لم يصدق المواطن فارس سلامة عندما قام بدفع أجرته لسائق سيارة الأجرة التي نقلته من مخيم المغازي إلى مدينة غزة من تصرف السائق الذي بدلا من أن يرجع له نصف شيكل ما تبقى من أجرته يعرض عليه قطعة بسكويت مقابل ذلك ولكن المواطن سلامة قدر الموقف فرد عليه مازحا قائلا له ما رأيك أن تفتحها بسطة لبيع الحلوى أحسن ألك !!! ويضيف أن هذه القضية تسبب لنا أحراجا مع أنفسنا أولا ومع السائق ثانيا موضحا أنه لا يطلب النصف شيكل ولكن تصادف إذا ركبت مع سائق أخر ولا يوجد معك النصف شيكل فأضطر لإعطائه شيكل واحد متسائلا على المقدر ما في مشكلة ولكن الغير مقتدر !!!!
ونتيجة للحصار المشدد المفروض على قطاع غزة تمنع قوات الاحتلال منذ فترة من تحويل السيولة إلى قطاع غزة مما أدي إلى النقص الكبير فيها خاصة فئة النصف شيكل
أما الطالب محمد مسلم فيرفض أخذ قطعة البسكويت ويصر على أخذ النصف شيكل قائلا أنا طالب جامعي وهذا المبلغ يفرق معي لأنه في النهاية بجمع على مدار الشهر والكل يعرف مدي احتياج الطالب من مصاريف في ظل الوضع الأقتصادي الصعب الذي نعاني منه
ويجمع الكثير من سائقي الأجرة بأن عدم توفر النصف شيكل بصورة مستمرة يسبب لهم احراجا مع الركاب ويضطرون أما أعطائهم شيكل أو قطعة بسكويت أو بكيت محارم صغير وفي هذا المجال قال السائق فضل موسى أن نقص السيولة تسبب لنا مشاكل مع الركاب خاصة المواطنين الذين يسكنون محافظة الوسطى والذين يدفعون أجرة الراكب الواحد ثلاثة شواكل ونصف حسب التسعيرة الحقيقية موضحا أنه في بعض الأحيان يكون معنا أنصاف شواكل ولكن في أغلب الأحيان لا يوجد فنضطر أما لإعطائهم شيكل أو قطعة بسكويت أو يبادر الراكب نفسه بأنه مسامح فيها
ونظرا لتفاقم الحصار ومنع دخول المواد الخام تعمل بعض مصانع الكهرباء في غزة على شراؤها وجمعها من الأسواق وإعادة صهرها من جديد واستخدامها في صناعة فيشات الكهرباء
أما السائق محمود ابراهيم فيرى أن مشكلة نقص السيولة في قطاع غزة تسبب لنا مشاكل عديدة منها قيام بعض الركاب بإعطائنا أوراق نقدية أما تكون ممزقة أو ذائبة وفي كثير من الأحيان نضطر إلى أخدها لأنه لا يوجد بديل أخر والمشكلة الأخرى تكمن في نقص توفر النصف شيكل وفجأة يضحك السائق ويشير إلى بكيت بسكويت وضعه خصيصا ليعطي كل من تبقى له قائلا هذه أفضل طريقة في التعامل في هكذا مواقف موضحا في نفس الوقت أن الكثير من الركاب يرفضون أخدها ويسامحون في النصف شيكل المتبقية والبعض الأخر يأخذها
ويوضح صاحب محل تجاري بأن معظم أنصاف الشواكل تجمع من الأسواق من قبل أفراد متخصصين وتباع بالكيلو بهدف إعادة صهرها من جديد واستخدامها في صناعة فيشات الكهرباء مشيرا أننا لا نعاني من هذه المشكلة ولكننا نعاني من العملة المزورة أو الذائبة والممزقة.