" 61 عاما على النكبة .... والمعاناة مستمرة "
تأتي الذكرى- الـ61 للنكبة والشعب الفلسطيني يعاني من مآسي وويلات على جميع المستويات . السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية . ان هذا الشعب الذي شرد وشتت إلى جهات عدة ما زال يعاني من القهر والظلم والتعسف من قبل كل من له يد في تشريده أولا ومن ثم من قبل تلك الدول صاحبة النفوذ الإقليمي والدولي وأخيرا من قبل قيادته التي في اغلب الأحيان قد لا تعي او تدرك بأن المأساة هي اكبر من فلان أو علان . لا بل اكبر من هذا الحزب أو ذاك! .
لقد غيرت النكبة مجرى التاريخ بالنسبة للشعب الفلسطيني لا بل بالنسبة للأمة العربية والإسلامية والعالم اجمع . اذ ان فلسطين هي قلب هذه الأمة وأي طارئ فيها له ارتداده وصداه على مستوى الوطن العربي والإسلامي.
ان الشعب الفلسطيني مقسم اليوم بحكم الواقع إلى ثلاثة أجزاء فمنه من يعيش على أرضه منذ عام 1948(عام النكبة) ومنهم من يعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة ومنهم من شرد إلى الشتات ( الدول العربية المجاورة ودول العالم المختلفة ) ولكل جزء من هذا الشعب مشاكله ومعاناته .
ان عرب 48 ( كما يطلق عليهم ) بقوا وثبتوا في أرضهم حين وقوع النكبة وعانوا الأمرّين من تشريد وترحيل وتقتيل ( مجزرة كفر قاسم وغيرها ) .
ولكن.ورغم كل هذا صمد هؤلاء الناس على أرضهم وما يزال هنالك ما يزيد على مليون ومائتي ألف فلسطيني يعيشون في وطنهم الأصلي رغم المضايقات المستمرة من السلطات الإسرائيلية .والتي تتمثل في مصادرة الأرض وهدم البيوت والتضييق على المدن والقرى العربية في الداخل وتقليص الميزانيات المخصصة للتطوير ولعلاج الظواهر الاجتماعية المختلفة .
ان هذه الفئة من الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة الى التكاتف والتماسك وإيجاد آليات عمل مشتركة لمكافحة السياسات الغاشمة للسلطات الإسرائيلية , ومنها تطوير عمل لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والعمل على إيجاد موارد مادية لمساعدة الفئات المحتاجة من أبناء هذا الشعب والدفاع عنهم في كافة المحافل وعلى جميع المستويات.
كما ان الأمة العربية والإسلامية مطالبة بمد يد العون والمساعدة والدعم المادي والمعنوي لهذه الفئة من هذا الشعب الفلسطيني وقد يتمثل هذا الدعم بمد جسور التعاون العلمي والثقافي والمشاركة والمساهمة في بناء المؤسسات الأهلية والوطنية ودعم لجنة المتابعة والجمعيات الفاعلة على الساحة الفلسطينية في الداخل بدلا من تركها فريسة للسياسات الإسرائيلية الجائرة .
اما الشعب الفلسطيني في الصفة والقطاع فيعاني أضعاف أضعاف ما يعانيه عرب الداخل . فالاحتلال المستمر وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية والحصار المفروض على قطاع غزة والاعتقالات اليومية المستمرة والتضييق على أبناء هذا الشعب في جميع جوانب الحياة كل هذا يجعل حياته شبه مستحيلة أمام كل هذه التحديات ولكن ومع هذا كله فان الانقسام على الساحة الفلسطينية ما زال مستمرا بين فتح وحماس والقوى والفصائل الفلسطينية المختلفة مما يضع حدا أدنى لتطلعات هذا الشعب .
من هنا فان واجب الاخوة في الضفة والقطاع هو رأب الصدع والعمل على اعادة اللحمة والوحدة لهذا الشعب والعمل معا من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع على راس سلم أولوياتها قضية القدس والاقصى وتحرير الاسرى وكنس الاحتلال .
كما ان العالمين العربي والاسلامي مطالبين بمساندة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وعدم المساعدة على زيادة الفرقة والانقسام من خلال مساندة طرف دون اخر مما قد يؤدي الى توسيع دائرة الخلاف . كما ان الدول العربية والاسلامية مطالبة بالاهتمام بامر القدس والاقصى الشريف ورصد الميزانيات المطلوبة للدفاع عن اهله وارضه اذ ان اسرائيل تعمل في هذه الايام دون كلل او ملل لمصادرة الارض داخل القدس وهدم البيوت في احيائها , فهل هنالك خطة مجابهة على المستوى الفلسطيني والعربي والاسلامي !؟ .
اما الشعب الفلسطيني في الشتات , فاننا ومع تقديرنا لصمودهم وثباتهم في المخيمات في الدول العربية المجاورة ام في دول العالم الاخرى ,. ومع علمنا وادراكنا بمعاناتهم المستمرة الا ان واجبهم يحتم عليهم ربط ابنائهم واحفادهم بوطنهم الام فلسطين وزيادة التمسك في حق العودة والعمل على مساندة اخوانهم من ابناء هذا الشعب في الداخل والضفة والقطاع على جميع المستويات . ولا عيب ان تعلمنا من غيرنا في هذا المجال , فالشعب اليهودي في دول العالم اجمع هو سند لاسرائيل وسياساتها , فأين العرب من ذلك !؟ .
اما الدول العربية فان واجبها منح المساحة الملائمة للشعب الفلسطيني في الشتات لتأطير نفسه ودعم قضيته بشتى الوسائل المتاحة , لا بل مد يد العون له لانهاء معاناته المستمرة منذ ما يزيد على ستين عاما .
من هنا فان الشعب الفلسطيني اينما وجد هو بأمس الحاجة الى الدعم والمساندة وهو بأمس الحاجة ايضا الى اعادة ترتيب اوراقه ليكون على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه .