«الأرصاد» تخاطب أمراء المناطق و15 وزارة للتحذير من تقلبات الجو
توقعات بأمطار غزيرة على الرياض الأسبوع المقبل .. وثلوج في الشمال
صورة توضح عبر الأقمار الصناعية منطقة المنخفض الجوي القائم الآن على شبه الجزيرة العربية . ميتوسات
يحيى الحجيري من جدة وخالد العوض من الرياض
خاطبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، جميع أمراء المناطق و15 وزارة وهيئة حكومية في تقرير عاجل لها أمس، عن التقلبات الجوية في مناطق المملكة خلال الساعات المقبلة، وضرورة اتخاذ جميع الإجراءات التي تهدف للمحافظة على سلامة المواطنين والمقيمين في هذه المناطق.
وتضمن التقرير العاجل الذي حصلت "الاقتصادية" على نسخة منه إشارة إلى هطول أمطار متوسطة، ونشوء أتربة مثارة وعوائق ترابية، إضافة إلى رصد تقلبات جوية تجلب الأمطار وسحب رعدية على أغلب مناطق المملكة.
من جهة أخرى، تشير بعض المراصد العالمية إلى حالة ماطرة قوية على المملكة بداية الأسبوع المقبل ـ بإذن الله، تنبئ بأمطار غزيرة على منطقة الرياض، وحالة شديدة أخرى على أجزاء من شمال المملكة مصحوبة بالثلوج، وكذلك سحب ماطرة على غرب المملكة.
بينما يتوقع ـ بمشيئة الله تعالى ـ أن تستمر التقلبات الجوية على المملكة هذا الأسبوع، نتيجة استمرار تخلخل قيم الضغط شرق البحر المتوسط الذي يصاحبه نشاط المنخفض الحراري (منخفض البحر الأحمر). وتتهيأ الفرصة مجدداً لهطول أمطار قد تكون غزيرة على منطقة الباحة والمنطقة الغربية، ظهر اليوم، ينتظر أن تشمل الفرصة غرب منطقة الرياض، ثم تتوسع الفرصة الثلاثاء على أجزاء كثيرة من المنطقة الغربية والشمالية والشمالية الشرقية والقصيم والرياض، وفرصة هطول الأمطار كبيرة خاصةً على القطاع الغربي، ثم الأربعاء تتحسن الفرصة بشكل أكبر على منطقة الرياض والمنطقة الشرقية واستمرار الأمطار غرب المملكة، وتنحسر الحالة على المنطقة الشرقية الخميس.
من جهة أخرى، ما زال عديد من دول العالم يشهد طقسا متطرفا ترجع أسبابه إلى ظواهر مناخية يقدرها الخالق سبحانه وتعالى، من الفيضانات العارمة إلى العواصف الثلجية التي لا تهدأ. ففي جنوب إفريقيا اجتاحت الفيضانات التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة مناطق واسعة من ناميبيا وزيمبابوي وزامبيا وبوتسوانا، أدت إلى مقتل 70 شخصا، وإجلاء عشرة آلاف شخص، وتدمير أكثر من ثمانية آلاف منزل. وقدرت الخسائر المادية بنحو 50 مليون دولار.
وفي جنوب البرازيل مازالت المعاناة من الفيضانات التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضي وتسببت في مقتل أكثر من 700 شخص و400 مفقود وشردت نحو 20 ألف شخص من مساكنهم. وكانت البلدات الواقعة شمال ولاية ريو دي جانيرو هي الأكثر تضرراً، حيث تلقت كمية مطر خلال 24 ساعة ما يعادل 800 ملليمتر وهي تزيد بـ 30 مرة على متوسط المعدل اليومي.
وفي أستراليا قدرت حصيلة الأضرار المادية الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت عدة مقاطعات شرق البلاد بنحو عشرة مليارات دولار، ويرجح أن تصل إلى 20 مليار دولار بعد انحسار المياه بشكل تام، يشار إلى أنه الأعنف منذ عام 1956 الذي تزامن مع ظروف مناخية مشابهة للظروف الحالية، وهي ظروف ظاهرة لانينيا الباردة وسط وشرق المحيط الهادئ.
وفي ألمانيا يستعد السكان حالياً لصد فيضانات بعض الأنهار القريبة من المناطق المأهولة بالسكان، بعد أن شهدت أجزاء واسعة من تلك الدولة تساقط الأمطار الغزيرة والثلوج مما تسبب في رفع مستويات بعض الأنهار إلى ارتفاعات قياسية، خاصةً في نهر الراين. وفي جنوب الصين ـ وتحديداً في شنغهاي ـ المطارات تعلق رحلاتها من وإلى المقاطعات الجنوبية الخميس الماضي بسبب العواصف الثلجية. وتعيش بعض المقاطعات في ظلام دامس. وسجلت خطوط السكك الحديدية انتعاشا كبيرا في حركة النقل كبديل لوسائل النقل الأخرى. وفي غرب وشمال غرب إيران العواصف الثلجية تتواصل هناك بعد 42 عاما من تدني مستوى الثلوج والمياه الصالحة للشرب، حيث كست الثلوج نطاقا واسعا من غرب وشمال غرب إيران وعلى طول الهضبة الإيرانية التي تحدها مياه الخليج العربي والعراق من الشرق والشمال الشرقي. يشار إلى أن تساقط الثلوج والأمطار بهذه الكثافة خلال فصل الشتاء يعطي الأمل في ارتفاع مستوى الأنهار والمياه العذبة الصالحة للشرب والزراعة. جزء من هذه المياه العذبة يغذي العيون المتفجرة في أعماق مياه الخليج العربي، ويزيد من منسوب مياه نهر دجلة الذي يصب في الخليج العربي. وتساقط الثلوج بهذه الكثافة يحسن رطوبة التربة في المناطق التي عانت طويلاً الجفاف، وكثرة العواصف الرملية في أجزاء من وسط وشرق العراق.