منقووول من وكالة عمون وعمون من وكالة الرأي
د. فخري العكور خال امي واخو جدتي وايضا خال ابي واخو جدتي ........
هذه الكلمات ترددها الآن كل العائلات في بلدنا ممن لديهم طلاب في الثانوية العامة او على وشك الدخول فيها.
هذه الأعداد الهائلة من الآباء والأمهات ومعهم أبناؤهم في التوجيهي يعانون من التوتر النفسي والعصبي المستمر بسبب هذا الامتحان المخيف المسمى «توجيهي»، والذي عند ذكره ترتعد الفرائص وتخفق القلوب فزعا ورهبة..
هذا الخوف يبدأ بالتسلل الى قلوب الطلاب واهلهم بشكل مبكر جدا وقبل التوجيهي بسنوات عديدة.
ولست ادري لماذا يصر المسؤولون والمخططون لشؤون التربية والتعليم على ابقاء هذا الامتحان بالرغم من انه قد اختفى من كل دول العالم المتقدم، حيث يستمتع طلاب المدارس بدراستهم الثانوية دون ادنى خوف او رعب او توتر ويحصلون على شهادة تخرجهم من المرحلة الثانوية بكل سلاسة وهدوء، وعندما يرغب الطالب باكمال دراسته الجامعية يتعرض لامتحان قبول في الكلية التي يرغب بالالتحاق بها وحسب التخصص الذي يريده. وانني ارى في ذلك قمة الحضارة والعدل.
اما ان يقبل الطالب حسب معدله في التوجيهي فهناك الكثير من الحالات التي يصاب فيها طلاب متميزون في المدرسة بحالة من الذعر والخوف في يوم الامتحان بحيث لا يستطيعون ان يجيبوا على الاسئلة، كما ان الكثير من الطلاب والطالبات يتعرضون لحالات طبية صرفة كهبوط الضغط المفاجئ او التسارع في دقات القلب او صداع شديد في الرأس مما يمنعهم من اكمال الامتحان، اما عند فشل الطالب في هذا الامتحان فانه لا يمكن وصف الصدمة التي يتعرض لها الطالب وذويه والمضاعفات البعيدة المدى على نفوسهم مما يضفي تساؤلات جدية حول الاصرار على عدم الغاء هذا الامتحان المنفر...
لقد حان الوقت فعلا لان يفتح حوار وطني شامل تشارك فيه جميع اطياف المجتمع حول هذا الامتحان والجدوى من الاستمرار في اخضاع فلذات اكبادنا لسطوته وجبروته،وان تسعى هذه الجهات لالغائه نهائيا والاستعاضة عنه بامتحانات القبول في الجامعات شأننا شأن غيرنا من الامم.
الرأي