فَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ : الاسْتِسْقَاءُ ثَلاثَةُ أَنْوَاعٍ :
النَّوْعُ الأَوَّلُ : وَهُوَ أَدْنَاهَا ، الدُّعَاءُ بِلا صَلاةٍ ، وَلا بَعْدَ صَلاةٍ ، فُرَادَى وَمُجْتَمِعِينَ لِذَلِكَ ، فِي الْمَسْجِدِ أَوْ غَيْرِهِ ، وَأَحْسَنُهُ مَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ .
النَّوْعُ الثَّانِي : وَهُوَ أَوْسَطُهَا ، الدُّعَاءُ بَعْدَ صَلاةِ الْجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الصَّلَوَاتِ ، وَفِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ
وَنَحْوِ ذَلِكَ .قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الأُمِّ : وَقَدْ رَأَيْتُ مَنْ يُقِيمُ مُؤَذِّنًا فَيَأْمُرُهُ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ أَنْ يَسْتَسْقِيَ ،وَيَحُضَّ النَّاسَ عَلَى الدُّعَاءِ ،فَمَا كَرِهْتُ مَا صَنَعَ مِنْ ذَلِكَ.وَخَصَّ الْحَنَابِلَةُ هَذَا النَّوْعَ بِأَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ مِنَ الإِمَامِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ .
النَّوْعُ الثَّالِثُ : وَهُوَ أَفْضَلُهَا ، الاسْتِسْقَاءُ بِصَلاةِ رَكْعَتَيْنِ وَخُطْبَتَيْنِ ، وَتَأَهُّبٍ لَهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، عَلَى مَا سَيَأْتِي فِي الْكَيْفِيَّةِ . يَسْتَوِي فِي ذَلِكَ أَهْلُ الْقُرَى وَالأَمْصَارِ وَالْبَوَادِي وَالْمُسَافِرُونَ ، وَيُسَنُّ لَهُمْ جَمِيعًا الصَّلاةُ وَالْخُطْبَتَانِ ، وَيُسْتَحَبُّ ذَلِكَ لِلْمُنْفَرِدِ إِلا الْخُطْبَةَ.