عواصف العصر الجليدي المصغر
الموضوع الحالي ينقسم الى قسمين مكملين لبعضهما البعض (العاصفة العملاقة – بريطانيا و مدى التشابه في سلوك الغلاف الجوي في وقتنا الحاضر) و لذلك ارى وجوب دمجمهما معا
العاصفة العملاقة
Great Storm of 1703
تاريخ كتابة المقالة: 6-2-2014.
بواسطة: Paul Homewood
كانت العاصفة و ما تزال الى الان الاقوى و الاشد فتكا, بل انها تعتبر من اشد الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية لمناطق جنوب الجزر البريطانية. و نروي مقطفات من الحوادث او الشواهد الحية:
بدات العاصفة يوم 26-11-1703 بالتاثير على جنوب بريطانيا و بلغت ذروتها في اليوم التالي, صاحبها ريح قوية بلغت 196 كيلو متر بالساعة (120 ميل/ساعة) مسببة وفاة 9 الاف شخصا. في لندن دمرت الرياح العاصفة 2000 مدخنة كبيرة الحجم, سقف كنيسة Westminster المكون من الرصاص قد نسف كليا!
تكدست 700 سفينة فوق بعضها البعض في بركة لندن (شبيه بالمرفأ او التجمع في لندن), سفينة HMS Vanguard البريطانية الشهيرة دمرت في ميناء Chatham.
الكثير من السفن العائدة الى بريطانيا تحطمت خصوصا في Goodwins (لتقديم المساعدة لملك اسبانيا في حربة ضد فرنسا في معركة الخلافة الاسبانية انذاك) و راح ضحية هذا الحطام 1500 بحار في تلك المنطقة لوحدها و 8-15 الف بحار كحصيله اجمالية.
و مع الانطلاقة العاصفة للجواء في بريطانيا, من الجيد ان نعلم الى اي حد بلغت الاجواء العاصفة خلال العصر الجليدي المصغر و حتى ما قبل قبل.
ذكر العالم Brian Fagan في كتابه: في كل مكان في اوروبا, مرت عليها سنوات باردة و عاصفة اكثر من كل القرن العشرين خلال الفتره 1560-1600, فقلد تاخرت مواسم الحصاد!
ازداد نشاط العواصف 85% في النصف الثاني من القرن 16 و ارتفعت نسبة حدوث العواصف الشديدة بنسبة 400%, في ذلك الوقت كانت شدة العواصف هائلة و تكرارها عالي خلال العصر الجليدي المصغر.
تاليا امثلة لشواهد موثقة من مختلف الفترات الزمنية لكبرى العواصف:
في القرن 13 ضربت اربعه عواصف الشواطئ الهولندية و الالمانية و قد راح ضحية كل عاصفة بما يقارب المئة الف قتيل عالاقل و في احد العواصف وصل العدد الى 300 الف قتيل.
ضربت العواصف بحر الشمال في اعوام 1099, 1421 و 1446 مخلفة 100 الف قتيل لكل عاصفة في انجلترا و هولندا ايضا.
الى حد بعيد حدثت الكارثة المعروفة باسم All Saints Day flood of 1570 على الشواطئ الهولنديه و راح ضحيتها 400 الف قتيل بما يشمل غرب اوروبا ايضا.
العاصفة الهائلة 1703 التي قلبت كل السفن عموديا في قناة انجلترا موقعة 8-10 الاف قتيل.
بعض العواصف الاخرى المشابهة لعدد القتلى حدثت في الاعوام 1634, 1671, 1682, 1686, 1694 و 1717.
معظم الشواطئ الشمالية في اوروبا ادانت بالكثير لهذه العواصف, كمثال فقد تراجع حجم جزيرة Heligoland من 60كم الى 1 كم فقط.
بالاشاره الى ما سبق فان هذه المشاهدات و الدلائل توضح الى حد ما طبيعة عواصف العصر الجليدي المصغر التي كانت شديده للغاية. من المبكر الحكم على ما يجرب الان في الجزر البريطانية لكن فيما لو كانت تمثل بداية النسق العام طويل الامد فان اخر ما يمكن القلق منه هو الانحباس الحراري.
تفسير شدة العواصف في تلك الفتره و التي قد تحمل تشابه نوعا ما في تفسير جزئي عالاقل لما يحدث حاليا:
ان زيادة شدة العواصف في العصر الجليدي المصغر كانت بفضل مصدر الطاقة الكامنة في ذلك الوقت الذي حفز و عزز الحمل الحراري ما بين سطح المحيط البارد حول ايسلندا و جنوبا باتجاه خليج بسكاي قبالة السواحل الفرنسية على خط عرض 50-55