يبدو أن الدراسة الجديدة التي قدمها فريق من جامعة ستوكهولم ستغير مسار النقاش الدائر حول ارتفاع درجة حرارة الأرض.
فقد أثبت الفريق أن القرنين الحادي عشر والثاني عشر شهدا ارتفاعاً مشابهاً في درجتها كالذي نشهده اليوم.
ومما يعنيه ذلك أن النظرية القائلة بأن حرارة الأرض في ارتفاع مستمر بسبب التغيرات التي يحدثها الإنسان على البيئة أصبحت في حاجة إلى مراجعة. ويقترح العلماء أن دور العوامل الطبيعية المؤدية إلى تغير درجات الحرارة أكبر بكثير من دور التغيرات التي يحدثها الإنسان.
وفي دراستهم المنشورة في العدد الجديد من مجلة العلوم الطبيعة الأمريكية "Nature" قام فريق جامعة ستوكهولم بدراسة تراكمات المحيطات وطبقات الجليد وحلقات جذوع الأشجار، وهي مصادر لا تزال تحتفظ بمعلومات وفيرة عن الظروف المناخية قبل مئات السنين.
على سبيل المثال يمكن تقدير عمر الشجرة من عدد الحلقات الموجودة في جذعها، ومن سماكة الحلقات يمكن معرفة درجة الحرارة في ذلك العام.
وقد أظهرت نتائج أبحاث الفريق السويدي أن درجات الحرارة كانت متأرجحة خلال القرون العشرة الماضية.
وعليه فإن مستواها قبل 8 قرون اقترب منه قبل خمسة عشر عاماً. وجاء الرسم البياني لدراسة الفريق السويدي مخالفاً لعصى الهوكي السابقة.
وبذلك ظهرت نظرية جديدة مخالفة لنظرية العالم مايكل مان. أما خلاصتها فتقول إن تأثير عوامل طبيعية مثل عدم انتظام النشاط الشمسي تفوق بكثير تأثير نشاطات الإنسان.
وسبق هذه الدراسة بحث من العالم الألماني هانس فون شتورش وفريقه تناولا فيه الأخطاء التي سقط فيها مايكل مان وجماعته، وانتقد البحث الذي نشرته مجلة البحوث العلمية الشهيرة "Science".
قلة المعلومات التي اعتمد عليها فريق مان، والتي أدت إلى نتيجة غير دقيقة أخفت التأرجحات الحرارية في الفترات الزمنية السابقة.
كما أوضح أن هناك خطأً في تصميم البرنامج الذي اعتمد عليه فريق مان في تقييم النتائج الميدانية التي جمعها، فقد حلل فريق شتورش نتائج فريق مان باستخدام طريقة إحصائية أخرى أظهرت نتائج مختلفة عن تلك التي انتهى إليها فريق مان.
إن نتيجة أبحاث الفريق السويدي والفريق الألماني وغيرهما لا تنفي حدوث ارتفاع في درجات الحرارة حالياً، لكنها تحذر من أن الفهم الخاطئ لأسبابه يؤدي إلى نتائج مضللة. وربما أدت توقعات درجات الحرارة في الفترة القادمة إلى نتيجة مفادها أنها آخذة بالانخفاض على كوكبنا.
ومما يعنيه ذلك حسب نظرية عصا الهوكي أن المشكلة قد انتهت ودرجة حرارة الأرض تعود إلى طبيعتها، وبذلك يتم إهمال العوامل الطبيعية الأكثر تأثيراً على درجات الحرارة ويصبح تحليلنا للمشكلة خاطئ بشكل كبير.
كذلك يتفق العلماء على أن خطر غاز ثاني أكسيد الكربون لا يزال قائماً، فزيادة نسبتة تسهم بلا شك في رفع درجة الحرارة وتتسبب في ظاهرتي الاحتباس الحراري والأمطار الحمضية.