منخفض 30 – 12 – 1991 إلى 3 – 1 – 1992

هذه ذكرياتي مع هذا المنخفض العاصف .. والعاصفة الثلجية الأعنف على جنوب المملكة خلال العشرين العام الماضية على الأقل .. حينها كان عمري 13 عاما كانت البداية قبل دخول المنخفض بأيام من خلال متابعة النشرات الجوية على التلفزيون الأردني والإذاعة بالإضافة لنشرة الأحوال الجوي على التلفزيون الإسرائيلي الساعة السابعة والنصف مساء أيامها ما كان لا موقع طقس الأردن ولا بعرف نموذج أوروبي ولا أمريكي حيث كانت تشير النشرات إلى منخفض عميق وأمطار غزيرة وثلوج وكانت تصريحات علي عبنده و جمال الموسى ( منخفض يؤثر على معظم مناطق المملكة وأمطار اعتبارا من الاثنين في مختلف المناطق ) ... بداية المنخفض كانت يوم الاثنين 30 – 12 – 1991 برياح شديدة وغبار كثيف وسحب عالية ودنيا بالألوان ... وبدأت الأمطار بتساقط في مناطق شمال ووسط المملكة والثلوج في المرتفعات الشمالية خلال يومي الاثنين والثلاثاء واستمر الحال على ما هو علية في جنوب المملكة غبار ورياح شديدة وبرودة قارصة ... كانت مشاهد الأمطار والثلوج على التلفاز تثير غضبي والتساؤل لماذا الأمطار لا تهطل هنا وأخيرا جاء الجواب عندما سئل الإعلامي غالب الحديدي المتنبئ الجوي جمال الموسى عن سبب عدم وصول الأمطار لمناطق جنوب المملكة ... وأجاب حينها بأن التيار النفاث هو السبب وقـال الأمطار والثلوج ستمتد غدا للمناطق الجنوبية حينها بدا الأمل والترقب ليوم غدا في مساء الأربعاء 1 – 1 – 1992 وبدون مقدمات بدأ تساقط الثلوج الكثيفة ثلوج قطنية ( جعدان ) لم ترى عيني حتى اللحظة ثلوج بحجمها في ذلك المساء في لحظات اكتست الأرض بالحلة البيضاء واستمر هطول الثلوج على مدار يومين مصحوب برياح شديدة تحرك الثلوج كأنها كثبان الرملية الكل ملتزم منزلة تقطعت السبل بالجميع لا مياه لا كهرباء لا لا لا ... فقط أصوات الرياح العاصفة نهاية المنخفض كان في مساء الجمعة 3 – 1 – 1992 وفي اليوم التالي كانت المناظر الرهيبة التي لم تتكرر حتى اللحظة :patch_galc: جبال من الثلوج عانقت أسقف بعض المنازل وتجاوز ارتفاع الثلوج العشرة أمتار في الأودية والمناطق المنخفضة بفعل الرياح دمار كامل لشبكة الكهرباء الرئيسية والفرعية عوضت بماتورات لتوليد الطاقة الكهربائية لمدت شهرين حيث كانت تعمل على فترتين من الساعة 6 صباحا وحتى 12 ظهرا ومن 4 مساء وحتى منتصف الليل حتى تم إعادة بناء الشبكة آليات الأشغال والدفاع المدني والمتطوعين تعمل على مدار أكثر من أربعة أيام لفتح الطرق الرئيسية والفرعية داخل البلدة الصغيرة آنذاك ... طائرات الهيلوكبتر التابعة لسلاح الجو تعمل على إلقاء المساعدات والأغذية على مدار يومين لأبناء البلدة