السلام عليكم
على الرغم من تغير طفيف في نظام نزول الأحواض العلوية الباردة ناحية وسط وشرق المتوسط ، إلا أن الضعف لا يزال بسيطر على أنظمة الضغط السطحي ويمنع تشكل بؤر ضغط منخفض تعمل على نشوء نظام متكامل لمنخفض جوي مكتمل الأوصاف...ولا يزال الأزوري يلقي بظلاله الثقيلة على شرق المتوسط وممتدا بمحور شرق غرب متحدا مع السيبيري كجائط صد....لذلك لاحظنا منذ فترة قلة واضحة وضعف ملحوظ ومتكرر في رسم خرائط التوقعات لمنطقتنا....وتكشف آخر خرائط مراقبة سلوك غاز الأوزون وجود نظام من الأوزون المنخفض يسيطر على أجزاء واسعة من شرق المتوسط وليبيا ومصر وحتى الحدود التركية...وهذا بمشيئة الله يعمل على زيادة في الإشعاع الشمسي وضعف التبريد...لا سيما إذا عرفنا أن غاز الأوزون المتجمع في الطبقات العالية من الغلاف الجوي يحجب أكثر من 99 % من أشعة الشمس الظارة والمرتفعة سيما فوق البنفسجية ....مما جعلنا نعاني من نقص التبريد طيلة منتصف آذار أو حتى معظم النصف الثاني من الموسم
في جين أظهرت صور غاز الأوزون تجمعا جيدا فوق غرب وجنوب غرب أوروبا وشمال غرب أفريقيا...مما حد من الإشعاع الشمسي وسيطرة برودة ممتازة هناك جاءت نتائجها واضحة بالخيرات على تلك المناطق
هذا ونتيجة لبدء الحركة الظاهرية للشمس ناحية خط الإستواء شمالا ومن ثم ناحية مدار السرطان..فمن المتوقع بإذن الله أن ندخل في فترة نشاط لبحر العرب وبدايات المؤثرات الموسمية المدارية الرطبة...والمزيد من احترار سواحل الصومال وبحر العرب والأحمر من بعد...وهذا النظام سيساعد على امكانية تعرض شرق المتوسط لنشاط منخفضات حرارية دافئة رطبة من الجنوب ستستجيب لنشاط الأحواض الباردة المستمر خلال الفترة القادمة...ومن هنا تبدأ النماذج العددية تشير الى احتمال حدوث حالات من عدم الإستقرار وبشكل نشط خلال أواخر الأسبوع الثالث والأسبوع الأخير من الشهر بإذن الله
الإنخفاض الكبير المتوقع على درجات الحرارة الأيام المقبلة يعطي إشارة الى امكانية استمرار مثل هذه النزولات الباردة بين حين وآخر وربما يمتد هذا النشاط خلال نيسان....فالضغط العلوي غرب غرينلاند لا يزال لغاية الآن يبدو عليه الإنخفاض بصورة ملائمة ...غير أن المشكلة تكمن في قلة انخفاض درجات الحرارة في طبقة 850 مليبار بشكل كافي يكفل بعد مشيئة الله استمرار تدفق رياح شديدة البرودة ناحية شرق المتوسط...مما يجعل الأمور تسير ناحية تدفق بارد ومحدود أيضا....
دفئ القطب الشمالي نسبيا خلال فترة النصف الثاني من الموسم أعطى سمة محدودية النشاط القطبي حول القطب دون التوغل جنوبا...لذا اقتصر النشاط وبشدة على غرب اوروبا ووسطها وناحية أمريكا وخاصة الشواطئ الشرقية وأجزاء من آسيا
على العموم هذا الإرتفاع الكبير والكبير جدا على درجات الحرارة في شرق المتوسط لن يذهب سدى...سيؤتي أكله بعد حين بإذن الله
نعم حظينا بأمطار جيدة فوق المعدل في معظم المناطق...لكن المشكلة تكمن في التوزيع الزمني للهطولات...فالفائدة تقل كثيرا حينما ننعم بأمطار غزيرة ووفيرة تكون متبوعة بأكثر من اسبوعين من الإنقطاع المطري مترافق بدرجات حرارة عالية وعالية جدا كتوقيت في الموسم ...فهذا يعد من علامات الجفاف...لأن التبخير يزيد بصورة كبيرة جدا والنباتات تظهر عليها لمسات الإصفرار
نسأل الله الرحمة