ضابط إسرائيلي: حرب غزة لم تحقق أهدافها ونحتاج لجولة أكثر شر
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الاثنين عن مسئول في جيش الاحتلال الإسرائيلي القول إن الجيش يستعد لإعادة احتلال ممر فيلادلفيا "صلاح الدين" الفاصل بين الأراضي المصرية والأراضي الفلسطينية جنوب قطاع غزة، من جديد، بزعم منع تهريب السلاح.
وبحسب الصحيفة فقد تم رسم الخطة وتجهيز الوحدات العسكرية للسيطرة على المعبر الذي يبلغ طوله 14 كيلو مترا، حيث قامت حماس بحفر مئات الأنفاق، مشيرة إلى أن تلك الخطة كانت قد قدمت لرئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت قبل عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة في شهر يناير من العام الماضي.
وتقدر مصادر في الجيش الإسرائيلي بأن الخسائر البشرية سوف تكون كبيرة لأن العملية تتطلب تمشيط بيوت رفح بيتا بيتا لغرض تدمير الأنفاق، مما يتطلب إبقاء قوات الجيش في المكان.
وتزعم الصحيفة أن حماس عززت من قدراتها العسكرية منذ عملية الرصاص المصبوب، فحصلت على صواريخ طويلة المدى من إيران وصواريخ روسية مضادة للدبابات وأخرى تحمل على الكتف مضادة للطائرات، كما أنها تسعى للحصول على صواريخ مضادة للسفن البحرية..مشيرة إلى أن حماس كانت قد جربت صاروخا بعيد المدي يبلغ مداه ستين كيلومترا وهو يصل إلى تل أبيب.
وقال يوم توف ساميه،اللواء المتقاعد والقائد السابق للمنطقة الجنوبية للإذاعة العبرية الرسمية "ستضطر إسرائيل في العملية العسكرية القادمة لاحتلال مناطق من غزة للحد من قوة حماس".إلا أنه رفض أن يحدد المناطق. مضيفا "ونحن بحاجة إلى جولة أخرى في غزة، لأن هناك شكا في أن حماس سوف تتغير بدون جولة ثانية أخرى لوقف تنفس الحركة".
وقال سامية إن عملية الرصاص المصبوب على غزة لم تحسم الأمور ولم تحقق أهدافها, لذا فإن إسرائيل بحاجة لجولة جديدة من القتال أشد شراسة.
وأوضح أن القوات الإسرائيلية بمختلف تشكيلاتها تستغل حالة الهدوء النسبي خلال العام المنصرم من اجل التدريبات وإعادة تنظيم صفوفها استعدادا لعملية أخرى.
وقال الجنرال في الاحتياط "أنا لست متفائلا إزاء إخضاع حماس أو تغيير نهجها دون الحاجة لعملية أخرى أشد قسوة من عملية الرصاص المصبوب, وربما تكون هذه الضربة أكثر تركيزا لتحقيق أهداف على المدى البعيد مثل السيطرة على مناطق معينة في غزة من اجل إفهام حماس أنها خسرت هذه المناطق نتيجة تحرشها بإسرائيل".
وأضاف "هذه العملية ضرورية من اجل تضيق الخناق على حماس بالإضافة للجهود التي تبذلها مصر في هذا المجال حتى نتمكن من وقف تسلح حماس بالصورايخ التي تصل تل أبيب".
وتطرق الجنرال الإسرائيلي إلى موقف السلطة الفلسطينية في حال اندلاع حرب جديدة مع غزة, وقال "إن أبو مازن سيجلس بهدوء طالما طلب منه ذلك, وسيدعم عملية ثانية تحصل في غزة, لكنه سيتوجه للأمم المتحدة وسيطالب بتحقيق غولدستون ثاني, وسيقوم أبو مازن بتمثيل الدور المطلوب منه, لكنه من أعماق قلبه سيكون مسرور إذا نفذت إسرائيل علمية أخرى ضد حماس".
وأضاف "ربما تلقى حماس لضربة سيؤدي لاستيقاظ خلايا فتح النائمة في غزة من خلال بعض المساعدات من هنا وهناك, والتي بالطبع ستتيحها إسرائيل وستأتي من الضفة نحو قطاع غزة, وبهذا ستتمكن فتح مع إعادة سيطرتها على الضفة و غزة".
من جهة أخرى شدد الجنرال ساميه على أن حماس تهدف من خلال التصعيد مع إسرائيل إلى لفت الأنظار إلى الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على الحدود مع قطاع غزة, وقال "إن حماس تسيطر على قطاع غزة بإحكام وكذلك تسيطر على جميع الفصائل في غزة, وهي تستدرج إسرائيل للرد العسكري حتى يلتفت العالم إلى التصعيد في غزة وبالتالي تتساهل مصر في موضوع الجدار".
وأضاف " لدي شعور أن المصرين أخيرا, أقول ذلك وأنا أتنفس الصعداء, يأخذون قضية بناء الجدار بين مصر وقطاع غزة بمحمل الجد".
وفي ذات السياق أكد مصدر أمني إسرائيلي أن التصعيد في قطاع غزة هو تصعيد وقتي لن يصل إلى تدهور الأوضاع, وأن الأوضاع ستهدأ خلال أيام وستعود الأمور إلى طبيعتها.
وشدد المصدر بأن حماس مهتمة بتهدئة المنطقة وبأن الأحداث الأخيرة ناتجة عن الضغط الذي يعيشه قطاع غزة في ظل بناء الجدار الفولاذي على الحدود بين مصر وغزة, ونشاطات الجيش على الحدود والضربات الجوية لمناطق مختلفة في القطاع, وتعثر مفاوضات شاليط.