منقو ل
من سرايا
سرايا- في ثلجة ؟» سؤال يوجهه الاردنيون لبعضهم البعض في كل مكان، في العمل، في البقالة، في صالون الحلاقة والشارع، يفكرون به طيلة الوقت ويخصصون لمناقشته وتحليل احتمالاته ساعات طويله ليتحول الكثيرون في فصل الشتاء إلى راصدين ومختصين في قراءة خرائط الطقس وتحليلها.
ولا يقصد من وراء الانشغال باخبار الثلج الاستعداد والتخطيط والتحضير خاصة وان اطول منخفض جوي لم يدم اكثر من يومين، بل بسبب محبة الاردنيين الغامضة للجنرال الابيض برغم أنه لم يعد ضيفا بل أصبح زائرا يطل علينا كل عام تقريبا.
ترتبط كلمة «منخفض قطبي» عادة بالبرودة، وبمجرد سماعها يشعر الإنسان بقشعريرة تسري في عروقه متخيلا لسعة البرد وهي تتسلل إلى العظم مخترقة سواتر الملابس الشتوية لتستقر في داخل البدن.
أما في حالة الاردني، فهي شيء مختلف فعادة ما يرافق سماع أخبار أو حتى اشاعات حول منخفض قطبي شعور دافئ يمنح الاردني ابتسامة عريضة ويطلق العنان للاحلام بقضاء الليل خلف النافذة لمراقبة كميات الهطول وقياس سماكة الثلوج وتصوير مشاهد الثلوج من على باب المنزل ومشاركتها على الفيسبوك.
ومن فرط حب الاردنيين للثلج قد يصل بأحدهم حد أن يطلق إشاعة حول بوادر ثلة تلوح في الأفق ليقوم هو بتصديقها قبل الآخرين ويبني أحلامه عليها ممنيا النفس بان تتحول الاشاعة الى حقيقة اذا ما واضب على تكرارها.
وبرغم كل هذه المشاهد، وحتى بعض السلبيات من التزود المفرط للخبز والمواد التموينية إلا أن الثلج يجلب الفرحة في كل مكان ويكسو وطننا الجميل بلون ابيض يمنح الشعور بدفئ يتسلل من خلال البرد ليرسم البسمة على وجه الاطفال والكبار نحن بحاجة إليها.
عودة الى سؤال «في ثلجة ؟» وللإجابة عن هذا السؤال نشرت دائرة الارصاد الجوية تقريرا يتحدث عن هواء بارد يؤثر على المنطقة خلال الفترة القادمة علما بان هذه التيارات شديدة البرودة أصلها قطبي.
وفي تفاصيل التقرير أن هذه الرياح شديدة البرودة تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وتركيا وعدد من دول جنوب اوروبا في حين أنها محملة بالرطوبة ما يزيد من احتمالات حصول هطولات ثلجية.
ولم يذكر التقرير حجم الهطولات الثلجية وسماكتها وارتفاعها والمناطق التي ستطالها والتي علميا لا يمكن التبؤ بها قبل أسبوع من اقتراب هذه الرياح القطبية.
في تفاصيل التقرير ما يكفي للإستعداد لموجة باردة تجلب امطار الخير للوطن -وهو الاهم-، كما وتجلب معها ثلوجا من المبكر الحديث عن تراكمها، الا أن الاهم ان هناك متسع من الوقت للاستعداد والتحضير للهجوم على محطات المحروقات والأسواق والمخابز والانقضاض على محال التسالي والمحامص وغيرها من الطقوس الثلجية التي تشتهر في الاردن.
هناك منخفض قطبي قادم يشق طريقه نحو الاردن وهناك ثلوج تصاحب المنخفض القطبي، وأصبح الجميع على علم بقدومه فالإستعداد غير المبالغ به أصبح واجبا اما محبو الثلوج فعليهم بالصبر والانتظار فما يزال هناك متسع من الوقت للتسلل الى نشرات اخبار الطقس لمعرفة التفاصيل في الايام القادمة.الراي