،،..،، معلومة وقصة ،،..،،
،،؛،، الخمسينية الشتوية ،،؛،،
الخمسينية ومدتها خمسون يوما ، تبدأ من أول شباط إلى الثاني والعشرين من آذار ، وتقسم إلى أربعة مطالع نجمية أو سعود (جمع سعد) كل سعد 12,5يوم. ( سعد الذابح، سعد بلع ، سعد السعود وسعد الخبايا ) ، وفيها المستقرضات : أواخر شباط ، وأوائل آذار ومدتها سبعة أيام.
سعد ذابح : من 1 ~ 13 شباط ، وهي فترة تتسم بالبرد الشديد .
سعد ابلع : من 13 ~ 25 شباط ، وهو كناية عن الأرض في تلك الفترة تبتلع ما يسقط عليها من أمطار نتيجة ابتداء ارتفاع درجة الحرارة.
سعد السعود : 25 شباط إلى 9 آذار ، حيث تزداد درجة الدفء وتدب الحياة في النباتات، وخلال هذه الفترة تأتي (المستقرضات ) ، ومدتها سبعة أيام ثلاثة من أواخر شباط وأربعة من أوائل آذار، وتمتاز أحيانا بالمطر الشديد وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارص.
سعد الخبايا : من 9 آذار حتى 21 منه ، حيث تنهض الزواحف وذوات الدم البارد التي كانت في فترة السبات الشتوي .
ولهذا السعد قصة في أصل تسميته : في الماضي وقبل السيارات والطرق المعبدة والجسور على الأودية ، كان السفر على الركايب من الإبل وفي طرق موحلة أو صحاري قاحلة وكانوا يمتنعون عن السفر في أربعينية الشتاء لخطورتها، فكانوا يقولون: بين كانونين لا تسافر يا خبل (يعني بين كانون أول وكانون ثاني ).
تقول الحكاية أن شخص (اسمه سعد )عزم على السفر بعد نهاية الأربعينية.. حاول والديه منعه من السفر خوفا عليه فأبى إلا أن يسافر ، ولما لاحظ أبوه إصراره نصحه أن يتزود بالفراء والحطب اتقاء البرد المحتمل والمطر, فما سمع نصيحة أبوه وكان يظن أن الطقس لن يتغير, بحكم أن الجو في ذلك الوقت كان دافيء.
ركب ناقته وسافر وبعد يومين من السفر نظرت والدته شمالا فرأت الغيوم الشمالية
فخافت على ولدها سعد؛ فأخذت تقول وتردد: (إن ذبح سعد سلم )
وفعلا... ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطرا وثلجا غزيرة ، فلم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك, حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس. لذلك ذبح الناقة فكان (سعد الذابح( ، وبعد أن احتمى في أحشائها من البرد, دب الجوع في سعد و لم يجد أمامه سوى أحشاء الناقة ولحمها للأكل وهكذا كان (سعد البلع )، وما أن انتهت العاصفة وظهرت الشمس حتى خرج سعد فرحا من مخبئه وفرحا بكتابة الحياة له من جديد فكان ( سعد السعود ) ، وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة وبحفظ زاده من اللحم المتبقي من الناقة بواسطة الثلوج أو بطرق قديمة تقليدية وهكذا كان (سعد الخبايا ) .
يشهد شهر شباط معظم المربعانية ، ويتسم بالبرد والمطر وتقلب الجو، فيقول المثل: ( شباط الخباط بشبط وبخبط وريحة الصيف فيه) بمعنى أنه قد يمتاز بالدفء خاصة حين تسقط فيه الجمرات الثلاث (جمرة الهوا) في 5 شباط والتي تدفئ الهواء (وجمرة الماء) في 14 شباط وتدفئ الماء، (وجمرة الأرض) في 21 شباط وتدفئ الأرض.
يتم في شهر شباط ما يسمى ( قران السبيعي ) وهو ما يسمى بـ (المستقرضات ) وهي الفترة التي تمتد من 25 شباط ولغاية الرابع من شهر آذار . "السرّ في تسمية الأيام السبعة الأخيرة من الخمسينية بـ(المستقرضات) أن الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر شباط تكون ماطرة وباردة، فيتم استقراض أربعة أيام من الشهر الموالي، آذار ، لتكتمل الأيام السبعة في هذه الخمسينية الباردة"، كما تقول حكايات كبار السن عن بعض الروايات التي سمعوها ممن هم اكبر منهم ، حول "المستقرضات : إن شهر آذار كان يتعجل قدوم الدفء الذي اشتاق إليه الناس، بعد أن ملوا من برودة شباط وتقلباته، فخاطبه قائلا له ( شباط يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني، بنخلي دولاب العجوز يغني) والدولاب هنا هو المغزل. وبناءً على هذه الرواية، عندما يبدأ الطقس بالتحول إلى الدفء، تخرج إحدى العجائز من البيت، وتبدأ في غزل الصوف، مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة، والجو المعتدل.
وقد جاء في بعض الروايات أن تلك العجوز بدأت تشمت من شباط وتقلباته، فسمعها شباط وغضب لهذه الإهانة، واستنجد بابن عمه آذار قائلا (آذار، يا ابن عمي، أربعة منك وثلاثة مني بنخلي العجوز تحرق دولابها والمغزل) أي أنها تشعل دولابها الخشبي لشدة البرد. فاستجاب له آذار فلم تجد العجوز بدا من أن تجلب كل ما لديها من حطب، ليحترق في مدفأتها.
أما في آذار فيستقر الجو بشكل نسبي: ويقول المثل الشعبي (راح شباط الغدار وإجا آذار الهدار) ..
اسعد الله اوقاتكم