أرى الدنيا لمن هى فى يديه عذابا كلما كثرة لديه
تهين المكرمين لها بصغر وتكرم كل من هانت عليه
اذا إستغنيت عن شىء فدعه وخذ ما أنت محتاج إليه
لدور الموت وابنو للخراب فكلكما يسير الى تباب
لمن نبنى ونحن من تراب نعود كما خلقنا من تراب
----------------------------------- ----------------------------------------
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التى كان قبل الموت يبنيها
أين الملوك التى كانت مسلطنه حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوى الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
إعمل لدار غدا رضوان خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها
-------------------------------------------------------------
و أليك أخى ذلك الموقف الذى يدلك على قيمة الدنيا
اراد أحد الملوك أن يعرف قدر الدنيا فستدعى أحد الحكماء من الزهاد فقال له صف لى الدنيا فقال له ايها الملك ان كنت مسافرا فى يوم من الأيام ونفد ما معك من الزادو الماء واشتد بك العطش حتى كاد ان ينقطع حلقك وعرض عليك احدا جرعة من الماء بشرط أن تعطيه نصف ملكك فهل ستعطيه قال نعم قال فإذا شربتها ثم بعد قليل اردت أن تقضى حاجتك وتعسر عليك ذلك الأمر وكان علاجه أن تدفع نصف ملكك فهل ستفعل قال نعم قال إذاً أيها الملك فإن ملكك كله يساوى جرعة ماء واحده
فإذا علمت ذلك أدركت قيمة تلك الدنيا فترك ملكه كله وانخلع منه وذهب مع ذلك الزاهد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته