أذكر تلك العاصفة جيدا
لم تكن سنة عادية من حيث البرودة والجفاف ، لأسبوعين لم ترتفع الصغرى عن -2 ميئوي ، وكنت كل يوم اراقب الصقيع من خلال وعاء وضعت فيه ماءا في حوش الدار ، وكنت كل صباح أنظر اليه وأسلم على طبقة عميقة من الجليد التي لم تكن أبدا سطحية بل عميقة لأنها تدنت لأكثر من -3 في بعض الليلي
حل علينا المرتفع السيبيري مدة طويلة كظيف ثقيل الظل لم يرحل عنا حتى ترك ورائه بصمة رائعة ونادرة الحدوث ومفاجئة !!!!!
كنت أيامها قد امتلأ قلبي غيضا للغياب الطويل للمطر والمنخفضات والجفاف الذي جفف الإبتسامة من محيانا لفترة ليست بالقليلة ، وما كان من دائرة الأرصاد الجوية ( ولم أكن وقتها أعلم شيئا عن موقع طقس الأردن الذي اكتشفته بالصدفة... وما أروعها من صدفة) الا أنها أعلنت ليلة الإثنين عن ثأثر المملكة بحالة من عدم الإستقرار تؤدي الى هطول زخات محلية من المطر جنوب وشرق المملكة......كنت ممتلئا بالإحباط وقتها ونمت مغبونا ليلا بعد أن سهرت على متابعة فيلم ممل ومحبط يشبه النشرة الجوية آنذاك....وهذا هو حالنا نحن عشاق الطقس.... لا نهنأ الا بطريقتنا الخاصة ولا نطرب الا على ألحان جنون الطقس وسيمفونية الرياح وقرع طبول حبات المطر المتهاوية بقوة على لوح زينكو يغطي مظلة حوش الدار ....آه كم لذلك اللوح من مزاج شتائي يختلف عن كل السطوح ... فهو يستقبل حبات المطر والبرد ... وحتى هبات الريح على طريقته الخاصة التي تملأ نفسي غبطة وفرحا..
وقبل أن أغفو سمعت هبات قوية للريح وصوت لحبات مطر كبيرة الحجم تساقطت على لوح الزينكو بعد منتصف تلك الليلة ( قبيل فجر الثلاثاء) لم أعبأ بها كثيرا حتى أني استهزأت بها .....لأني أردتها قطبية المنشأ على قياس أحلامي وهندسة المزاج المعكر....ثم نمت....استيقضت في الصباح لأذهب الى الجامعة ( جامعة اليرموك طبعا) وكان الوضع لا يزال كما هو وسمعت بعض الهبات للرياح في الخارج ولم أعبأ بها... ولما خرجت من المنزل وكانت وقتها التاسعة صباحا في بلدة سماالروسان شمال اربد ( 580 متر ) تفاجئت ببرودة غير عادية في الرياح وكانت قااارصة حقيقة وقوية أحيانا وسماء ملبدة بالغيوم ، فأسرعت الى السيارة لأتقي شدة البرد وجلست وراء المقود... حينها كانت المفاجئة.... كانت بعض الأمطار تتساقط مع حركة الرياح وإذا بحبات مطر ممزوجة بالثلج تسقط على الزجاج الأمامي للسيارة أمام ناظري... لم أصدق... ولكن زال العجب وأنا أحس ببرودة غير طبيعية في الجو
استمر الوضع على ما هو علية حتى ساعات ما بعد الظهر وأنا بالجامعة ، حيث أصبح الجو أكثر برودة وزاد نشاط الأجواء ... وما أثار حفيظتي وقتها هو اتصال هاتفي من أخي الذي يسكن في المفرق يخبرني فيه عن تساقط غزير جدا للثلج ومن الحبة الكبيرة والجافة!!!! وفي اربد لا ثلوج تقريبا....حينها لم استطع الصبر ..حيث خرجت من الجامعة وتوجهت بسيارتي قاصدا جبال عجلون .....ولكن... ما أن صعدت في سيارتي وفي الجامعة ، حتى ابصرت حبات الثلج البيضاء تتساقط امامي بحجم صغير... حينها ايقنت أننا نعيش حالة جوية نادرة ومفاجئة حتى للمختصين!!! وما أن وصلت دوار النسيم وثم ايدون حتى صارت حبات الثلج كبييرو وغزيرة جدا .... والمفاجئ أن الوضع في رأس منيف لم يكن كالمتوقع!!!!فلم أرى هناك ما رأيته في اربد وأيدون ...وبعدها اي عصرا توجهت بسيارتي الى منطقة النعيمة ومكثت ليلتها هناك في منطقة ترتفع 850 متر تماما ، وكانت المفاجئة من بعد المغرب ،،، حيث تساقط ثلج غزير وناعم وهااادئ استمر لما بعد ساعات منتصف الليل والنتيجة طبقة من الثلوج المتراكمة من 10- 20سم كلما اتجهنا جنوبا
فسبحان مغير الأحوال
فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال