هنية: تركيا تطوي صفحة تحالف إستراتيجي مع الاحتلال
دعا هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية الدول العربية إلى خلق توازن جديد في المنطقة يقوم على المحور المصري والسعودي والسوري ينفتح على تركيا التي تطوي صفحة تحالف استراتيجي مع الاحتلال.
وقال هنية في خطبة الجمعة بمسجد فلسطين بمدينة غزة: إن "تركيا اليوم تعيد دورها الإسلامي، وتعود بالقوة لقضايا الأمة، وبالتحديد القضية الفلسطينية".
ودعا إلى بناء إستراتيجية فلسطينية وعربية تقوم على أساس تقييم مرحلة التسوية مرتكزة على ثلاثة نقاط أساسية أهمها الاعتراف بفشل المفاوضات والذهاب إلى حوار وطني للخروج ببرنامج سياسي يحمي القضية.
كما دعا هنية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تعثرها ليس لمجرد الملاحظات التي أبدتها حماس على الورقة المصرية، قائلاً: "هناك فريق من القيادة الفلسطينية ينظر إلى المصالحة كخطوة تكتيكية لإخراج حماس من النظام السياسي عبر انتخابات مزورة".
وأضاف "حتى لو تم التوقيع على المصالحة في القاهرة وليس في مكان أخر لن يستطيع البعض الاعتراف بها لأنهم يعيشون في أوهام الماضي وأنهم لا يريدون مشاركة أبناء شعبهم في قيادة الوطن".
وبشأن الركيزة الثالثة للإستراتيجية، أشار هنية إلى ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير كخطوة على طريق إجراء انتخابات للمجلس الوطني الجديد بمشاركة كل الفلسطينيين سوء في الداخل أو الشتات.
كما دعا هنية الدول العربية إلى إقامة إستراتجية جديدة تقوم على عدم أعطاء صكوك تمليك على أرض فلسطين للمحتل الإسرائيلي، إضافة إلى عدم تجريم حق الشعوب بمقاومة الاحتلال.
ووصف المفاوضات مع الاحتلال بأنها فاشلة لما خلفته من حصار ودمار وتنازل عن الثوابت والحقوق، وقال: "إن عملية أحياء المفاوضات هي ليس لشيء سوى التفاوض فقط دون تحقيق أي شيء لصالح الشعب الفلسطيني".
العلاقة مع مصر
وفي سياق آخر، أكد هنية على استراتيجية العلاقة مع مصر، داعيا إلى معالجة أحداث رفح بشكل مسئول ووقف الحملة الإعلامية على حماس وغزة.
وكان مشاركون غاضبون في مسيرة سلمية ضد بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع غزة رشقوا الجنود المصريين بالحجارة.
وأصيب 35 مواطنًا برصاص الجنود المصريين بينهم اثنين في حالة الموت السريري، فيما قتل جندي مصري قالت حركة حماس التي تدير القطاع إنه قتل بنيران زملائه وليس بنيران فلسطينية كما قالت مصر.
وعن هذه الأحداث، قال هنية: "آمل ألا تتكرر هذه الأحداث، ومعالجتها بشكل مسئول بعيدًا عن وسائل الإعلام"، مشيرًا إلى أن حكومته تجري تحقيقاتها بواسطة وزارة الداخلية تحت إشرافه شخصيًا.
وأضاف "لن نخجل من الإعلان عن الأسباب التي أدت إلى وقوع ما جرى على الحدود المصرية"، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في معاناة شعبنا وأحداث رفح هو الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا وزير الخارجية المصرية لتسليم الحكومة اسمي الشخصين اللذين قال الوزير إنهما قتلا الجندي المصري أثناء المسيرة الاحتجاجية.
وقال رئيس الوزراء إنه لولا الحصار والعدوان والاحتلال، لما عاش شعبنا هذا الحال، مؤكدًا أن حكومته "تريد لشعب غزة أن يكون آمنا، وكذلك مصر وكل الدول العربية، لأن أمنها قوة لنا".
واستنكر هنية "الحملة الموجهة ضد فضيلة رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي"، ممتدحا جهوده في خدمة القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى بالتحديد.
كما أعرب عن ترحيبه بالود البرلماني الأوربي الذي سيزور غزة اليوم، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تدلل على غزة مفتوحة على العالم، وجهود كسر الحصار مستمرة.
وبشأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قال هنية إن حكومته بعد الحرب أصبحت أقوى مما كانت عليه كما أن المقاومة صمدت وهي على جاهزبة لتصدي لأي عدوان جديد يهدد القطاع. ورأى أن القضية الفلسطينية أصبحت أكثر حضوراً ورواجاً في العالم