سقط برشلونة قبل بضعة أيام أمام فريق الإنتر في لقاء مثير للغاية وبنتيجة 3-1 ، هذه الخسارة كانت رياضية لكن ما جرى بعدها كان بمثابة الكارثة الطبيعية.
ربما علي أن أعترف أنني توصلت للفكرة من خلال قراءتي في عناوين صحف كتلونيا المؤيدة لبرشلونة ، والتي طالبت الجماهير بعمل زلزال كبير بحضور 95 ألفاً منهم...وهي التي قالت أن البركان لا يكفي...وكانت الهزة الكبيرة التي تشبه الزلزال في تصريحات بعض اللاعبين.
كل هذا جعلني أتخيل أن خسارة برشلونة بأثرها كانت كالكارثة الطبيعية ، فأولاً هي لا تحدث كثيراً تماما كالكوارث تأتي مرة لكنها قد تكون مؤذية جداً وربما مدمرة إن لم تستطع التعامل معها بشكل صحيح.
الكارثة الطبيعية تخلق ردة فعل غاضبة للغاية في الشعب ، ولا يرضيها أحد ولا يستطيع أحد احتواء غضبها وسخطها وكأن السبب هو الحكومة أو غيره..وهذا ما شاهدته مع جماهير برشلونة ، فالجماهير التي اعتاد على الانتصارات الساحقة كانت غاضبة فاقدة لأعصابها بعد الفوز واتهمت كل من قال كلمة بأنه يكرهها وينتظر سقوطها.
على سبيل المثال ، لي صديق أعرف عنه روحه الرياضية العالية منذ 10 سنوات ودوما كان قادراً على التحكم بأعصابه رغم مرور برشلونة بتلك الفترة بأسوأ عهد له في أخر عشرين سنة ...هذا الصديق راسلته ببريد الكتروني لأنه يعيش الآن في بلاد أستراليا.
قلت له بالحرف الواحد : كيف ترى المباراة؟ ، وتوقعت منه رداً إيجابياً تحليلياً كالعادة.
اعتدت منه الرد التحليلي الذي يتحدث عن نقاط الضعف ، لكنه هذه المرة رد ببضعة كلمات فيها : " سوف يرى مورينهو نجوم الظهر في الكامب نو ، سوف نؤدب طويل اللسان".
من الواضح أن صديقي هذا تأثر كثيراً بلحظات التفوق الأسطوري لبرشلونة ، ونسي معنى الهزيمة ولم يستطع استيعاب طعمها كيف لا وهي جاءت من رجل استطاع الرد بلسانه بشكل مدوٍ على أول من شكك بالحكم.
ردة الفعل غير الواعية هي أيضاً دليل على أن خسارة برشلونة أصبحت نادرة وأصبحت مثل الكوارث الطبيعية...
ماذا أيضاً؟
- لم تبقَ وسيلة إعلام في العالم إلا وتحدثت عن هذه الخسارة.
- تحدث من له علاقة ...ومن ليسه علاقة بالأمر تماماً كأننا نعيد ذكرى زلزال هاييتي.
- أنها تأتي في أسوأ وقت ممكن ودون سابق إنذار ، فهذا ما حصل مع برشلونة جاءت في وقت صعب في نصف نهائي أوروبي وفي وقت يواجه فيه برشلونة مباريات دوري صعبة للغاية تحت ضغط ريال مدريد ...وجاءت كذلك بفارق هدفين
- أنها تؤثر على شريحة كبيرة من المنطقة، ولا أعتقد أن برشلونياً حقيقياً واحداً استطاع النوم ليلتها.
- تعرف موسوعة ويكبيديا الكارثة الطبيعية بأنها الكارثة التي تشكل خطراً حقيقياً ، وخسارة برشلونة الأخيرة جعلت هناك خطر على مستقبل الفريق في أوروبا.
كل هذا يجعلني أرى أن خسارة برشلونة في زمن مجده أصبحت كارثة طبيعية ...