عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"الظلم ظلمات يوم القيامة" وفي حديث آخرعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال" اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"
حديثان عظيمان يبينان خطورة الظلم، فالأول بين أنه ظلمات للظالم يوم القيامة، وفي ذلك يقول ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري(5/121):" وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب إذ لو استنار بنور الهدى لاعتبر، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى، لكتنفت ظلمات الظلم الظالم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئاً"
والآخر يحذر من خطورة الظلم، والدعوة إلى الحذر منه حتى لايدعو عليك المظلوم، فدعوته مستجابة على من ظلمه.
والحديثان جاءا عامين يشملان كل أنواع الظلم، حتى لو كان بسيطاً، فيشمل ظلم الحاكم، والقاضي، والمشؤول، والزوج، والزوجة، والآباء، إلى غير ذلك من أنواع.
وأشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر إلى ضرورة أن يسارع الإنسان ويتحلل من ظلمه، بمعنى أن يطلب العفو ممن ظلمه، ويعيد الحق إليه إن استطاع ذلك، فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"
والحديث يبين أنّ الظالم سيقتص منه يوم القيامة، ويأخذ من حسناته وتوضع للمظلوم بقدر الظلم الواقع عليه، فإن لم تكن له حسنات، أخذ من سيئات المظلوم ووضعت للطالم.
فهل بعد ذلك كله يحاول الإنسان العاقل أن يظلم.