قصي الحلايقة - خاص موقع " طقس الوطن " :
يعود النظام الجوي من جديد ليبتسم لدول المغرب العربي في شمال القارة الافريقية، ولأجزاء من غرب ووسط وجنوب القارة الأوروبية، اذ يعمل ما يسمى انقسام الدوامة القطبية على تعزيز هبوط كتل هوائية قطبية المنشأ شديدة البرودة باتجاه هذه المناطق، وبالتالي تشكل منخفضات جوية عميقة وتطور عواصف ثلجية واسعة تؤثر حتى على أجزاء من المناطق الساحلية في الجزر البريطانية كما يظهر في الصورة أدناه.
الصورة التالية أدناه توضح بشكل بسيط مصطلح " انقسام الدوامة القطبية Polar vortex split " - دققوا في اللون الزرق، هذه الموجات هي كتل هوائية شديدة البرودة تحركت من منطقة القطبية الشمالية الى ثلاثة مناطق رئيسية :
الأولى الى دول اسكندنافية في شمال غرب اوروبا وهي كتلة ضخمة، والثانية الى جنوب جرينلاند وايسلندا، والثالثة الى غرب القارة الاوروبية، وجميع هذه الكتل بدات حركتها كما هو موضح في تاريخ الصورة في الاسبوع الثالث من هذا الشهر، ووفقا ً لأماكن هبوطها، من الصعب ان تخدم منطقة شرق المتوسط وبلاد الشام، فكان تأثيرها شديداً على أوروبا وشمال افريقيا وكندا وأماكن اخرى,.
ببساطة، يعود السبب في هذا النظام الى ما يعرف بالــ " ارتفاع الحرارة الستراتوسفيري المفاجئ SSW " الذي حصل في نهاية شهر كانون اول/ ديسمبر الماضي على ثاني طبقات الغلاف الجوي " طبقة الستراتوسفير " فوق أجواء العروض العليا فوق القطب الشمالي، هذا الارتفاع المفاجئ على حرارة هذه الطبقة الهامة يضعف الدوامة القطبية ويعمل على انقسامها وتشتت الهواء القطبي وفي الغالب الى اجزاء من اوروبا وامريكا الشمالية وشمال الاطلسي.
الصورة ادناه توضح ارتفاع الحرارة فوق القطب الشمالي نهاية الشهر المقبل على طبقة الستراتوسفير الى أكثر من 65 درجة فوق المعدلات، وانعكاسات ذلك لا تكون مباشرة، انما بعد اسبوعين الى ثلاثة اسابيع، وهو فعلياً ما شهدناه، بعد منتصف الشهر الحالي بدأت الانعكاسات تظهر.
هذا الارتفاع انعكست نتائج بعد اسبوع الى ثلاثة اسابيع بشكل سلبي على منطقتنا، اذ تشكل مرتفع جوي فوق منطقة القطب الشمالي، ودفع بالكتل الهوائية الباردة جداً باتجاهات عادية قرب الدائرة، فكتلة رئيسية اندفعت صوب كندا، واخرى هبطت باتجاه غرب ووسط اوروبا ثم جنوبها وشمال افريقيا، ولا زالت.
القطب الشمالي سيتعافى من المرتفع الذي يسيطر عليه، ويستبدل بنظام ضغط منخفض وهو ما نبحث عنه، لكن ذلك يحتاج الى مزيد من الوقت، والى ذلك الحين، تستمر العواصف بضرب غرب وجنوب اوروبا وشمال افريقيا، حيث تشير الخرائط الخاصة بمعامل القطب الشمالي المعروف بــ AO الى عودته الى طور التعادل او الايجابية الخفيفة، ما يعني انخفاض الضغط الجوي فوق القطب الشمالي وسيطرة مرتفع جوي على غرب القارة الأوروبية بعد السابع من شباط المقبل، وهذا ما يزيد الامل من تأثر البلاد بحالات جوية ماطرة وباردة بعد ذلك..
( الصورة أدناه توضح تعافي معامل القطب الشمال يمن حالة السلبية الى التعادل وبالتالي انخفاض الضغط فوق القطب الشمالي وتزايد احتمالات سيطرة مرتفع جوي على غرب ووسط اوروبا في مقابل اندفاع الكتل الباردة صوب شرق اوروبا وتركيا وهو ايجابي لنا - بعد السابع من شباط )
وبالتالي، يتوقع كادر التنبؤات في موقع " طقس الوطن " ونتيجة للإشارات المستلمة أدناه، عودة النشاط الباردة الى مناطق شرق المتوسط وتركيا تدريجيا ً خلال الثلث الثاني والثلث الثالث من شباط وتواصله في الثلث الأول من آذار، جالبا ً معه احتمالات الأمطار والثلوج بمشيئة الله.
وكنتيجة لهذه المنظمة، يندفع من شمال افريقيا باتجاهنا مرتفع جوي، وعلى الطبقات العليا يندفع ما يعرف " بالتيار النفاث " الذي يعمل كنظام " بلوك " يمنع وصول المؤثرات العلوية الباردة وتصاحبه سحب متوسطة وعالية كإشارات على استقرار في الأجواء..
اليوم الثلاثاء والأربعاء تستقر الأجواء مع استمرار الشعور بالبرودة خاصة صباحاً ومساء ً وليلاً، فيما تنخفض الحرارة قليلاً الخميس وتزداد البرودة، ويسود طقس بارد نسبياً الى لطيف بوجه ٍ عام دون تغير كبير على درجات الحرارة يومي الجمعة والسبت.
وفي ايام الأحد والاثنين والثلاثاء من الاسبوع المقبل ترتفع الحرارة بصورة ملحوظة نظراً لتعمق الكتل القطبية الى داخل السحراء الكبرى في شمال افريقيا ما يعني زيادة تأثرنا بالكتل الدافئة، ومن المتوقع ارتفاع الحرارة بصورة كبيرة.
http://p-weather.ps/node/2858?fbclid...zgnmwGU7SocJYM