السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هناك العديد من العوامل التي تلقي بظلالها على مناخ الوطن العربي أهمها الموقع الفلكي والعوامل والمكونات الجغرافية في الوطن العربي..
وسأتحدث في بداية هذا الموضوع عن جغرافيا الوطن العربي وعلاقته بالمناخ ومن ثم نتكلم عن الموقع الفلكي..
أولا: جغرافيا الوطن العربي:
وأهم عناصرها:
1-البحار والمسطحات المائية
2-الارتفاع عن سطح البحر
3-التيارات البحرية
4-عوامل أخرى مثل الغطاء النباتي,المنشآت العمرانية والمباني..
وسأتحدث اليوم عن أول عنصر وهو المسطحات المائية وتأثيرها..
يمتلك الوطن العربي سواحل بحرية طويلة يتجاوز طولها 1350كم تشمل كل من البحر المتوسط وجانبي البحر الأحمر وبحر العرب
والخليج العربي والمحيط الأطلسي بالاضافة للبحر الداخلي الوحيد في الوطن العربي ألا وهو البحر الميت..
على الرغم من تعدد المسطحات المائية التي تشرف عليها الأرض العربية الا أن تأثيرها الحراري متشابه ويختلف من خلال البعد والقرب عنها واختلاف جهة الرياح..وأمور أخرى..
لذا سنركز على ناحية الهطولات المطرية , فتأثيرها يتجلى واضحا في الدول ذات السواحل التي تهب عليه الرياح متعامدة أو شبه متعامدة مع خط الساحل وهذا ما نراه جليا على سواحل البحر المتوسط في بلاد الشام المتعامدة تقريبا مع الرياح البحرية ذات الطابع الغربي عموما مقارنة مع السواحل الجنوبية للبحر المتوسط ونخص هنا الجزء الشرقي والأوسط من السواحل الجنوبية للمتوسط (ليبيا ومصر) بينما تشهد مناطق الجزء الغربي كميات وفيرة جدا على الشريط الساحلي والجزء الجبلي المحاذي للسواحل بحيث تقترب من هطولات سواحل المتوسط الشرقية والسبب هو كثرة تعرضها الى حالات النشاط الجوي..فتتقاربان نوعا ما وهذا يقتصر على الشريط الساحلي بالأخص..
دور البحر المتوسط عموما هو الأكثروضوحا في مناخ الوطن العربي بينما تلعب باقي المسطحات دورا أقل:
- البحر الأحمر :
الجزء الشمالي تأثيره قليل بينما تأثيره في الجزء الجنوبي واضح وهنا لدينا حالتين:
A-الأجزاء المطلة على السواحل الجنوبية الشرقية للبحر الأحمر (جبال عسير-وجبال اليمن)والتي تتلقى أمطار صيفية بمعظمها سببها الرياح الجنوبية الغربية التي تزداد رطوبتها بمرورها فوق البحر الأحمر وبالتالي سقوط أمطار تضريسية في المناطق المذكورة..
وأحيانا قليلة بعض الأمطار الشتوية والتي تكون ذات طبيعة تضريسية أيضا تسببها حالات قليلة تترافق بالرياح الشمالية الغربية العابرة للبحر المتوسط ومن ثم مصر والبحر الأحمر متزودة برطوبته..
B-الأجزاء المطلة على السواحل الجنوبية الغربيةللبحر الأحمر في( جبال السودان الشرقية) التي يمكن أن تتلقى بعض الأمطار التضريسية شتاء..والسبب هو الرياح الشمالية الشرقية التجارية التي تتسخن وتزداد رطوبتها بمرورها فوق البحر الأحمر..
- الخليج العربي :
تأثيره على الأمطار محدود جدا باستثناء في فصل الشتاء وأحد الحالات هو الحالة التالية: فعندما تعبر المنخفضات الجوية لمناطق العراق تندفع عندها رياح جنوبية جنوبية شرقية تجاهها مسببة هطولات على الجانب الشمالي من الخليج العربي..
-المحيط الأطلسي:
تأثيره يكون مركزا في مناطق القطاع الشمالي للمغرب العربي الى الشمال من خط عرض 30درجة بينما الى الجنوب من ذلك فهو محدود جدا والسبب هو شكل الحركة الهوائية الغالبة شتاء وهي الرياح القارية الشمالية الشرقية الجافة فضلا عن تأثير تيار كناري البارد..
-المحيط الهندي وبحر العرب :
(وأذكر هنا أني اتحدث على التأثير الجغرافي المحلي وليس عن التأثير العام المتمثل بالظواهر كالنينا والنينو مثلا)
نجد هنا أن الأمطار قليلة وتسود الصحاري بسبب أن الرياح الصيفية الجنوبية الغربية الرطبة تهب بمحاذاة ساحل الصومال وساحل جنوب شرق شبه الجزيرة العربية ..غالبا
للحديث بقية حيث سأتكلم لاحقا بمشيئة الله عن أثر الارتفاع عن سطح البحر..
تحياتي..