إن من أنواع الابتلاء الذي يُوقعه الله تعالى على عباده؛ جدبُ الأرض، وانحباس القطر من السماء.
وقد بين النبي ﷺ أن من أعظم الذنوب التي تحبس المطر هي منع الزكاة وعدم إخراجها لمستحقيها،
فقال ﷺ: (وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا)
وقد يكون انقطاع المطر بسبب عموم الذنوب والمعاصي التي تقع من بني آدم:"إنّ البهائم تلعن عصاةَ بني آدم إذا اشتدت السَّنة، وأمسك المطر؛ وتقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم"
وقيل في تفسير قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ "يَلْعَنُهُمْ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْخَنَافِسُ وَالْعَقَارِبُ يَقُولُونَ: مُنِعْنَا الْقَطْرُ بِذُنُوبِ بَنِي آدَمَ "
وإن المظالم والمعاصي تمنع المطر والدليل عليه ما روى أبو وائل عن عبد الله [ابن مسعود] أنه قال: "إِذَا بُخِسَ الْمِكْيَالُ حُبِسَ الْقَطْرُ".
العلاج والوقاية يحصل بعدة أمور:
أولاً: بالتوبة والاستغفار وترك الذنوب والمعاصي.
إذعاناً بالعجز والفقر، واعترافاً إلى الله بالتقصير والخلل، منكسرين له سبحانه وتعالى، مبتهلين إليه، راغبين فيما عنده عز وجل.
فإذا تم لهم كل ذلك فتح الله لهم أبواب رحمته، قال سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه ورسله: ﴿وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾
ثانياً: اتباع هدي النبي ﷺ في رفع هذا البلاء بالاستسقاء، وهو طلب الغوث من الله تعالى، ويحصل إما بصلاة مخصوصة كهيئة صلاة العيد، أو بالدعاء في خطبة الجمعة.