.
أما ابنتها رباب التي تجمع معها الأعشاب البرية حافية القدمين فإنها تؤكد للصحيفة أنها لم تعد تتذكر متى كانت آخر مرة رأت فيها فاكهة.
وتنتهي الهدنة الهشة التي أبرمتها إسرائيل مع الفصائل الفلسطينية على الأقل من الناحية التقنية يوم الخميس ولا يبدو حسب صنداي تايمز أن هناك مؤشرات كثيرة على أن تلك الهدنة ستمدد، ولا أحد يعرف كيف سيتم تجاوز الأزمة الحالية وإن كانت الصحيفة تؤكد أن مباحثات سرية تجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة مصرية بغية تجاوزها.
الصحيفة قالت إن إسرائيل التي تطوق غزة لا تسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلا بصورة متقطعة, مشيرة إلى أن سكان هذا القطاع لم يحصلوا إلا على ست ساعات من الكهرباء الأسبوع الماضي، في حين قفز سعر قنينة الغاز المنزلي -الذي لم يعد يمكن الحصول عليه إلا عبر الأنفاق السرية بين القطاع ومصر- إلى 66 جنيها إسترلينيا بعد أن كان 14 جنيها فقط.
ونقلت صنداي تايمز في هذا الإطار عن مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين جون كينغ الذي تشرف وكالته على حوالي مليون لاجئ فلسطيني قوله "لقد دُمِّر اقتصاد غزة ولم يعد هناك إيراد ولا تصدير".
وأضاف كينغ "قبل أسبوعين وللمرة الأولى منذ 60 عاما نفد ما كان لدينا من غذاء, لقد كنا نحصل على ما بين 60 و80 شاحنة في اليوم، واليوم لم يعد يصلنا سوى 15 قافلة فقط شريطة أن تفتح المعابر".
وقالت الصحيفة إنه لم يعد أمام الوكالة سوى ما يكفي لأربعة أيام وليست لديها فكرة عما إذا كانت إسرائيل ستفتح الحدود أم لا، مما يعني أن أسرة جندية ربما لا تجد سوى الأعشاب غذاء في المستقبل المنظور.