](( إنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيارِكُمْ، وَاسْتِئْخارَ المَطَرِ عَنْ إبَّانِ زَمانِه عَنْكُمْ، وَقَدْ أمَرَكُمُ اللَّهُ سُبْحانَهُ أنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ ))
[ رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنهما ]
قبل أن نتابع الدعاء، تشهد بعض القارات، وبعض البلاد، جفاف قاتل، جفاف مهلك، والبلاد إسلامية، تشتهي أن يحيوا هذه السِّنة، أن يجتمعوا في العراء وأن يصلوا صلاة الاستسقاء، وأنا موقن والله أيها الأخوة أنه ما من مكان في بلد إسلامي يصيبه الجفاف وتحيا سنة صلاة الاستسقاء إلا استجاب الله لهؤلاء وقوى عقيدتهم، لأن التقنين الذي يفعله الله عز وجل إنما هو تقنين تأديب، فإذا رجع العباد إلى الله عز وجل أزال عنهم هذا التقنين، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( الْحَمْدُ لله رَبّ الْعَالَمِينَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدّيْنِ، لا إِلهَ إِلاّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللّهُمّ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَنِيّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ. أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوّةً وَبَلاَغَاً إِلَى حِينٍ، ثُمّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فلَمْ يَزَلْ في الرّفْعِ حتّى بَدَا بَيْاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمّ حَوّلَ إِلَى النّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلّبَ أَوْ حَوّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُم أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ وَنَزَلَ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ، فأَنْشأَ الله سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ثُمّ أَمْطَرَتْ بإِذْنِ الله، فلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حتّى سَالَتِ السّيُولُ، فَلمّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنّ ضَحِكَ صلى الله عليه وسلم حتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فقال: أَشْهَدُ أَنّ الله عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنّي عَبْدُ الله وَرَسُوَلُهُ ))
[أبو داود عن عائشة]
[/frame]