"خطأ الأرصاد" يتوارى خلف المفاجأة بحلول الزائر الأبيض

ملفي الشخصي · [ **02-16-2010** ]

نشر: 23/1/2008 الساعة .GMT+2 ) 01:22 a.m ) |

منقول من جريده الغد

ماجد توبة

عمان - أخطأت دائرة الأرصاد الجوية أول من أمس في توقعاتها لحالة الجو في المملكة ليوم أمس، ما أثار تندر المواطنين ومذيعي الإذاعات المحلية.

لكن خطأ تنبؤات الأرصاد لم يطغ لدى المواطنين على شعور "المفاجأة الجميلة" بحلول الضيف الأبيض، زائرا يثير الحبور في المناطق والمدن الصحراوية وشبه الصحراوية، التي لم تعتد على رؤية الثلوج بين أزقتها وشوارعها.

كانت الصورة في "ثلجة أمس المفاجئة" مناقضة إلى حد بعيد لما اعتادته مناطق الأردن وجغرافيته، فالزرقاء والرصيفة والمفرق والقطرانة ومناطق واسعة من البادية الشرقية اكتست، إلى جانب مناطق واسعة من عمان، منذ ساعات الصباح الباكر بالأبيض وعلى غير عادتها، في حين اكتفت مناطق مرتفعة عديدة كعجلون وجرش والكرك والطفيلة بالأمطار الغزيرة، وبعضها بقليل من الثلوج، بحسب نشرة الأرصاد الجوية.

وتستذكر أم احمد، التي تقطن حي رمزي بالزرقاء، رؤيتها للثلج في مدينتها شبه الصحراوية خلال شتاء العام 2001 وقبلها في "الثلجة الكبيرة" عام 1991.

وتقول "الحمد لله ثلج وأمطار خير، وإنشاء الله ترخص الخُضرا شوي". وعلى بعد 40 كم شرق الزرقاء، أي في المفرق، ذات المناخ الصحراوي، كانت الثلوج أشد غزارة وقوة.

وجاء هطول الثلوج والأمطار الغزيرة أمس بعد محْل شبه تام طبع أربعينية الشتاء الحالي، ما أحيا الأمل بموسم مطري أخضر ينعش الأرض ويملأ السدود، ويعالج نسبيا آثار الجفاف وموجة الصقيع التي ضربت مناطق واسعة في المملكة على مدى الأسبوعين الماضيين، ودمرت آلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية، الأمر الذي يتوقع معه ارتفاع أسعار الخضار والفواكه على المستهلك.

وعبر عدد من المسؤولين في وزارتي المياه والري والزراعة عن تفاؤلهم بتساقط الثلوج والأمطار، التي يتوقع لها أن تستمر حتى الخميس، وقالوا إنها تبشر بموسم زراعي ومطري جيد يؤثر إيجابا على المخزون المائي ونمو المراعي.

وكان لافتا تساقط الثلوج في مناطق البادية الوسطى أمس، حيث عمت مناطق سحاب والموقر والقطرانة وزيزيا والمناطق المحيطة بالخط الصحراوي الذي يربط عمان بجنوب المملكة. كما اكتست مناطق البادية الشمالية بالأبيض مع هطول الثلوج في معظم مناطق محافظة المفرق، وخصوصا الغربية كقضاءي ارحاب وبلعما.

كما تساقطت الثلوج بغزارة في مختلف مناطق محافظة الزرقاء خاصة الغربية منها، في حين سجل في محافظة مادبا تساقط الثلوج والأمطار.

وفي حين تساقط الثلج لعدة ساعات في العاصمة عمان وعجلون وجرش منذ ساعات الصباح الباكر، اتسع تأثير المنخفض الجوي، القادم على غير العادة، من الشرق ليصل محافظة إربد أقصى الشمال عند المساء، ولتتساقط معه الثلوج، كان أغزرها في لواء المزار الشمالي.

مفاجأة تساقط الثلوج في المناطق الشرقية والصحراوية في المملكة كان سبقها تساقط ثلوج غير عادي الأسبوع الماضي في المنطقة الشرقية بالسعودية وبعض دول الخليج العربي، التي تتميز بمناخ جاف وحار ولا تعرف الثلوج في الغالب.

كذلك سجل هطول الثلوج في بغداد ومناطق واسعة من العراق قبل أسبوعين لأول مرة منذ العام 1914.

إلى ذلك، أخذت المفاجأة أمس دائرة الأرصاد الجوية التي لم تتنبأ أول من أمس بتساقط الثلوج ولا الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق واسعة في المملكة أمس، حيث كانت نشرة الأرصاد أول من أمس تتوقع جوا غائما إلى غائم جزئي مع سقوط أمطار مصحوبة بالرعد والبرد.

وعلل مدير عام دائرة الأرصاد الجوية عبد الرحيم أبو هزيم في تصريح لـ "الغد" عدم تنبؤ دائرته بتساقط الثلوج بأن "حالة عدم الاستقرار الجوي التي سادت أمس تعد حالة نادرة الحدوث، وأنها نتجت عن التقاء منخفضين جويين، الأول هو امتداد لمنخفض البحر الأحمر القادم من الشرق، بخلاف أغلب المنخفضات القادمة من الغرب عادة، وصحبه منخفض حوض هوائي علوي بارد في طبقات الجو العليا ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي وتساقط الثلوج".

كما أعاد أبو هزيم عدم التوقع بسقوط الثلوج إلى أن "حالة عدم الاستقرار الجوي ترافقت مع ارتفاع درجات الحرارة العظمى".