كان مألوفا لدى النقاد الرياضيين ذلك الخلاف بين جماهير الكرة بشأن محبة هذا الفريق أو ذاك، ومحليا ما يزال جمهور الكرة منقسما في محبته لفريقي الوحدات والفيصلي، باعتبارهما الفريقين الكبيرين والمتنافسين التقليديين على ألقاب البطولات المحلية، فعرفا مطولا بـ"القطبين" وذاعت شهرتهما على الصعيدين العربي والآسيوي على مدار العقود الثلاثة الاخيرة، من دون إغفال وجود فرق أخرى حظيت بتشجيع طيب، ولعل فريق الرمثا يشكل حالة لا بأس بها من الالتفات الجماهيري حوله، لا سيما عندما كان يظهر في حال تنافسي طيب.
وإذا كانت كثير من جماهير الوحدات والفيصلي قد "صنفت" الاعلاميين في مرات عدة وفق "أهواء الجماهير النادوية"، وتعاملت بـ"العاطفة قبل المنطق" مع ما يكتب هنا وهناك، فإن تلك الجماهير نقلت "الحالة المحلية" وأسقطتها على "الحالة الاسبانية"، وانقسمت تلك الجماهير في تشجيعها لفريقي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، بل إن جمهور ذات الفريق المحلي انقسم على نفسه بين مؤيد لـ"المدريدي أو البرشا".
ولم تعد مشكلة الاعلاميين محصورة في أنهم محسوبون على الفيصلي أو الوحدات، بل امتدت "التهمة" الى "العشق الاسباني"، ولعل من الطريف والغريب في آن واحد، أن يصل عشق ريال مدريد أو برشلونة الى حد "التعصب الاعمى"، الذي يرفض فيه البعض "منطق الحوار" ويصر على أن برشلونة أو ريال مدريد هو الافضل، وأن من لا يعشق فريقه المفضل هو بمثابة "الخائن"، كما نعت النجم البرتغالي فيغو عندما ارتدى قميص ريال مدريد بعد أن خلع قميص برشلونة.
ومن يتجول في المقاهي الشعبية والحديثة في مدن المملكة؛ لا سيما العاصمة، يدرك حقيقة تلك المحبة والعشق اللذين يحظى بهما الفريقان الاسبانيان لدى جمهور الرياضة الاردنية، وطالما حدثت مناكفات ومشاجرات بين الشبان على خلفية تعليق بشأن هذا الفريق أو ذاك، بل إن بعض قراء "الغد" الكرام كانوا يتصلون بالدائرة الرياضية ويعبرون عن آرائهم بشأن مادة صحافية منشورة أو عنوان وجدوا فيه ميولا نحو "البرشا أو المدريدي".
ولعل "سحر" أداء الفريقين الاسبانيين وهما يزخران بنجوم بوزن رونالدو وكاكا وكسافي وميسي وانيستا وابراهيموفيتش وآخرين، جعل تلك الجماهير تنجذب إليهما وتختلف بشأنهما.
اليوم ريال مدريد يتصدر الدوري الاسباني بفارق الاهداف عن برشلونة بعد أن تساويا بالنقاط، رغم أن برشلونة فاز في لقاء الذهاب بهدف ابراهيموفيتش، ورغم أن التعليمات لا تحسم الصراع على لقب الدوري بفارق الاهداف في نهاية المطاف قبل اللجوء الى نتيجة المواجهتين المباشرتين.
يوم 11 نيسان (ابريل) المقبل سيكون موعدا للقاء الرد بين الفريقين، حيث سيحل برشلونة ضيفا على ريال مدريد، وفي اليوم التالي ستشهد بطولة الدوري المحلي مواجهة القمة التقليدية بين الوحدات والفيصلي، وستكون مفارقة عجيبة عندما تتوحد مشاعر الجماهير صوب الفريق المحلي، بعد أن تكون قد تفرقت في تشجيعها لبرشلونة أو ريال مدريد.
أول من أمس، ودع ريال مدريد "أبطال أوروبا" بإخفاق كبير على يد ليون الفرنسي، وبرشلونة يستعد في الاسبوع المقبل لمواجهة شتوتغارت الالماني، بعد أن تعادلا ذهابا 1-1، فهل يعوض برشلونة إخفاقة مواطنه اللدود