خاص طقس فلسطين - بال ويذر
م.سامر,داود طروة
ملاحظة:يمكنكم الأطلاع على الجزئين الأول والثاني من العصر الجليدي القادم عبر هذه الروابط حتى يتم فهم كل ما سنتحدث به خلال الجزء الأخير.
في الجزء الثالث والأخير من العصر الجليدي القادم سنقف عند مُلخصات لما تحدثنا عنه في الجزئين الأول والثاني والنقطة الاولى التي نريد توضيحهاهي ان بعض الباحثين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة واستراليا يلقون اللوم في انخفاض وارتفاع درجات الحرارة العالمية على ظاهرة النينو والنينا التي تنشأ في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي والتي تؤدي الى انخفاض وارتفاع درجات حرارة الطبقات السطحية في الاجزاء الوسطى والشرقية من المحيط الهادي, لكن لا يمكن لظاهرة تحاكي الشذوذ في درجات حرارة منطقة صغيرة في عالمنا الواسع من ان تقود مناخ الكرة الارضية بكامله فهي تؤثر في الانماط الجوية السائدة في بعض دول العالم على المدى القصير فقط، وتترافق دائما حالات النينا مع الانخفاض في درجات الحرارة العالمية وظاهره النينو مع الارتفاع في درجات الحرارة.
لكن مع ذلك لا يمكن تحميل هذه الظاهرة مسؤلية ما يحدث عالميا فهي نتيجة وليس سبب وهي ذات دورات طبيعية قصيره المدى اذا ما تم مقارنتها مع دورة النشاط الشمسي فالتذبذبات الدورية لتدفق الاشعةالشمسية هي التي تقود الاحترار والتبريد العالمي, فتدفق الاشعة الشمسية يتناقص منذ العام 1990 والانخفاض في درجات الحرارة العالمية لاحظناه بشكل كبير في الفتره 2006-2008.
لكن هذا الانخفاض سيتوقف خلال العام أو العامين القادمين استجابة لزياده النشاط الشمسي فالدورة الشمسية الحالية تقترب من الذروة والاحترار العالمي بلغ ذروته في العام 1998، ولو شهدنا ارتفاعا في درجات الحرارة العالمية خلال العامين القادمين فلن يصل الى مستويات العام 1998, وهي استجابه طبيعية للنشاط الشمسي وليس للنشاط البشري ولكن بعد الاعوام 2013-2015 ستعود درجات الحراره للأنخفاض من جديد وستصل الى الحد الادنى في الفتره ما بين 2055-2060 (+-11 عاما)ان شاء الله بعد ذلك سيحل مكان التبريد الاحترار من جديد في بدايه القرن 22 لتبدأ دوره الاحترار الجديدة.
لنتختم هذا الموضوع
ولنبدأ بالنشاط الشمسي فالدوره الشمسية الحالية 24 والتي بدأت في ديسمبر من العام 2008 ضعيفة النشاط وبحسب وكاله ناسا الأمريكيه هي الأضعف منذ 100 عام تقريبا.
الرسم البياني ادناه يقارن الدورات الشمسية 21-22-23-24(الدوره الحاليه)
يمكن ملاحظة نشاط الدورة الشمسية الحالية ونشاط الدورات الشمسية السابقة, فالدورة الشمسية الحالية الأقل نشاطا خلال هذه الدورات، وستبلغ ذروتها في منتصف العام 2013 تقريبا, ولكن نشاطها سيكون نصف نشاط الدورات الشمسية السابقة وسيكون الحد الأقصى لها عند 70بقعة شمسية تقريبا وربما أكثر بقليل أو أقل بقليل.
درجات الحراره العالمية لا ننكر انها أرتفعت وبشكل كبير خلال العقود الماضية ولكنها بلغت ذروتها في العام 1998م ثم بدأت بعد ذلك بالأنخفاض، ولم ترتفع أكثر من مستوى العام 1998 وكافه بيانات الأقمار الصناعية في كافه دول العالم وكافة المراكز العالمية المعنية بمتابعة سلوك درجات الحرارة العالمية تشير الى ذلك.
الرسم ادناه يوضح انحراف درجات الحرارة العالمية منذ شهر مارس 1958 حتى أغسطس 2011 مع مستويات ثاني أكسيد الكربون لنفس الفتره، وقد اخترنا البداية من شهر مارس لأن قياس ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بدأ في العام 1958
ما نتحدث عنه يمكنكم ملاحظته, فذروة الاحتباس الحراري كانت في العام 1998م ودرجات الحرارة العالمية خلال السنوات الأخيرة تتجه للأنخفاض، وقد أشرنا اليه بالخط الأسود, بينما مستويات ثاني اكسيد الكربون مستمرة في الأرتفاع وستستمر وفعليا العالم دخل في فترة التبريد الجديدة .
هل تحدث أحد عن ذلك من قبل؟
لا نعتقد
اما المحيطات العالمية
اذا قمنا بالاطلاع على درجات الحرارة السطحية للمحيطات إعتمادا على بيانات القمر الصناعي "اكوا" التابع لناسا منذ العام 2002 أي خلال السنوات 10 الماضية فسنلمس جيداً إتجاه درجات حرارة سطح البحر، فهناك تبريد خلال هذه السنوات، وليس احترار كما هو موضح في الرسم البياني التالي وقد اشرنا الى ذلك بالخط الأسود ايضا فالمحيطات تتجه للتبريد منذ العام 2002.
ولنعد للنشاط الشمسي, يمثل الرسم البياني ادناه نشاط الدورات الشمسية منذ العام 1611م مع وضع التوقعات للمستقبل البعيد حتى العام 2042 بناءا على سلوك الشمس الحالي
العصر الجليدي الصغير (the maunder minimum) والذي كان خلال الفترة 1645-1715 يلاحظ انه تزامن مع انخفاض شديد في النشاط الشمسي كما اشرنا الى ذلك من قبل, وما قمنا خلال هذا الموضوع بالحديث عنه يقودنا في النهايه الى عصر جليدي أخر مشابه للعصر الجليدي الصغير فالدورة الشمسية الحالية 24 ستكون نصف نشاط الدورات الشمسيه السابقة، وستكون ذروة الدورة الشمسية الحالية عند 65+-15بقعة شمسية، وخلال الدورة الشمسية 25 سنشهد مزيد من الهبوط في النشاط الشمسي، وستكون المستويات القصوى من النشاط الشمسي عند 45+-20 بقعة شمسية وخلال الدورة الشمسية 26 سيواصل النشاط الشمسي الانخفاض الكبير ليكون الحد الاقصى للدورةالشمسية 26 عند 30+-20 بقعة شمسية، وبالتالي فإن الحد الادنى العميق الثاني من نشاط البقع الشمسية من المرجح ان يكون في بدايه الدورة الشمسية 27 تقريبا في العام 2042+-11 عاما ومن الممكن ان يستمر ما بين 45-65 عاما.
وكما تحدثنا بدأ اتجاه الأنخفاض في درجات الحراره في الفتره 2006-2008 لكنه سيتوقف مؤقتا 2011-2013 ثم سيعود للأنخفاض من جديد في الفتره 2013-2015 حيث سيبدأ التبريد المتواصل في كوكب الأرض والذي من المتوقع ان يصل الى الحد الأدنى في الأعوام 2055-2060+-11 عاما ويمكن ان يكون التبريد مماثلا لما تعرض له كوكب الأرض في الفتره بين الأعوام 1645-1715, ليحل بعد هذه الفتره بأنتظام فتره أحترار جديده في بدايه القرن 22, كما هو موضح في الرسم البياني أدناه, الذي يمثل السيناريو المتوقع للتبريد العالمي خلال القرن الحالي, حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحراره العالميه بأكثر من نصف درجة مئوية في ذروة التبريد العالمي القادم.
ما تم كتابته في الاجزاء الثلاثة قليل جداً بالنسبة لموضوع العصر الجليدي القادم, لكن المقصد كان توصيل الفكرة، وكشف بعض الحقائق عن طريق سلسلة من البيانات والمقارنات وعدد من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع واثبتت نجاحها, بعكس الدراسات المنتشرة في هذه الأوقات في وسائل الاعلام العالمية والتي تصدر نتائجها قبل البداية فيها, فدورة النشاط الشمسي تؤكد ان العالم متجه لعصر جليدي جديد خلال العقود القادمة, ولكن يبقى هذا في علم الله وحده.