في مثل هذا اليوم من عام 2010
ضرب مصر السيل الاقوى في القرن الواحد و العشرين .. و الاشد قوة منذ سيول نوفمبر 1994
كانت درجات الحرارة خلال يناير من ذلك العام اعلى من معدلاتها بشكل واضح .. و جفاف شديد ينتاب موسم الامطار في المنطقة .. لم يكن هناك شتاء بالمعنى الحقيقي
في خضم ذلك بدأت توزيعات الضغط الشاملة تفتح مجرى للتيار الاستوائي الرطب باتجاه مصر .. فتدفق الينا وادي جوي
مشبع بالرطوبة من غرب افريقيا و شرق المحيط الاطلنطي لمسافة تزيد عن 5000 كيلو متر
تزامن ذلك مع تقارب منخفض علوي بارد و عميق جداً .. امتدت اطرافه حتى شمال السودان و تشاد
أدى اختلاط تلك الكتل الهوائية المتباينة على مناطق شرق و جنوب مصر مساء 17 يناير الى احداث عدم استقرار شديد
عواصف رعدية عنيفة امتدت على مساحات واسعة صاحبها هطول غزير للامطار .. تفوق المعدلات الطبيعية للمنطقة لسنوات كاملة .. استمرت الى صباح اليوم التالي .. 18 يناير
تأثرت سيناء بشدة و فاضت بالمياه تماماً .. صبت السيول الجارية عبر جبالها و سهولها في مياه خليجي السويس و العقبة .. و وصلت الى البحر المتوسط عندما تجاوز السيل الهادر سد الروافعة .. مخترقاً العريش في طريقه الى البحر
حدثت تلفيات شديدة في الطرق الرابطة بين مدن سيناء و دمرت العديد من المنازل .. خسائر بالملايين .. كما راح ضحية السيول عدة اشخاص .. و انقطعت الكهرباء و الاتصالات عن العديد من مدنها .. و ادت الامطار الغزيرة الى انهيار سقف المطار القديم بشرم الشيخ .. و رغم ذلك ابدى بدو سيناء فرحة كبيرة بالسيل الذي يبشر برفع مخزون الابار و السدود من المياه المستخدمة في الزراعة و الشرب
تأثرت كافة مدن البحر الاحمر بالعاصفة و كذلك جنوب الصعيد .. في اسوان وحدها انهار 41 منزل في احدى القرى الواقعة شمال المحافظة .. و ادت الرياح العاتية الى تدمير العديد من ابراج الضغط العالي و انثناء بعضها .. و رغم قلة الامطار على المحافظة نفسها الا ان شدة غزارتها على الجبال الواقعة الى الشرق منها ادت الى تفاقم حجم السيل و رفعت عامل المفاجأة فيه
تم تصنيف هذا السيل كواحد من اهم ثلاثة سيول تضرب العالم خلال شهر يناير 2010 .. و واحدة من اكبر الكوارث الطبيعية في الشهر ذاته ..
دفع ذلك منظمات الاغاثة الدولية الى تقديم معونات عاجلة للهلال الاحمر المصري لاعانة المتضررين من السيول
و اعلنت العديد من مناطق سيناء و البحر الاحمر كمناطق منكوبة
الجدير بالذكر ان هذه العاصفة كان من المتوقع لها ان تضرب القاهرة و السويس و مدن الدلتا ايضاً بكميات تتراوح من 50 : 100 ملليمتر في ساعات معدودة .. لكنها تشكلت الى الشرق اكثر من المتوقع بحوالي 150 كيلو متر .. و كان هذا افضل لتلك المناطق التي لم تكن لتحتمل هذا الكم من الامطار في فترة قصيرة و في مناطق سيئة الصرف و مكتظة السكان
منقووووووووول