2-الزبداني
مدينة ومصيف الزبداني أحد أعرق مصايف وأقدم وأشهر المصايف العربية, يتبع محافظة ريف دمشق وعلى بعد 45 كم عن مدينة دمشق. وتمتد المدينة في سفوح الجبال وتشرف على سهل رائع هو سهل الزبداني. تسمى بـ (زبداني) بكسر الحرف الأول وسكون الثاني وتلفظ أيضاً بفتح الحرف الأول والثاني، وهذا هو الأصح، لأنه منقول عن أصله الآرامي . أما الياء الأخيرة في الكلمة فلقد وردت مخففة لا مشددة . فأصلها الآرامي ( السرياني ) كان على صيغة الجمع ( زابادوناي ـ zabadonay ) ثم نقلت إلى اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد باسم ( زابادوني ـ zabadony ) والأصل في اللغة الآرامية والسريانية ثم العربية واحد ، المفرد منها ( زبد ) ومعناه اللب أو لب الخير وخلاصته فدخلت إلى اللغة العربية بنفس اللفظ والمعنى . ولكون هذه الكلمة مقدسة عند الآراميين فلقد أوجدوا لها إلهاً ، وصنعوا له تمثالاً عبدوه وبنوا له المعابد والهياكل وجعلوه ابن الشمس ( الإله الأكبر ) ، ويسمى عندهم ( إيل ) فسموه ( زبدئيل ) وتسمى بهذا الاسم الكثير من ملوك آدوم وملوك الأنباط وملوك تدمر ، وما تزال بقايا هذا الاسم في عدد من مناطق الوطن العربي ، فهناك ( زيدل ) في لبنان غربي شتورة ، و( ربدئيل ) في العراق ، و( زبدان ) في الجزيرة السورية على نهر الخابور و( ربلان ) في اليمن وهناك جبل زاباد . وهناك أسماء عديدة لبعض الأراضي أصلها آرامي مثل ( السويسة ، حازورة ، الجرجانية ، شحرايا)
ارتبط تاريخها بأقدم عاصمة في التاريخ دمشق وتقع على الطريق العام الذي يربط دمشق بالساحل والشمال في وسط المسافة بين دمشق وبعلبك في وهدة جبلية في سلسلة لبنان الشرقية، حيث ترتفع عن سطح البحر / 1150 / - / 1250 / م تحيط بها مجموعة من البلدات والقرى إحاطة العقد بجيد الحسناء وهي: بلودان وبقين ومضايا والروضة وتنبع من جنوبها مياه بردى رقراقة تمد دمشق وغوطتها بأعذب الماء.
تكثر الينابيع في الزبداني كنبع العرق والكبري و الجرجانية وتتنوع فيها الثمار والفاكهة من تفاح الزبداني والأجاص والخوخ والدراق والجوز والتين والعنب وغيرها.
تقع الزبداني في المنطقة نصف الجافة إلى نصف الرطبة ومعدل الأمطار / 500 - 600/ مم في العام.
تحدها سلسلتان جبليتان جبل سنير من الغرب وجبل الشقيف من الشرق يتوسطها بساط أخضر يشكل سهل الزبداني.
الزبداني مدينة عصرية، حيث تعتبر من المدن السياحية الهامة في سورية يؤمها السائحون من بلاد العالم كافة ومن دول الخليج العربي خاصة، مما دعا إلى تحسين شوارعها وأرصفتها وإنارة ساحاتها فكيفما اتجهت وجدت البيوت الجميلة والفيلات الفخمة، ذات الحدائق المزروعة بأجمل الزهور والأشجار والتي تتميز بفن عمارتها وجمال مظهرها مما جعلها مجالا للاستثمار في مجال بيع وشراء العقارات.
ويتحلى أهلها بقلب مفعم بحب الآخرين ولسانا عذبا نشأ ذلك من حبهم للأرض زاده وجود السائحين جمالا ومهرجان ريف دمشق الذي يقام في صيف كل عام بين 15يوليو(تموز)(جويلية) و 15 أغسطس(أب)(أوت)، جعلها لوحة سياحية رائعة.
التاريخ
تاريخ الزبداني موغل في القدم ويترافق مع تاريخ مدينة دمشق . فقد استوطـن الإنسان هذه المنطقة من الأرض لكثرة خيراتها ووفرة مياهها ، ويعتقد أن سكانها القدامى يعودون في أصولهم إلى سكان مدينة دمشق وبعلبك والأماكن المجاورة لهما مثل (الأبلية ) أي سوق وادي بردى في جبال دمشق ، و ( كلشيش ) أو عنجر وما جاورهما . لقد كانت هذه المدينة ذات أهمية كبيرة كطريق تجاري لقوافل بين المدينتين التاريخيتين ( دمشق وبعلبك ) . وكطريق عسكري للفتوحات والحروب . يعود أصل سكان هذه المدينة إلى الآراميين الذين كانوا أول من سكن هذه البلاد ، وهم من نسل سام بن نوح ، الذين نسبوا إلى جدهم آرام بن سام ، وهم الذين أسسوا مدينة دمشق منذ آلاف السنين وسموها باسم جدهم ( سام ) أو ( شام ) وفي ذلك الوقت تم تعمير عدد من المدن مثل الزبداني ـ السفيرة ـ حلبون ـ إيبليا أو ( سوق وادي بردى ) ـ منين ـ صيدنايا
الآثار القديمة
في نفس مكان وموقع المدينة الحالية كانت مدينة الزبداني الآرامية القديمة مدفونة تحت المدينة الحالية والعديد من اثارها موجوده في اماكن متفرقة من الزبداني الحالية .
وهناك بعض هذه المعالم الآرامية أهمها :
1ـ بعض الأعمدة والقطع الحجرية الضخمة ، تقع في أساسات بعض البيوت القديمة التي بنيت فوقها الجدران .
2ـ كان هناك معبد للنبي ( يوحنا المعمدان ) ، وهو في الأصل معبد وثني ثم تحول إلى معبد مسيحي ، وكان يقع في وسط البلدة ، عند الجامع الكبير ( جامع الجسر ) وما تزال منه بقايا حجارة ضخمة .
3 ـ يوجد في موقع دير النحاس بقايا معبد آرامي اعمدة وغيرها كانت لمعبد آرامي ، يسمى معبد الإله ( زابادوني ) وهو اسم المدينة .
4 ـ بردى ( قنوى ) : ورد هذا الاسم في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي _(8 م ) ، وكلمة ( قنوى ) اسم آرامي قديم معناه القصب وأصله ( قنا ) بضم النون ، وقد ذكرت هذه البلدة الصغيرة في تواريخ السريان ومنهم ميخائيل الكبير ( بطريرك اليعاقبة ) ( 1200 م ) ( 4 ) وقيل أنه كان لنهر بردى ينابيع متقاربة ، تنبجس من الصخور في سفح الجبل وتؤلف في المنبسط الذي أمامها بحيرة واسعة بحيرة بردى تكتنف شواطئها أدغال من الأقصاب ، و تعيش فيها الحيوانات المتوحشة . فبنى الآراميون في الزبداني الذين كانوا ينتفعون بتلك الأقصاب أكواخاً على شاطئ البحيرة سموها ( قنا ) ، وكانوا يقيمون فيها أيام العمل ، ثم تحولت الأكواخ إلى بيوت دائمة ، وبحادث جيولوجي صار انهيار من الجبل على النبع والبحيرة ، بأبعد مكان تدفق الماء من النبع إلى المكان الحالي ، وأصاب البلدة ، ولم يبق إلا على قليلها . وأما بردى فهو اسم آرامي معناه البارد بصيغة الجمع ( baradi ) لنبوع النهر .
5 ـ السفيرة : تقع غربي الزبداني على سفح الجبل واسمها آرامي ( شفيرا ) ، وله عدة معاني شجر النهر ـ عصفور جميل ـ كان يوجد بكثرة في ذلك المكان ، وموقع السفيرة عبارة عن مساحة واسعة من الأرض ملأى بالأساسات والأنقاض القديمة من آرامية ويونانية ، وقد خربت قبل الفتوحات الإسلامية ، وفي موقع من السفير هضبة عالية تسمى ( شحرايا ) باللغة الآرامية ومعناها ( السواد ) وهي عبارة عن مغاور وكهوف لقبور قديمة ، وكان يوجد فيها عدد من التماثيل من الحجارة ، كتب على قطعة منها اسم ( زاباد ) بالآرامية .
6 ـ قلعة الكوكو : اسم يوناني ( kokkos ) ومعناه ( الحبوب ) ويوجد في هذا المكان معبد يوناني لإله ( الحبوب ) ، وفيه كثير من بقايا العواميد المكسورة والقواعد الحجرية ، وحجارة ضخمة مبعثرة عليها كتابات يونانية ، وفيه كذلك بقايا لمعصرة زيت ومعصرة عنب منحوتتين في الصخور ، وبقايا مغارات في كل منها ستة قبور قديمة ، وينتهي المعبد المنحوت في الصخر بشق واسع فيه موضع للأصنام وتوجد على سقفه كتابات يونانية دراسة ، وأمامه بقايا أعمدة على إحداها كلمة ممسوحة باليونانية ( كوكوس ) وكلمة ثانية ( سولالاس ) ( solalas ) وهي اسم لراعي غنم يوناني ورد في الميثولوجيا القديمة كان مغرماً بآلهة الشعر اليونانية الجميلة ( زاراهو ) ( zaraho ) وكان يعزف لها أشعارها على شبابته فأرضعته من ثدييها وبذلك منحته الخلود الإلهي . وعلى عمود آخر توجد كتابة يونانية ( zabadony -theos -todoros ) ومعناها الإله زاباد هبة الشمس .
7 ـ خربة الدلة : تقع بين الزبداني ومصيف بلودان ، مساحة من الارض ذات آثار يونانية تدل على اسم ( دالي ) ( daly ) . وفيها بقايا مدفونة من الآثار ، ولهذا الاسم أشباه عديدة في جزيرة قبرص ومدينة في جنوب اليونان في ولاية ( أيليزوس ) وله اهمية خاصة.
8 ـ الكبرى : شمال الزبداني يقوم نبع العرق ودير النحاس ، وهناك كان يوجد معبد آرامي قديم كان متصدعاً ، ولما استولى اليونان على سورية بنوه واستعملوه ، ويظهر أنهم عملوا بقربه معمل نحاس أو اكتشفوا وجود النحاس بقربه فسموه بلغتهم ( كيبرى ) ( kypri ) ومعناها النحاس وفي أرض الكبرى وهي مكان مصيف الفردوس حالياً ، وقد وجد أحد الفلاحين قطعة من الفسيفساء تلقت بين يديه وهو يحفر الأرض وينقبها وذلك في عام 1929 م .
9 ـ آثار متفرقة : قدمها التاريخي وتوالي العهود المختلفة عليها ، وقد اثرت عوادي الزمن ومنها تكرار الحوادث الطبيعية من زلازل و سيول وانهيارات جبلية ومنها حروب عديدة جرت في المنطقة ، ، ويلاحظ أن معظم البيوت القديمة بنيت حجارة أساساتها من بقايا الحجارة المنحوتة التي كانت مبعثرة في المنطقة لمعابد وأديرة مختلفة ، وفي وادي قاق ، كان يوجد دير وبالقرب منه كنيسة لا تزال بعض آثارها . وفيه عدد من قطع الحجارة الضخمة كانت تقتطع وتنقل إلى بعلبك لبناء قلعتها . وهناك مجموعة من المواقع في سفح الجبل الغربي للزبداني ، كانت تقوم فيها بعض القلاع القديمة أو أنها سميت قلاعاً لارتفاعها وتسمى حاليا قلعة التل ، وقلعة الزهراء في الشمال الغربي ، وقلعة عبد الله غرب نبع بردى . وفي شمال البلدة وقرب نبع العرق ، توجد أساسات لأبنية ضخمة منتشرة هناك وكان من بين تلك الحجارة ، حجر يصل طوله إلى سبعة أمتار وعرضه وارتفاعه إلى متر واحد وكذلك قاعدة عمود تبلغ المترين علواً والمتر المربع تربيعاً وقطع أخرى حجرية تآكلت بفعل العوامل الطبيعية . هناك أيضاً مواقع أثرية لم يبق منها إلا الاسم وبقايا حجارة مدفونة بفعل السيول وانجراف التربة ،
كانت تقوم في منطقة الزبداني قرى عديدة مثل ( كفر نفاخ ) و ( كفر عامر ) ويقال أنهما كانت بلدات صناعية ذات مستوى اقتصادي جيد يعملان في صناعة الحرير الطبيعي وفي مزارع الكروم والعنب ومعاصره . أما ما يسمى بـ ( النبي عبدان ) وهي موقع شمال البلدة أيضاً يقال أنه مقاماً لرجلين صالحين دفنا هناك وكان يزوره أهالي المدينة . وفي ظاهر البلدة القديمة وعلى بعد ألفي متر تقريباً باتجاه الجنوب وعلى الطريق المؤدية إلى دمشق ، تقوم مساحة من الأرض فيها نبع ماء رقراق وبمساحة ( 4 ) دونمات من الأرض . وتسمى ( خان الفندق ) في بقايا اثرية ، حيث كان يقوم هناك سوق عام أسبوعي . ويحوي المكان على استراحة للقوافل ولإيواء المسافرين ، وأمكنة لمبيت مواشيهم وخيولهم وجمالهم ، وفيه حمام كبير تأتيه المياه من نبع الجرجانية ، وتعرض في هذا السوق البضائع المختلفة القادمة من دمشق ومن وغيرها . وجدير بالذكر أن في منطقة الزبداني كانت تقوم مجموعة كبيرة من الأديرة للرهبان والنساك والزهاد على مساحات صغيرة من الأرض يستثمرها الرهبان لمعيشتهم وحياتهم ومن هذه الأديرة :
دير الاخرس
دير سلامة وهناك العديد من المواقع في كافة المناطقة التابعة للزبداني .
السياحة
تعد الزبداني من المصايف القديمة والمعروفة منذ القرن 19 ، الناس يقصدونها لجمال طبيعتها وهوائها العليل حيث تتربع المدينة المصيف في سفوج الجبل وتمتد تحتها بساتين الفاكهة وينابيع الماء والمساحات الخضراء في سهل الزبداني وجوها معتدل إلى بارد في أشهر الصيف ، وفي الشتاء تتساقط الثلوج لتغطي السفوح والمنازل بشكل جميل ، وتنتشر في مصيف الزبداني الفنادق السياحية بمختلف المستويات والكازينوهات والمقاهي والمطاعم والعديد من المنشأت والمرافق السياحية ، وترتبط الزبداني بخط سكة حديدية - قطارات مع مدينة دمشق يسمى بقطار الزبداني او قطار المصايف ويزور الزبداني و المناطق.
المناخ والظواهر الجوية:تختلف الظواهر الجوية في هذه المنطقة عن غيرها من المناطق وذلك بحكم ارتفاعها عن سطح البحر ، ويبدأ هذا الارتفاع من حوالي /800 / م تقريبا ًفي قرى وادي بردى ويصل إلى ( 1200 ) م في مدينة الزبداني , /1500 / م في بلودان ، بينما يصل الارتفاع إلى /2300 / م في الجبال ، وهذا الارتفاع عن سطح البحر جعل مناخها متميزاً وجعلها مصيفاً يؤمه الناس ويرتاده المصطافون يبدأ البرد ويتغير الجو كلياً منذ بداية شهر تشرين الثاني ( الشهر الحادي عشر ) وتهطل الأمطار وتسقط الثلوج وتهب العواصف باتجاه كانون الأول والثاني وشباط وتهبط درجة الحرارة إلى ( -10 ، +12 ) درجة ولا يختفي البرد حتى (مايس أيار) من السنة ، أما بالنسبة للأمطار فإن معدلها السنوي العام أكثر من ( 600 مم) تقريباً ويدوم هطول الأمطار بشكل متواصل أحياناً عدة أيام ومع غزارة تلك الأمطار وتساقط الثلوج كانت الينابيع والأنهار في المنطقة تبعث فيها الحياة والبهجة والسرور . أما الثلوج في الزبداني فتبدأ بالتساقط في شهري كانون الثاني وشباط وقد يهطل في الشهر الثالث أيضاً ، فينوب الثلج عن المطر خلال الشهرين المذكورين ويبلغ ارتفاعه أحياناً أكثر من نصف متر ويصل إلى عدة أمتار في الجبال ، وفي بعض المواقع المرتفعة الأخرى وحين هطول الثلج تلبس الزبداني وبلودان وبقين ومضايا - وما حولها من سهول وهضاب وجبال - حلة بيضاء ناصعة لا أجمل ولا أروع من ذلك . ولقد وصف الشعراء الزبداني وشتاءها وثلوجها ، حيث قال الشاعر شهاب الدين بن علي الأسدي :
قد أجمد الخمر كانوناً بكل قدح* وأخمد الجمر في الكانون حين قدح
يا جنة الزبداني و أنت مسفرة * بحسن وجهه إذا وجه الزمان كلح
فالثلج قطن عليه السحب تندفه * والجو يحلجه والقوس قوس قزح
الثلوج في السهل
وخلال فترة الثلج تتجمد المياه في الشوارع والطرقات وعلى سفوح المنازل وقد يبلغ سمك الجليد أحياناً / 15 / سم ، مما يضطر البلدية والمنطقة لتشغيل الآليات لفتح الطرقات وتنظيفها من الثلوج الشبيهة بالعواصف القطبية ، ومعظم تلك الرياح غربية أو غربية شمالية . وبانتهاء شهر آذار ( الشهر الثالث ) تأخذ الثلوج المتراكمة بالذوبان وتخف وطأة البرد شيئاً فشيئاً ، ويحل فصل الربيع ، وتتفتح أزهار السفرجل واللوز والمشمش ، ثم أزهار التفاح وتظهر الأعشاب الخضراء والمروج وتصبح الزبداني جنة من جنان الدنيا ويعتدل الجو وتأخذ الحرارة بالارتفاع لتصل إلى /17 / درجة مئوية وخلال شهر أيار تتفتح أزهار الزيزفون وينتشر أريجها في الهواء الذي يصبح نسيماً عطراً لا مثيل له .
وهذا ويمتاز هواء الزبداني بأنه جاف يخلو من الرطوبة بعكس المصايف اللبنانية فلا ضباب ولا رطوبة ولا ثقل على التنفس والنفس ولا يشعر المرء فيها بضغط الهواء أو ثقله وخاصة ليلاً وهذا ما جعلها مصيفاً من الطراز الأول .أما إذا ما حل فصل الخريف فإن درجة الحرارة تأخذ بالهبوط ويصبح الطقس جميلاً أيضاً ، ولكن ذلك لا يدوم طويلاً لأن فصل الشتاء طويل في هذه المنطقة ويبدأ مبكراً عن غيره من المناطق .