مؤشرات المراكز المناخية

للتبريد! مؤشرات المراكز المناخية العالمية للشتاء المقبل خريطة صادرة عن المركز الياباني لعلوم الأرض والتكنولوجيا يُتوقع من خلالها ان تسود درجات حرارة دون المُعدل لمنطقة الشرق الأوسط بما فيها المملكة موقع "طقس الأردن" الإلكتروني- رغم أن المملكة واقعة الآن تحت تأثير موجة حارة قوية يمتد تأثيرها على مدار أسبوع و ربما أكثر، فإن ذلك لا يمنع من الحديث حول ماهية المؤشرات المتوافرة من المراكز المناخية العالمية للتوقعات الموسمية للشتاء المقبل. إن ارتفاع درجات الحرارة القياسي في كل من الجزيرة العربية و في روسيا و شمال شرق الولايات المُتحدة و اليابان و أخيراً قد يُصيب أجزاء من شرق البحر الأبيض المُتوسط ما هو إلا ناتج من إنتقال الغلاف الجوي من كونه في حالة نينو قوية أثرت خلال الشتاء المنصرم إلى حالة نينا. و تُعرّف ظاهرة النينو بأنها ارتفاع درجات حرارة سطح مياه المناطق الأستوائية من المحيط الهادئ و تعمل هذه الظاهرة على ارتفاع درجات الحرارة فوق المعتاد في المناطق الأستوائية عند حدوثها و من ثم أنتقال هذه الارتفاع في درجات الحرارة تدريجياً إلى الاقطاب مروراً بقارات النصف الكرة الشمالي و الجنوبي. أما ظاهرة النينا فهي عكس تماماً ظاهرة النينو، فهي عبارة عن انخفاض درجات حرارة سطح مياه المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ عن معدلاتها. و يتزامن ارتفاع درجات الحرارة القياسي في بُقع مُختلفة من العالم، مع تسجيل درجة حرارة سطح مياه شمال ووسط المحيط الأطلسي الأعلى على مر السجّلات المناخية، و هذا من شأنه أن يؤثر تأثيراً قوياً على الأنماط المناخية السائدة خلال الشتاء المُقبل. و رغم أن قسم التحليل و التنبؤات الجوية في موقع طقس-الأردن الإلكتروني لم ينتهي بعد من إعداد نشرته الموسمية، إلا أن هذا لا يمنع من استعراض المؤشرات التي تُشير بها المراكز المناخية العالمية لتوقعاتها للشتاء في منطقة الشرق الأوسط. و لعل ما يربط هذه المراكز جميعها للأسف رأيها بأن الفرصة ستكون كبيرة جداً لأن يكون الموسم القادم دون المعدل المطري في أجزاء مُختلفة من شرق البحر الأبيض المُتوسط، مما يُعزز المخاوف من استمرار حالة الجفاف التي تعيشها هذه المناطق بشدة مُتفاوتة بين سنة و أخرى منذ الموسم المطري 2002/2003. نقطة الاختلاف بين هذه المراكز هي درجات الحرارة، فبعض هذه المراكز تُشير إلى أن درجات الحرارة ستكون غالباً أعلى من مُعدلاتها بشكل كبير،مما يعني بأن الموسم القادم سيكون شبيه بالموسم المنصرم، و الذي سُجّلت به درجات حرارة صيفية في منتصف شباط، في حين اللافت بأنه لا يوجد أي مركز يُشير إلى أن درجات الحرارة ستكون حول مُعدلاتها. و يوجد عدد لا بأس به من المعطيات الناتجة من المراكز المناخية تُشير بأن الموسم القادم سيكون ذو درجات حرارة أقل من مُعدلاتها. المتنبى الجوي محمد الشاكر مدير و ناشر موقع طقس-الأردن الإلكتروني علّق على هذه التوقعات، بأنه من وجهة نظره أنه أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هو رؤية الماضي من خلال جمع العوامل المُتشابه مع الظروف الجوية الحالية للسنوات الخمسين الماضية و المحاولة بالخروج بنتائج و التي تُوضح نوع الأنماط الجوية التي نتجت من هذه الظروف في سنة مُعنية. الشاكر قال بأنه حتى الآن ما زال هو و فريق العمل بصدد البحث أكثر عن عوامل مُتشابه مع العوامل السائدة، و هو لا يُخفي بأنه لم يجد حتى سوى موسم واحد قريب من هذا الموسم و هو موسم 1995\1996 و بصورة أقل موسم 1998\1999. هذين الموسمين تميزا بحسب الشاكر أنهما ذو كميات أمطار أقل من المُعدل و خاصة موسم عامي 1998\1999، كما و أن درجات الحرارة فيهما كانت أعلى من المُعدل. يبقى السؤال، هل موجات الحر التي تتأثر بها المملكة سيكون لها إنعكاس إيجابي أم سلبي، أما لا دخل للحابل بالنابل؟!