اكثر من 1200 فلسطيني فقدوا اطرافهم خلال حرب اسرائيل على غزة::
بات حلم غسان في المشي ممكنا بعد أن قرر مركز الإطراف الصناعية في غزة تركيب طرفين صناعيين له بدلا من ساقيه اللذين فقدهما خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة.
ويقول غسان (14 عاما) بصوت متهدج "الاطراف (الصناعية) هي الحل" ويتابع باكيا "اريد ان امشي والعب كرة (قدم) مع اصحابي".
ولا يزال هذا الصبي تحت تأثير الصدمة اثر إصابته بقذيفة دبابة إسرائيلية بينما كان في منزله في الخامس من كانون الثاني/يناير. فقتل شقيقه وابن عمه, وأصيبت والدته وشقيقه علي.
ووصل غسان الى مركز الأطراف الصناعية على كرسي متحرك بمساعدة شقيقه علي (27 عاما) على امل الحصول على طرفين صناعيين تمكنانه من المشي, بعد ان فشلت كل الجهود لنقله الى الخارج.
ويقول حازم الشوا مدير المركز الذي تأسس عام 1976 لوكالة فرانس برس "سنساعد غسان, والأطباء قرروا انه يمكن تركيب طرفين صناعيين له", مضيفا "لدينا 5000 حالة مماثلة بينها 250 من جرحى الحرب الاسرائيلية (بين 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 و1 كانون الثاني/يناير 2009).
ولن يستطيع غسان دفع ثمن الطرفين الصناعيين اللذين تبلغ تكلفتهما 200 دولار لان والده عاطل عن العمل.
لكن الشوا يؤكد ان مركزه الذي يبيع الاطراف الاصطناعية باقل من سعر الكلفة يسعى لتوفير التغطية المالية من منظمات دولية.
ومنذ الحرب تفاقمت معاناة هذا المركز بامكاناته المتواضعة, وهو الوحيد في قطاع غزة القادر على توفير المواد اللازمة لتجهيز الاطراف الصناعية بسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.
ويقول الشوا ان مركزه تسلم الخميس "للمرة الاولى منذ الحرب جزءا بسيطا من مواد ومعدات نحتاجها, قمنا بشرائها من شركة المانية".
وقد نجحت سلمى (28 عاما) في تركيب ساق صناعية في مستشفى في مصر, وهي باتت قادرة على المشي بعدما كانت فقدت ساقها اليسرى في غارة اسرائيلية قرب منزلها شرق غزة.
ولكن سلمى التي تدربت على المشي في المركز في غزة جاءت هذه المرة سيرا على الاقدام وهي تدفع قريبها حسن (11 عاما) على كرسيه المتحرك.
وتقول سلمى "جئت الى المركز لمساعدة حسن بعدما اصيب بشلل في القدم في الحرب" مضيفة "تدربت هنا وتمكنت من المشي, ولن احتاج لاحد بعد اليوم لمساعدتي, لكن حسن بحاجة لمساعدتي وهذا ما اقوم به".
ووفق احصائيات وزارة الصحة في غزة خلفت الحرب 1200 شخض اصيبوا ببتر في الاطراف.
ويشير الشوا الى ان عشرات الجرحى تمكنوا من السفر الى الخارج لتركيب اطراف صناعية "وغالبيتهم بحاجة للمتابعة في مركزنا".
ويعمل 11 فنيا من بين 22 موظفا في هذا المركز غير الحكومي في ظل تزايد عدد المحتاجين لاطراف صناعية بعد الحرب.
وفي ورشة تجهيز الاطراف الصناعية المزدحمة باجهزة ومعدات غالبيتها قديم ينشغل نبيل فرح مدير الورشة في اعداد ساق صناعية لشاب كان ينتظر في العيادة.
ويقول فرح "نعاني من نقص يفوق ال50% في المواد والمعدات, بعض الاشياء الصغيرة مثل مربط حديدي لا تدخل احيانا عبر المعابر (الاسرائيلية) يمكن ان تعيق تجهيز طرف
صناعي لعدة اشهر".
واوقف مركز الاطراف الصناعية في غزة كليا التنسيق والتعاون مع نظيره في اسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 0002 لاسباب "امنية" حسب الشوا.
ويعمل فرح مع خمسة فنيين معاونين في الورشة دون كلل في محاولة لتغطية حاجة عشرات المراجعين في عيادة المركز.
وفي المدخل الضيق للعيادة وقف حوالي 50 مصابا غالبيتهم على مقاعد متحركة ينتظرون الكشف عليهم من قبل طاقم طبي, لعلهم يبدأون مثل غسان مشوارهم لاستعادة المشي.
وقام الطاقم الطبي المؤلف من طبيبين فلسطينيين وثلاثة مختصين متطوعين من مؤسسات اوروبية بالكشف على محمد (20 عاما) وتقرر تركيب ساقين صناعيين له.
ويحتاج محمد لمدة اسبوعين لتركيب ساقين صناعيين له وتدريبه على المشي حسب احد اطباء اللجنة. وكان ساقاه بترا في غارة اسرائيلية استهدفته مع مقاتلين شمال غزة خلال الحرب.
ولا يبدو الامر سهلا بالنسبة لمحمد الذي لا يخفي خشيته من هجوم اسرائيلي جديد معتبرا انه "وقتها لا فائدة للاطراف الصناعية".
وعبر علي الحرازين الذي بتر جزء من يده اليمنى عن غضبه من عدم تمكن شقيقه غسان من السفر للعلاج في الجزائر. وقال "كان بالامكان معالجة احد ساقيه".