حقق برشلونة فوزاً جديداً وذلك على حساب مضيفه ريال سرقسطة بثلاثة أهداف نظيفة من توقيع ساحره ليونيل ميسي في المباراة التي أقيمت بين الفريقين على ملعب "لا روماريدا" ضمن ختام الأسبوع الـ27 من الليجا ليواصل البرسا مشاركته لريال مدريد في صدارة الترتيب.
لم ينتظر برشلونة كثيراً ليفتتح النتيجة، فمن هجمة منظمة في الدقيقة 4 وتبادل طويل للكرات وصلت الكرة بشكل خاطئ لظهير سرقسطة الأيمن ديوجو الذي يبدو وأنه تعاطف مع الهجمة فأعادها بسذاجة للاعبي البرسا لتصل الكرة مرة أخرى إلى بيدرو الذي لعبها عرضية دقيقة على رأس ميسي الذي لعبها على يمين الحارس المعار من أتلتيكو مدريد روبيرتو وعكس إتجاهه.
كاد برشلونة أن يضاعف من غلته بلعبة كعب جميلة من مدافع سرقسطة الأسبق جيرارد بيكيه في الدقيقة الـ7 لكن روبيرتو أمسك بالكرة قبل أن يضيع سرقسطة أخطر فرصه في الدقيقة 17 إثر إنفراد تام من إليسو لكن تباطؤه المبالغ فيه وتدخل بارع من داني ألفيش أخرج إلى ركنية.
عاد برشلونة ليهدد مرمى مضيفه في الدقيقة 23 بعد لعبة واحد اثنان بين ماكسويل وبيدرو وصلت للظهير البرازيلي الذي لعبها عرضية قوية طار عليها يحيى توريه بقدمه لكنه لم يستطع السيطرة على الكرة أمام المرمى الخالي.
ولاحت فرصة خطيرة جديدة لزلاتان إبراهيموفيتش الذي كاد أن يكسر صيامه الطويل بعد أن حول ركنية برأسه على يمين روبيرتو لكن الكرة مرت بجوار بالقائم بياردة وحيدة تقريباً.
في العشر دقائق الأخيرة بدا وأن سرقسطة قادر على تهديد مرمى البرسا بشكل أكبر لكن فرصه استمرت خجولة وربما تكون أبرزها تلك الكرة التي أتيحت لإليسو للتسديد من داخل المنطقة في الدقيقة 36 لكن الأعسر سددها بيمناه فأطاح بها في السماء لينتهي الشوط الأول بتقدم برشلونة بهدف نظيف.
الشوط الثاني بدأ بهجوم من ريال سرقسطة وسط سلسلة من الركنيات التي انتهت موجتها بهجمة مرتدة خطيرة من برشلونة في الدقيقة 53 وصلت لبيدرو الذي تباطأ في إرسال يحيى توريه إلى إنفراد وفضل التمرير لإبرا فمررها السويدي بدوره إلى توريه الذي لعبها بيسراه من وضعية غير مريحة فوق العارضة.
في الدقيقة 56 طالب بيدرو بالحصول على ركلة جزاء لكن وضح من الإعادة أن التدخل من المدافع الإيطالي كونتيني كان شرعياً وأن قرار الحكم كان صحيحاً.
بدا وأن سرقسطة يفتقد في أكثر من مرة للدقة في نقل الكرة من وضعية الدفاع للهجوم، فدائماً ما تكون الكرة الطويلة في عمق الدفاع طويلة بعض الشيء، لكن إحداها نجحت في الدقيقة 59 بعد تحرك مميز من إليسو الذي استدار بالكرة وهيأها للبديل أنخيل لافيتا لكن الأخير أطاح بها بعيداً عن المرمى.
بدأنا نشاهد سرقسطة خطيراً في الهجمات المرتدة لكن الفاعلية الحقيقية كانت من رجل واحد اسمه ليونيل ميسي الذي تكفل بالهدف الثاني أيضاً في الدقيقة 66 بطريقة مارادونية مذهلة بعد أن راوغ ثلاثة لاعبين من سرقسطة ووضعها على يسار روبيرتو الذي وقف معجباً بالكرة.
بعدها بدقيقتين طالب لاعبو سرقسطة بركلة جزاء بعد لمس الكرة ليد في لقطة لم تكن واضحة بشكل قاطع ما إذا كانت ركلة جزاء من عدمها والحكم فيها صعب للغاية.
قام بيب جوارديولا بتغييرين في قلبي الدفاع بإخراج مدافعي سرقسطة السابقين ميليتو وبيكيه وأشرك بويول وماركيز، وما بين هذا التغيير وذاك لاحت لبرشلونة فرصتين في الدقيقتين 70 و71 لبيدرو وميسي لكن روبيرتو تصدى للكرتين.
قرر إبرا أن يكون بطلاً "سلبياً" في إنتظار جلد صحف برشلونة ومدريد على حد سواء وذلك بعد أن أضاع فرصة هائلة في الدقيقة 77 بعد أن أهداه بيدرو كرة أمام المرمى الخالي لكن السويدي وضعها بغرابة بجانب القائم.
وبينما كان إبرا يندب حظه ويكلم نفسه واصل ميسي هوايته الجديد بإحراز الثلاثيات بعد أن أحرز هدفه الثالث في الدقيقة 78 بعد تمريرة متبادلة بينه وبين البديل إنيستا هيأها الأرجنتيني لنفسه وسددها من على خط منطقة الجزاء على يسار روبيرتو ليرفع الأرجنتيني رصيده إلى 25 هدف في صدارة الهدافين.
هدأ نسق المباراة قليلاً لكنه عاد للسخونة بعد أن أهدى ميسي زميله إبرا كرة سهلة في الدقيقة 84 جديدة لكن السويدي أضاع الإنفراد من جديد بعد أن سدد الكرة بيسراه في السماء.
ويبدو أنه كلما أضاع إبرا كرة اهتزت الشباك مجدداً، لكن هذه المرة كانت لسرقسطة وذلك بعد كرة طويلة من كونتيني خلف " البديل السرحان" رفائيل ماركيز لينفرد "البديل المستفيق" أدريان كولونجا ويضعها بيسراه على يسار فيكتور فالديس.
مرة ثالثة أضاع إبرا كرة أخرى بعدها بدقيقة لكن من وضعية أصعب ولسان حاله هو أخرجوني من هذا الملعب الملعون حالاً خصوصاً بعد أن واصل كونتيني إبداعه في الكرات الطويلة خلف المدافعين وهذه الكرة كانت مع بويول لكن مع نفس اللاعب كولونجا الذي وضعها هذه المرة بيمناه على يمين فالديس لتشتعل المدرجات في الدقيقة 89
لكن من غيره جاء ليطفئها مجدداً ؟ لم ينتظر ميسي كثيراً ليراوغ بونزيو ثم الأرجنتيني كونتيني الذي جذبه من قميصه ليسقط مواطنه القصير على الأرض ويحتسب الحكم ركلة جزاء انبرى لها إبرا الذي أحرزها هذه المرة منهياً صيامه وسلسلة فرصه الضائعة في الدقيقة 92 لينهي البرسا المباراة فائزاً بأربعة أهداف مقابل هدفين ويرفع رصيده إلى 68 نقطة في المركز الأول مناصفة مع الريال بينما بقى رصيد ريال سرقسطة عن النقطة 26 في المركز الـ17.