أقسام الشرك ثلاثة :
شرك أكبر
شرك أصغر
شرك خفي
فالشرك الأكبر يوجب : حبوط العمل ، والخلود في النار ، كما قال تعالى : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال سبحانه : مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ .
وأن من مات عليه فلن يغفر الله له ، والجنة عليه حرام ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ . وقال سبحانه : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ . ومن أنواعه : دعاء الأموات والأصنام ، والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، والذبح لهم ، ونحو ذلك .
أما الشرك الأصغر : فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركا ، لكنه ليس من جنس الشرك الأكبر : كالرياء في بعض الأعمال ، والحلف بغير الله ، وقول ما شاء الله وشاء فلان ، ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال : الرياء رواه الإمام أحمد والطبراني ، والبيهقي ، عن محمود بن لبيد الأنصاري - رضي الله عنه- بإسناد جيد ، ورواه الطبراني بأسانيد جيدة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله صلى الله عليه وسلم : من حلف بشيء دون الله فقد أشرك رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- ، ورواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ، وقوله صلى الله عليه وسلم : لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه .
وهذا النوع لا يوجب الردة ، ولا يوجب الخلود في النار ، ولكنه ينافي كمال التوحيد .
أما النوع الثالث : وهو الشرك الخفي : فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا : بلى . قال : الشرك الخفي . . . يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته ، لما يرى من نظر الرجل إليه رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه .
ويجوز أن يُقسم الشرك إلى نوعين فقط : أكبر وأصغر .
أما الشرك الخفي فإنه يعمهما . فيقع في الأكبر كشرك المنافقين لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة ، ويتظاهرون بالإسلام رياء وخوفا على أنفسهم . ويكون في الشرك الأصغر كالرياء كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم وحديث أبي سعيد المذكور