لم يكن "السادس عشر من نوفمبر / تشرين الثاني" لعام "2003" يوما عاديا للسيد
"خورخي ميسي" وهو بنفسه يتحدث عن ذلك إذ يقول : "في الحقيقة كان ذلك بمثابة حلم ,
كنا نعتقد أنه توجه إلى هناك ليرافق الفريق فقط لأن العديد من اللاعبين الشباب كانوا
قد رافقوا الفريق الأول في رحلته , لم يخطر ببالنا انه كان سيحصل على فرصته للعب ,
بدأت العائلة بالبكاء عندما شاهدنا ( ميسي ) يدخل إلى أرض الملعب , كان ذلك بمثابة الجزاء
العادل لسنوات طويلة من التضحية قدمها ( ليونيل) في جوء تام من الهدوء و بعيداً عن الأضواء"
ميسي بديلا لنافارو في أول ظهور له بقميص البارسا !!
حدث ذلك في إحدى أمسيات بطولة الـ "Champions" في خريف عام "2003" ,
فالملايين حول العالم و خمسة و خمسون ألفاً آخرون إحتشدو في ملعب "التنين"
الخاص بنادي "بورتو" البرتغالي شاهدوا مشاركة "ليونيل ميسي" الأولى في لقاء للفريق
الأول عندما دخل بديلا للاعب "نافارو" ( الظهير الأيسر الحالي لنادي اشبيلية ) , حيث خاض
"ليونيل أندريس ميسي" دقائقه الأولى برفقة نجوم كبار آخرين في تتويج لقصة شخصية كانت
قد بدأت قبل ذلك بستة عشر عام في مدينة "روساريو دي لا في" الأرجنتينية و تحديداً في
المستشفى الإيطالي في المدينة في "السابع و العشرين من يونيو / حزريران" من عام 1987.
طفل مشاكس يتفادى الخسارة بكل الوسائل ...!!
تقول السيدة "سيسيليا كوشيتيني" عن طفولة إبنها : "كان مشاكساً للغاية في المنزل ,
لقد عرفه الجميع كذلك" , و تتابع "سيسيليا" :" لم يكن احد يرغب على سبيل المثال
في ممارسة العاب الورق مع ( ميسي ) لأنه الجميع كان يعرف ان الصغير سيقوم بالغش
عاجلا أو آجلا" , و في نفس السياق يتحدث "خورخي" والد "ميسي" :"لم يكن يعرف الخسارة ,
كان يقوم بكل شيء لتفاديها فهاجسه الوحيد كان حب الفوز بكل شيء , إذا احس بأنه
سيخسر في لعبة الورق فقد كان ينثر الاوراق و ينهي اللعبة بذلك" .
مدرسة "لاس هيراس" كانت أولى المعاهد التعليمية التي التحق بها "ميسي" ,
و هنالك تتحدث احدى معلماته و تدعى "مونيكا دومينا" لتؤكد معلومات والدي "المحبوب":
"لقد كان مشاكساً للغاية , على الرغم من انه كان يصر دائما على عمل ما يحلو له فإن
الجميع كان يحبه" , كان "ميسي" يكره المدرسة بشكل كبير و يفضل الخروج لركل الكرة
في باحة المدرسة على الجلوس في الصف "قاعة جابرييلا ميسترال" تحت إمرة المعلمة
"ديانا فيراتو" , وتؤكد والدة "البرغوث" أنه كان يرفض الذهاب إلى المدرسة و تضطر
وقتها لاخراجه بالقوة من البيت و اغلاق الباب و تركه في الخارج لتركه بدون خيار آخر،
و هو ما كان يرد عليه ميسي بالقاء الحجارة على ابواب و نوافذ المنزل فتهدده والدته بأنه
ستشكو أمره لوالده , لم يكن الصغير يبالي بالتهديدات فقد طغى كرهه للمدرسة و التعليم
على كل شيء .
ميسي طالبا "للعلم"؟؟ في مدرسة لاس هيراس
ومع ذلك كله كان "ميسي" في المدرسة محبوبا من الجميع , حيث تقول السيدة "فيراتو":
"في العام الأخير لـ ( ليو ) في المدرسة و عندما حان موعد التقاط صورة الطلاب الخريجين
فقد اختار زملائه وضعه في المنتصف , كانوا يعاملونه كالأمير و هو ما يعزى إلى مهاراته في
ملاعبة الكرة و التفنن بها و هي المزايا التي جلعته قائدا للصغار الذي كانوا يحبون لعب الكرة
برفقته".
الدرجة النهائية التي حصل عليها ميسي في تلك المدرسة كانت "7 من 10" , وهي علامة
جيدة كما تقول السيدة "فيراتو" ، و لكن كيف لطفل يكره المدرسة و يسيطر عليه حب الكرة
ان يحصل على مثل تلك الدرجات ؟!! لم يتمكن أحد عام "1993" من الاجابة على هذا السؤال
سواءً والدي "ميسي" ولا حتى معلميه ، لأن السر كان محصوراً بين اثنين فقط : "ليونيل ميسي"
و زميلته على مقاعد الدراسة "ثينتيو أريانو" , حيث كان "البرغوث" و "ثينتيا" صديقين
حميمين خلال مرحلة الطفولة و هو ما يعزى إلى صداقة ربطت بين والدتيهما اللتان تزامنتا في
فترة حملهما بالصغيرين ووضعتاهما في نفس الفترة تقريباً , لذا لماذا لا ندع نفس "ثينتيا" بشحمها
و لحمها تكشف لنا بعد "16 عاماً" عن ذلك السر ؟!! فهاهي تقول : "كنت أتفق مع ( ميسي )
على ان يجلس أمامي أو خلفي , و الغش في الاختبارات كان يتم بطريقتين : إما أن اكتب له
الاجابات على المسطرة أو الممحاة و اعطيها له بعد ان يطلبها مني بحجة رغبته في محو اجابة
ما و ذلك من اجل ابعاد الشكوك عن المعلمة ، أو تناقل الاجابات عبر طريقة الضرب بالقدم
على الكرسي" .
العالمان ليونيل ميسي و ثينتيا أماريو،، جائزة نوبل في "الغش و البراشيم" !!
بداية التألق و صدفة بحتة وراء الطفل المعجزة !!!
في نفس حي "لاس هيراس" و على بعد امتار من المدرسة كان يعيش "ليونيل ميسي"
برفقة والديه و شقيقيه "ماتياس" و "رودريغو" اللذان يكبرانه سناً , لا يوجد شارع في الحي
لم يشهد سكانه "ميسي" و هو يركل الكرة فيه يوما ما , يتذكره الجميع كمان لو كان قد غادر
إلى "برشلونة" يوم أمس , حيث تقول جدة "ثينتيا" عن ذلك :"كيف لن أتذكر ذلك ؟ كان صغيراً
لدرجة إنه لم يكن قادراً على المشي بعد إلا أنه كان يركل الكرة طول اليوم" , أما "والتر باريرا"
صديق "ميسي" في المدرسة آنذاك يضيف من جهته : "عندما كان يغيب عن المدرسة لسبب
ما و يأتي لمنزلي ليطلب مني قائمة بالواجبات التي كانت المعلمات قد طلبتها منا ذلك اليوم
فإنه كان يحضر دائما و هو يركل الكرة" .
وبدوره يؤكد والد "ميسي" أن العائلة بدأت للانتباه إلى مهارته في لعب الكرة عندما لم يكن
يتجاوز بعد عامه الخامس , حيث كانت الجدة تصطحب "رودريغو" و "ماتياس" للعب الكرة في
فريق "غراندولي" الذي كان يمثل الحي ، وكان "ميسي" يتعلق بيد الجدة للذهاب معهم و
هو ما كان يحصل عليه على الرغم من أن الواجبات المدرسية كانت الضحية في كل مرة ,
وعن ذلك يعلق أخيه "ماتياس" الشقيق الاكبر له : "كان يرافقنا إلى ملعب ( غراندولي )
في كل مرة كنا نذهب بها إلى التمرين , أي أيام الاثنين و الاربعاء و الجمعة من كل أسبوع".
علم فريق غراندولي،، النادي الذي كشف العالم بفضله موهبة "البرغوث" !!
كانت السيدة "ثيليا" جدة "ميسي" ذات أثر كبير على حياة أفضل لاعب في العالم اليوم ,
بالإضافة لمرافقته لها إلى الملعب ثلاث مرات كل أسبوع فقد كانت ملهمته على الصعيد
النفسي , كان "ميسي" و بشهادة جميع أفراد العائلة و بشهادة السيد "ألبرتو أريانو"
والدة صديقة "ميسي" في المدرسة و رفيقته في "الغش" شديد التأثير بالجدة و هو ما
تمثل بمصاحبتها في اغلب الاوقات ، عندما كانت الكرة بعيدة عن قدمه بالطبع ، و بحديثه
لها عن شغفه بكرة القدم و طموحاته و احلامه , وتؤكد والدة ميسي ان إبنها كان يهاتف جدته
يوميا من مدينة "برشلونة" للحديث بها عن كل ما كان يحصل معه في المدينة التي ستنحني بعد
ذلك بجميع قاطنيها عند اقدامه , وعلى الرغم من ان السيدة "ثيليا" لم تحيا لتشهد حفيدها و
هو يتربع على عرش الكرة العالمية بلا منازع ، إلا أن ذكراها ما زالت حاضرة بالطبع في قلب
حفيدها، القلب الذي سجل قبل أسابيع قليلة الهدف جعل من البلوغرانا بطلا لـ "أندية العالم"
و اول فريق يحصل على ست بطولات في موسم واحد .
البرغوث برفقة جدته و أمه !!
في احد الأيام التي رافق بها "ميسي" ، و كما جرت العادة شقيقيه والجدة إلى ملعب
"غراندولي" حدث ما لم يكن في الحسبان , فعلى الرغم من معارضة والده بسبب البنية
الضعيفة لصاحب الاربعة أعوام و نصف ، صدفة بحته فقط كانت من دفعت بـ "ميسي"
لممارسة الكرة تحت ناظري العديد من الحضور و بفضل السيد "سالفادور أباريثيو"
وهو اول من أطلق على "ميسي" لقب "لا بولغا" أي "البرغوث". خريف
عام 1991 كان موعد انطلاقة الاسطورة و شاهدا على اليوم الذي اكتشف فيه ابناء
مدينة "روساريو" معجزة كروية جديدة في الوقت الذي كان فيه "مارادونا" فقط هو
عشق الجماهير . ماذا حصل لكي يقع الخيار على الصغير الذي كان يركل كرة تنس على
جانب الملعب ليشارك الكبار في اللعب ضد فريق "الدبابة الصغيرة"؟ و ما دور جدته
في تلك الأمسية؟؟
يتبع ،،،،،