اجمل ما قيل في الفرج بعد الضيق
قال احدهم....
فلا تجزع وإن أعسرت يوما
فقد ايسرت في الزمن الطويل
ولا تظن بربك ظن سوء
فان الله أولى بالجميل
ولا تيأس فإن اليأس كفر
لعل الله يغني عن قليل
فإن العسر قد يتبعه يسر
وقيل الله أصدق كل قيل
ولو ان العقول تسوق رزقا
لكان المال عند ذوي العقول
وقال احد العباد الزهاد :
عسى فرج يأتي به الله إنه
له في كل يوم في خليقته أمر
إذا أشتد عسر فارج يسراً فإنه
قضى الله أن العسر يتبعه يسر
وقال احمد بن عبد الرحمن بن عطيه :
عواقب مكروه الأمور خيار
وأيام سوء لاتدوم قصار
وليس ببارق بؤسها ونعيمها
إذ كر ليل ثم كر نهار
وقال لقيط بن زرارة التميمي :
قد عشت في الناس أطوارا على خلق
شتى وقاسيت فيها اللين والقطعا
كلا لبست فلا النعماء تبطرني
ولاتخشعت من لأوائها جزعا
لايمل الهول صدري قبل وقعته
ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا
ما سد لي مطلع ضاقت ثنيته
إلا وجدت وراء الضيق متسعا
وقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه :
إني أقول لنفسي وهي ضيقة
وقد أناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على شدة الأيام إن لها
عقبى وما الصبر إلا عند ذي الحسب
سيفتح الله عن قرب بنافعة
فيها لمثلك راحات من التعب
ويروى لعثمان بن عفان رضي الله عنه :
خليلي لا والله ما من مُلحة
تدوم على حي وإن هي جلت
فإن نزلت يوما فلا تخضعن لها
ولا تكثر الشكوى إذا النّعل زلت
فكم من كريم قد بلي ينوائب
فصابرها حتى مضت واضمحلت
وكانت على الايام نفسي عزيزة
فلما رأت صبري على الذل ذلت
وقال سعيد الأسدي :
فما نوب الحوادث باقيات
ولا البؤسى تدوم ولا النعيم
كما يمضي سرورك وهو جم
كذلك ما يسوءك لا يدوم
فلا تهلك على ما فات وجدا
ولا تفردك بالأسف الهموم
وقال شاعر :
يضيق صدري بغم عند حادثة
وربما خير لي في الغم أحيانا
ورب يوم يكون الغم أوله
وعند آخره روحا وريحانا
ما ضقت ذرعا بغم عند نأئبة
إلا ولي فرج قد حل أو حانا
وقال أخر :
وما لقيت من المكروه نازلة
إلا وثقت بأن ألقى لها فرجا
وقال اخر :
ربما تكره النفوس من الأمر
له فرجـــة كحل العقـــــال
وقال أبراهيم الصولي :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكان يظنها لا تفرج
وقال أخر :
بينما المرء كئبٌ موجع
جاءه الله بروح فابتهج
رب أمر قد تضايقت له
فأتاك الله منه بالفرج
وقال ابو تمام الطائي :
وما من شدة إلا سيأتي
لها من بعد شدتها رخاء
منقول.