موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة- بعد البداية القوية للشتاء في قارة أمريكا الشمالية قبل عشرة أيام، حيث عملت كتلة هوائية قطبية المنشأ شديدة البرودة على خفض درجات الحرارة إلى قيم كانونية مُبكرة، تسارعت الأحداث الجوية في أوروبا ودول المغرب العربي وبلاد الشام والجزيرة العربية، وكما توقع "طقس العرب" كان أسبوعاً عاصفاً وماطراً على أجزاء منها في حين حظيت مناطق "الضد" لكل منها بأسبوع مُستقر ومُقتبس من الصيف. ونعود اليوم لنروي قصة جديدة بدءاً من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لا يتوقع أن يؤثر عليها خلال العشرة أيام القادمة على الأقل أي نظام جوي هام ذو تأثير مُعتبر على النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بل على العكس يتوقع أن ترتفع الحرارة فيها إلى قيم أشبه بالتشرينية بدلاً من الكانونية، حيث سيتركها فصل الشتاء على غفلة بعد أن اجتاحها بعواصفه وثلوجه وبرودته القارسة. لكن، كلنا نعلم أن الغلاف الجوي للنصف الشمالي من الكرة الأرضية، يحصل فيه تبريدٌ مُتسارع بالاتجاه نحو عُمق الشتاء وذلك بدءاً من الأول من ديسمبر، ونتيجةً لديناميكية الغلاف الجوي اللا محدودة، يتوقع أن تتحوّل البرودة من القطب الشمالي (كأساس كل مرة) إلى مناطق أخرى في العالم عدا عن قارة أمريكا الشمالية، حيث ستحظى أوروبا وبعض مناطق آسيا والجزء الشمالي من المحيط الهادىء بدورها هذه المرة لتذوّق طعم الشتاء القاسي. لكن، ما نصيب بلاد الشام من هذه التغيّرات الجديدة؟ تبدو الصورة غير واضحة لكادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" عند رسم خريطة التوقعات المستقبلية للمنطقة، حيث يتقاسم كلٌ من شرق القارة الأوروبية (مصدر كتلنا الهوائية الباردة في أغلب الأحيان) وغربها الاندفاعات الجوية المُتجهة من القطب الشمالي إلى كلٍ منها، وذلك بعد نهاية الأسبوع الأول من ديسمبر. لكن ينظر "طقس العرب" مرةً أخرى بعين التفاؤل لفترة منتصف شهر ديسمبر وخلال مطلع الأسبوع الثالث منه، حيث ترتفع فيها الاحتمالات لأن تنال شرق القارة الأوروبية النصيب الأكبر من تلك الكتل الهوائية الباردة، وفي حال تزامن ذلك مع مرتفع جوي يصحبه أجواء مستقرة على غربها وجنوبها الغربي، تكون أفضل الفرص لمنطقة بلاد الشام بما فيها المملكة كي تحظى بعودة مُعتبرة للفعاليات الجوية الشتوية بعد إنتهاء "عاصفة بشرى" الشتوية الممطرة التي جاءت مُبكراً إلى المملكة. ويقوم كادر "طقس العرب" حالياً بإعداد التوقعات الشهرية لشهر ديسمبر/كانون الأول المقبل والذي يُشكل البداية الفعلية لفصل الشتاء مناخياً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، والتي ستصدر مع الأيام الأولى من الأسبوع الحالي بمشيئة الله، ويُذكر أن النشرة الشهرية الخاصة بتشرين الثاني الماضي إضافةً للمواسم المطرية الماضية كانت قد حظيت بنسبة عالية من الدقة بحمد الله.