الجـــــــــــــــــــــــــــــــــولان المحتــــــــل ................. جريح الجــــــــــــــنوب
جاء في لسان العرب (جول) : جال في الحرب جولة، وجال يجول جولاناً.
والجولان : التطواف. وفي التهذيب الجولان: قرية بالشام . وفي المخصص: الجولان : جبل في الشام
ويقال فيه: حارث الجولان، وحارث: قمة من قممه والجولان أرض . والجولان في القاموس المحيط : ماتجول به الريح من تراب وحصى وأعشاب – وكلها عناصر وافرة فيه – وفي المنجد الجغرافي : سميت الهضاب شرقي الأردن بالجولان لنوعية الأتربة التي تسفها الرياح ولكثرة ماجرى عليها من معارك وحروب وفي بداية العصر الروماني كانت المنطقة تعرف باسم أرض الجولان (جولانيتد), وقد ورد اسم الجولان في أشعار العرب قبيل الاسلام .
يقع الجولان ( محافظة القنيطرة ) في الزاوية الجنوبية الغربية من القطر العربي السوري وله حدود طبيعية واضحة ومتميزة،
_ففي الشمال ترسم القمم العالية من جبال الحرمون ( جبال الشيخ ) خط الحدود السورية اللبنانية، وتمتاز كتلة الجبال هذه بارتفاع قممها وتعددها وترتفع قمة شارة حرمون إلى نحو 2814م.
_ومن الغرب يعد الأخدود السوري الإفريقي الحدود الطبيعية مع فلسطين ويشكل نهر الأردن ( الشريعة ) هذه الحدود حيث ينخفض عن سطح البحر إلى 212م في بحيرة طبرية.
_أما في الجنوب فالمجرى الأدنى لنهر اليرموك يرسم خط الحدود السورية الأردنية إلى أن ينتهي في منطقة الحمة التي تنخفض إلى 125م عن سطح البحر ، وفي الشرق يشكل وادي الرقاد في مجراه الأعلى والأوسط الحدود الإدارية مع محافظتي درعا وريف دمشق ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية.
ويمتد الجولان على مسافة 64كم من الشمال إلى الجنوب وبعمق من الشرق إلى الغرب 25كم ومما تقدم يمكن القول بأن الجولان يشترك بحدوده مع ثلاثة أقطار عربية هي لبنان وفلسطين والأردن كما انه يمتد بين درجتي عرض 32ْ ـ 33ْ شمالاً.
وتبلغ مساحته 1860 كم2 وقع منها تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 /1250 كم2 / ويشمل ذلك تلك الأراضي التي كانت تعد مناطق محرمة قبل عام 1967 المحيطة بالحولة وطبريا التي تبلغ مساحتها 100 كم2
*الجغرافية الإقليمية للجولان
وقد أخذ الجولان مدلوله الإداري إثر إحداث ((محافظة القنيطرة)) في آب من عام 1964م عندما تشكلت هذه المحافظة من منطقتين إداريتين هما:
1-منطقة القنيطرة : التي كانت تابعة لمحافظة دمشق ، مضافاً إليها بعض القرى التي كانت تابعة لمنطقة قطنا هي :سحيتا – حضر – طرنجة – جباتا الخشب ، وقد أعيد تشكيل المنطقة لتضم أربع نواحي هي : ناحية مركز القنيطرة (القنيطرة) – ناحية مسعدة –ناحية الخشنية – ناحية خان أرنبة .
2- منطقة فيق : التي كانت تابعة لمحافظة درعا ، باستثناء ناحية الشجرة التي ألحقت بمركز محافظة درعا ، و أعيد تشكيل المنطقة لتضم ناحيتين إداريتين هما : ناحية مركز المنطقة (فيق) –ناحية البطيحة ومركزها بلدة المحجار الواقعة إلى الشمال الشرقي من بحيرة طبرية.
بلغ عدد سكان محافظة القنيطرة قبيل العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران 1967وما نجم عنه من احتلال ثلثي مساحة المحافظة تقريباً /153000/ نسمة بكثافة سكانية وسطية تصل إلى /83/ نسمة في الكيلو متر المربع الواحد ،حيث احتلت المحافظة آنذاك مرتبة متقدمة في معدلات كثافة السكان بين المحافظات السورية. ويبلغ عدد سكان المحافظة والمهجرين منها حالياً حوالي /500/ ألف نسمة ، قسم منهم مازال تحت الاحتلال (23 ألف نسمة) ، وقسم آخر في القرى غير المحتلة من المحافظة مضافاً إليها القرى التي تم تحريرها مع مدينة القنيطرة في 26 حزيران 1974 بعد حرب تشرين 1973 (60 ألف نسمة) بينما يعيش القسم الأكبر من أبناء المحافظة (أكثر من 400ألف) ظروفاَ استثنائية صعبة في تجمعات مؤقتة تركز معظمها في محافظات دمشق وريف دمشق ودرعا … وهم ينتظرون يوم العودة إلى حقولهم ومزارعهم وممتلكاتهم المدمرة من قبل سلطات الاحتلال بنسبة 90% في أكثر من /270/ قرية ومزرعة ومدينتين مدمرتين أيضاً هما (القنيطرة وفيق) .
1-منطقة القنيطرة
- ناحية مركز القنيطرة
- ناحية خان أرنبة
- ناحية مسعدة
- ناحية الخشنية
2-منطقة فيق
- مركز ناحية فيق
- مركز البطيحة
3-توزع المدن والقرى على النواحي في الجولان
كان الجولان ولا يزال المعبر السهل إلى لبنان وفلسطين والأردن والأرض المنفتحة شرقاً نحو حوضة دمشق وسهل حوران وحجر الزاوية لجميع أقطار بلاد الشام وملتقى طرقها،
وقد تصارعت على أرضه الجيوش الفرنسية والإنكليزية والألمانية وخاصة خلال فترة مابين الحربين العالميتين ، من منطلق أهمية موقعه وأشرافه التام على مفارق الطرق إلى أقطار بلاد الشام
ويزيد في هذه الأهمية طبغرافية الجولان التي تعطيه طابعاً استراتيجياً عسكرياً جعل من الجولان محط أنظار الطامعين من الغزاة لأنها مفتاح المنطقة إلى الأقاليم المجاورة ،
فسطح الجولان الفريد من نوعه وانتشار التلال والمخاريط البركانية على مساحات متناسبة يشكل منطقة دفاعية ممتازة ونقاط استناد وارتكاز طبيعية على غاية من الخطورة عسكرياً ، هذا إذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع الجولان وإشرافه من علٍ على مختلف الجهات ، والجولان ذو تضاريس مشوشة ومنطقة اندفاعات بركانية يميل من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ويمكن أن يقسم الجولان طبيعياً إلى
*الحرمون- جبل الشيخ :
وهي كتلة جبلية هائلة تغلب عليها الصخور الكلسية الجيرية وتسد هذه الكتلة الأفق من الشمال يصل ارتفاعها إلى نحو 2814م.
*شمالي الجولان أو المنطقة المجاورة للقنيطرة:
نجد في هذا القسم اكثر الظاهرات البركانية حداثة والتي تتمثل باللابات والمخاريط البركانية وكلها تعود الى الزمن الرابع وتمثل سلسلة إلى الشمال الغربي من القنيطرة حتى الجنوب الشرقي ومنها تل علي أبو الندى الذي يصل ارتفاعه إلى 1204م وتل عكاشة وتل الفرس وتشكل هذه السلسلة خط تقسيم المياه بين حوض الرقاد شرقاً وحوض الأردن غرباً.
*جنوبي الجولان ـ الزوية
في هذه المنطقة يصبح مظهر الجولان واضحاًً بدرجة كافية ، حيث تختفي المخاريط البركانية وتحل محلها الوديان التي ترفد الأردن وهي اليرموك والرقاد.
وتكون التربة سميكة بدرجة كافية لونها رمادي مائل إلى الحمرة ، ويتبع هذه المنطقة سهل البطيحة
وهي سهل فيضي إلى الشمال الشرقي من بحيرة طبرية وفي هذا السهل تصب مجموعة أودية كوادي الصفا والدالية والشيخ علي.
واهم سهول منطقة الزوية العال وفيق وكفر حارب وسكوفيا وغيرها .
يعد مناخ الجولان جزءاً لايتجزا من مناخ البحر المتوسط لكن مع خصوصية تميزه عن بقية أقاليم المناخ المتوسطي , فنجد فيه نمطين من المناخ هما المناخ المتوسطي الرطب والمناخ المتوسطي الجبلي وهذا ما جعل بعضهم يطلقون عليه تسمية خاصة به ( المناخ الجولاني ) ويفسر ذلك بعامل التضاريس واتجاه الرياح البحرية
ولاشك في أن الرياح الشمالية الغربية التي تهب على القنيطرة عبر فتحة مرج عيون تتأثر بأجواء الحرمون الباردة فضلاً عن اثر الارتفاع في تلطيف درجة الحرارة
وشتاء الجولان بارد بصورة محسوسة ليس بالنسبة للمنطقة الساحلية فحسب و إنما للمنطقة الداخلية أيضاً حيث يكون المناخ قارياً , وفي الواقع يسود الجولان فصل بارد وقارس وفي العادة يمتد أربعة اشهر تقريباً من ك1 إلى آذار تقل فيها متوسطات الحرارة عن 10ْ م . والثلج مألوف يمكن أن يسقط عدة مرات في السنة
وأمطار الجولان لا تقل كثيراً عن أمطار المناطق الساحلية السورية.
أهمية الجولان كمصدر للمياه يفوق كل التقديرات وأهم مصادر مياه نهر الأردن وهو نهر جولاني من حيث المولد والنشأة فمن ينابيع الحرمون الغزيرة تتغذى روافده الثلاثة المعروفة بانياس واللدان والحاصباني، وجميع الروافد تقع ضمن الأراضي السورية ( الجولان ).
أما نهر اليرموك الذي تمتد مساحة حوضه على 7584 كم2 والذي يشكل الحد الفاصل بين الجولان والأردن من جهة الجنوب فاهم روافده من الضفة اليمنى الهرير والرقاد , حيث إن الأول يحمل إليه مياه حوران والسفح الغربي لجبل العرب والأخر يحمل إليه مياه السفح الشرقي لجبال الجولان , وتشكل منطقة المزيريب راس النهر ويلتفي مع نهر الأردن عند بلدة سمخ جنوب بحيرة طبرية بـ 9 كم ويحمل إليه من المياه ما يقارب 480مليون م3 من الماء كل عام أي ما يساوي كمية مياه نهر الأردن بعد خروجه من بحيرة طبرية .
والأودية السيلية في الجولان كثيرة وكلها بالنتيجة أما ترفد نهر الأردن أو اليرموك بسبب انحدار الأرض نحوهما ومنها وادي الفجر وحوا والراهب ونعران والسمك ومسعود وغيرها هذا عدا عن بعض الينابيع التي تنبجس من حافة الأخدود السوري الأفريقي والتي يصل عددها 50 نبعاً وغزارة بعضها تزيد عن 500 ل/ثا. هذا إضافة إلى ينابيع الحمة العذبة والكبريتية التي ترفد اليرموك حيث يوجد ثلاثة حمامات هي الريج 36ْ البلسم 40ْم المقلى 49ْ م.