الاحتلال يقتل حلم تحويل طائرة البوينغ في نابلس لمطعم
نابلس : صفا
لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي أن يقتل حلم التوأمين الفلسطينيين "عطا" و"خميس" الصيرفي من مخيم عسكر للاجئين شرقي مدينة نابلس بتحويل طائرتهما "البيونغ" إلى مطعم فاخر، يجلب السياح، ويضفي مظهرا حضاريا جميلا إلى عاصمة فلسطين الاقتصادية.
ومنذ شراء الطائرة بكلفة 80 آلف دولار أمريكي وشحنها من "إسرائيل" إلى نابلس وهبوطها هناك قبل تسع سنوات، يحاول الشقيقان البدء بمشروع إنشاء المطعم، غير أن اندلاع انتفاضة الأقصى وأد المشروع في مهده، وتركه يجابه العواصف والإهمال حتى تحول إلى بيت تسكنه الطيور والكلاب.
ويعدّ المشروع الأول من نوعه في فلسطين حسب التوأمين، ويقول خميس لـ"صفا": "بناء على طبيعة عملي بالسفر والتجارة بين الضفة وفلسطين 48 وجدت الطائرة قرب إحدى البلدات بمنطقة طبريا، وقد منعت من تحويلها إلى مطعم هناك بسبب شق طريق جديد".
ويضيف "الفكرة أعجبتني وقد استكملت إجراءات الترخيص مع بلدية نابلس بعد أن اتفقت على شرائها من الشركة المالكة".
ورغم أنَّ فكرة طائرة بنابلس غريبة إلا أنها لاقت تشجيعا كبيراً من قبل المؤسسات والشركات حسب خميس، وبيوم شحن الطائرة إلى نابلس تفاجأ الأخوان بأعداد وسائل الإعلام الإسرائيلية التي عملت على تغطيتها وعمل اللقاءات الصحفية معهم
الاحتلال وأد الحلم
وبعد ثلاثة أشهر على نصب الطائرة بمنتزه الصيرفي على طريق نابلس الباذان، اندلعت انتفاضة الأقصى ووضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز الباذان إلى جوار المنتزه، ومنذ ذلك التاريخ لم يتغير على المكان شيء.
ويقول عطا: "إن قوات الاحتلال استغلت المكان ومارست عنصريتها على المواطنين وتعذر علينا العمل بمشروع سياحي في ظل القتل والاعتقال، ومنع الوصول إلى المدينة، بل تحولت المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة يستحيل الاستثمار بها".
ويكمل أن 80 ألف دولار تكلفة الطائرة مع نقلها وتركيبها لم يشفع لها وتركت كل هذه السنين في العراء.
حلم إنجاز المشروع!!
ورغم عودة الأمن بالضفة الغربية وازالة الحواجز من محيط نابلس، إلا أن مشروع الطائرة على حالة ويستحيل إعادة تأهيله لوجود عدد من معامل فرز وتدوير النفايات بجوار المنتزه، حيث تنبع الروائح الكريه التي لا تتناسب مع وجود مطعم ومنتزه.
عطا، أحد التوأمين، يقول: "ما زلنا نفكر في إعادة تشغل مطعما بالطائرة، ولكن نحتاج إلى نقلها إلى مكان آخر سواء بنابلس أو غيرها من مدن الضفة الغربية".
ولعدم توفر السيولة المادية، يعرض الأخوين على رجال الأعمال والمؤسسات الفلسطينية إلى الشراكة في نقل وإعادة تأهيل الطائرة.
ويشتكي خميس من قلة الدعم الرسمي لمشروعهما وحتى الدعم الدولي، قائلا: "هذا المشروع لا يوجد مثله إلا بعدد من الدول، وعربيا مشروعنا هو الثاني بعد سوريا ولكن بسوريا الطائرة أصغر من طائرة نابلس".
مخطط لتنفيذ الحلم
ويرى عطا أن مشروعهما حتما سيكون ناجحا، ويقول: "لدينا مخطط للعمل في حال وجدنا من يشاركنا، حيث تحتاج الطائرة إلى الديكور والتكييف من الداخل ويمكن أن نستغل جناحيها لتكون أيضا مكانا للجلوس وتناول الطعام".
ويلفت إلى أن الطائرة تتسع في داخلها إلى 105 أشخاص، وحسب مخططهما يمكن استغلال أسفل الطائرة بجلسات جميلة حيث نوافير الماء والإنجيل والأشجار.
وحتى غرفة القيادة، خطط لها أن تكون أفخم جلسة بالمطعم، وتبلغ طول الطائرة 50 متراً وعرضها 50 مترا بالجناحين.
ويشير إلى وجود اهتمام إعلامي كبير وعلى مستوى العالم بمشروعهم، إلا أنّ حلمهم بالمطعم حتى اليوم لم يتكلل بالنجاح.
عطا وخميس يعدا جسدين بروح واحدة، حيث يعرفهما كل من يعيش بمدينة نابلس، لا يتفارقان رغم كبر عمرها (45عاما)، ويرتديان نفس الملابس.
وللتوأمين قطار الأطفال، وهو أول مشروع بفلسطين يتنقل بين مدن الضفة الغربية ومقره بحديقة جمال عبد الناصر بمدينة نابلس، ويعمل بالمناسبات والأعياد.
وبعد مرور تسعة أعوام على هبوط طائرة البوينغ بمحيط نابلس، لا تجد من يقودها لتحط بمكان آخر على أرض الضفة الغربية لتحقيق حلم بات كابوسا!!.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ HURRICANE1 على المشاركة المفيدة: