تحذيرات من ذوبان جليد القطب الشمالي قبل اوانه بـ 30 عاماً

لندن صحيفة تشرين الصفحة الاولى السبت 25 تشرين الأول 2008 اعتبر صندوق الحياة البرية Wwf أن تأثيرات التغيرات المناخية باتت أسرع مما كانت عليه من قبل، مؤكداً أن المخاطر التي حذرت منها تقارير دولية سابقة، ومن بينها ذوبان جليد القطب الشمالي، ستأتي قبل أوانها بنحو ثلاثين عاماً. وأشارت Cnn إلى أن صندوق الحياة البرية اعتبر التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الحكومية المعنية بالتغيرات المناخية Ipcc عام 2007 «مستهاناً به» وقال: إن التغييرات باتت أسرع، وأقوى وأقرب للحدوث مما كانت متوقعة من قبل لجنة Ipcc. ‏ وذكر تقرير Wwf أن الاحتباس الحراري الذي تشهده الأرض بدأ يسير بسرعة أكبر من التوقعات الصادرة عن Ipcc، والدليل الأكبر هو ابتداء اختفاء الجليد عن سطح عدد من المحيطات كمحيط القطب الشمالي قبل الأوان. ‏ ومن المتوقع ذوبان الجليد كلياً في تلك المناطق خلال فصول الصيف، مابين عامي 2013 ـ 2040، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ مليون سنة. ‏ وقالت الباحثة الجغرافية التي قامت بإعداد التقرير، تينا تين: إن ذوبان الجليد بدأ قبل الأوان بشكل كبير، وأنا أرجع السبب إلى التقارير الإيجابية بشأن البيئة التي دفعت إلى التراخي بشكل سريع». ‏ ويرجع السبب للذوبان الحاصل في محيط القطب الشمالي إلى حلقة مفرغة من العوامل الحرارية، ففي حين تعتبر الأسطح الثلجية البيضاء عاملاً أساسياً في المحافظة على التوازن الحراري، تعمل حرارة باطن الأرض على إذابة هذه الأسطح وبالتالي يصبح البحر أكثر عرضة للحرارة، ما يزيد من حرارة الأرض، الذي يعود بدوره ليصبح سبباً لإذابة الاسطح البيضاء. ‏ ومن المتوقع ان يرتفع مستوى سطح البحر إلى ضعف ما جاء في تقرير Ipcc، الذي توقع زيادة تبلغ حوالي 0.59 متر حتى نهاية القرن، وهو الأمر الذي قد يضع سكان المناطق الساحلية تحت خطر كبير. ‏ وقالت تين: إن دراسة أخرى تبحث في التغييرات الحاصلة في القارة القطبية الجنوبية «انتراكتيكا» ستكون متوافرة خلال السنة القادمة، عندما يقوم المجلس العلمي لأبحاث القطب الجنوبي بنشر نتائج دراساته. ‏ ومن المخطط نشر هذه النتائج تحت اسم «التغير المناخي في القطب الجنوبي والبيئة»، الذي يتوقع أن يكشف عن المزيد من الحقائق المناخية وأثرها على القارة. ‏ وقالت تين: على الرغم من أن بعض المناطق في القطب الجنوبي لا تشهد تزايداً حرارياً، بل على العكس قد تشهد عمليات تبريد، إلا أن شبه جزيرة القطب الجنوبي تعتبر من أكثر مناطق العالم التي تشهد تزايداً سريعاً في درجات الحرارة. ‏ وانتقلت هذه التأثيرات إلى موارد أخرى في العالم، حيث أشارت التقارير الصادرة عن منظمة الانتاج العالمي للغذاء إلى تضاؤل عدد مزارع القمح والذرة والشعير خلال الأشهر القليلة الماضية. ‏ كما أشارت التقارير الصادرة عن الصندوق إلى أن التأثيرات البيئية سيكون لها تأثير على مستعمرات البطريق الموجودة في قارة انتراكتيكا. ‏ وتشهد درجات الحرارة في بحر البلطيق ارتفاعاً ملحوظاً لم تشهده منذ بدء عمليات المتابعة البيئية، كما يشهد البحر الأبيض المتوسط معدلات جفاف متزايدة.