مياه الأمطار تغمر سيارات في مخطط الخير
جريدة الوطن السعودية هذا الصباح
فاجأت الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس على محافظات ومراكز منطقة مكة المكرمة ملايين المواطنين والمقيمين الذين تعرض البعض منهم لحالات احتجاز جماعية خصوصا في محافظة رابغ وجدة التي غمرت مياه السيول عدداً من أحيائها.
واضطرت فرق إنقاذ الدفاع المدني إلى استخدام القوارب إلى جانب الطيران العمودي الذي تمكن من انتشال عشرات العائلات في المشاعر المقدسة كما دفعت الظروف الجوية الطارئة الدفاع المدني إلى تطبيق إجراءات خطة مواجهة الأمطار والسيول التي أعدت سلفا قبل موسم الحج.
وقال مصدر مسؤول بالدفاع المدني لـ "الوطن" إن عدد الوفيات بلغ حتى مغرب أمس 44 شخصا، وفي جدة، أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني النقيب عبد الله العمري لـ"الوطن" أن طيران الدفاع المدني وقوارب الإنقاذ استخدمت لإنقاذ مئات الحالات المحتجزة، مشيرا إلى أن أكثر الأحياء التي تضررت من الأمطار هي حي الجامعة والراية وقويزة والصواعد إلى جانب أبرق الرغامة وشارع الوزيرية جنوب جدة، مضيفا أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على حصر الأضرار والخسائر التي تعرضت لها تلك الأحياء وسكانها.
وجاء في بيان لمحافظة جدة أن غزارة الأمطار تركزت على المناطق الجنوبية والشرقية ومركز بحرة حيث بلغت في معدلها العام (90 ملم) وقد تسببت هذه الأمطار في إحداث سيول منقولة عبر الأودية داهمت الأحياء الشرقية والجنوب شرقية من محافظة جدة، وأدى ذلك إلى انهيار بعض المنازل الضعيفة وقطع الطرق الرئيسية والفرعية وجرف عدد من السيارات وارتفاع منسوب المياه داخل الأحياء السكنية ونتج عن ذلك عدد من الإصابات ووفاة 44 شخصا، وقد باشرت فرق الدفاع المدني الأرضية والجوية إنقاذ وانتشال الأشخاص المحاصرين والمحتجزين وتم إنقاذ 351 حالة بواقع 181 حالة إنقاذ جوي و170 حالة إنقاذ أرضي وإنقاذ مائي، كما تم دعم موقف عمليات الإنقاذ بفرق جوية إضافية وفرق أرضية وإنقاذ مائي من العاصمة المقدسة وحرس الحدود.
وقد عقدت على الفور لجنة الدفاع المدني الفرعية برئاسة محافظ جدة وحضور جميع مديري الجهات ذات العلاقة لبحث الموقف واتخاذ الإجراءات الفورية واللازمة للتعامل مع الوضع ومعالجة الأضرار، ومازالت الجهات المعنية تقوم ميدانيا باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع وتقديم العون والمساعدة والإغاثة والمأوى للمواطنين، كما شكل عدد من اللجان الميدانية من الجهات ذات العلاقة لإعادة الخدمات الضرورية وكل ما يتطلبه الوضع من إجراءات لإعادة الوضع إلى حالته الطبيعية.
وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني استمرار هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية على منطقة مكة المكرمة، وأجزاء من محافظة جدة وطريق مكة القديم أسفر عن احتجاز عدد من الأشخاص داخل المركبات، وقام طيران الدفاع المدني والفرق الميدانية بإنقاذهم, كما يقوم طيران الدفاع المدني بطلعات لتمشيط جميع المواقع والتي تلقت عمليات الدفاع المدني بلاغات عن تعرضها للسيول والأمطار للبحث عن المحتجزين.
إلى ذلك، علمت "الوطن" من شهود عيان انغلاق طريق المدينة جدة السريع بعد سقوط أكوام من الأتربة والحجارة على فوهة مجرى السيل تحت جسر وادي قديد مما استدعى قوة أمن الطرق إلى إحداث طريق ترابي لعبور المركبات خوفا من سقوط الجسر بعد امتلائه تماما بالمياه.
وأوضح مدير مرور جدة العقيد محمد القحطاني لـ"الوطن" أن السيول اجتاحت كوبري الجامعة من الشرق للغرب وقطعت الحركة المرورية بالكامل وتم تحويل القادمين من الشمال للمحاور العرضية ابتداء من شارع حراء والتحلية وفلسطين وطريق الملك عبد الله، مما حمل هذه المحاور أعباء إضافية على الحركة المرورية المعتادة على الطرق حيث إنها لم تسلم من تجمعات المياه الأمطار عليها ولكنها لم تصل إلى حد السيول، كما تم تحويل القادمين من مكة المكرمة إلى كبري الخير وشارع الفلاح للتخفيف عن طريق الحرمين.
وقال إن حي غليل عند مقر شركة الهاتف أعاق مرور سيلاً آخر، مشيرا إلى أن الشوارع مقفلة بسبب المياه الراكدة في أغلب الشوارع وخاصة طريق الملك فهد الذي أصبح المرور فيه بطيئا جدا لارتفاع منسوب المياه فيه.
ومن جهته قال مساعد مرور جدة العقيد حامد الرقيب إن هناك فقط 3 حوادث سير نظرا لبطء حركة المرور ونقوم الآن بجهود كبيرة لفك اشتباكات الطرق لتسيير الشوارع المتوقفة إلى ذلك أوضح مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبد الله مشبب الأجهر أن ارتفاع منسوب مياه الأمطار في حي الكندرة تسبب إلى إيقاف الكهرباء عن المركز الرئيسي لاتصالات الخطوط السعودية بالكندرة، وتبعا لذلك توقفت جميع الاتصالات وعمليات الحجز الإلكترونية والترحيل الآلي وتم تحويل المكالمات للرياض والدمام والمدينة المنورة، كما بدأ العمل بالمطارات بالطريقة اليدوية.