مباراة مثيرة ورائعة استمتع بها كل من شاهدها...
آلت قمة آرسنال وضيفه برشلونة إلى التعادل الإيجابي 2/2 في المباراة التي أقيمت بين الفريقين في جولة الذهاب من الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا وهي القمة التي بدأت كتلونية بهدفين لزلاتان إبراهيموفيتش في الدقيقتين 49 و54 قبل أن يعادل آرسنال النتيجة بهدفي والكوت في الدقيقة 69 وفابريجاس في الدقيقة 85 من علامة الجزاء.
العشر دقائق الأولى أشعرتنا وكأننا في قلب كتلونيا بعد الهجوم الضاري الذي شنه حامل اللقب على أصحاب الأرض فأضاع ميسي وبوسكيتس فرصتين خطيرتين تصدى لهما ألمونيا ومرتا برداً وسلاماً على عشاق المدفعجية.
ثم عاد إبرا ليضيع فرصتين خطيرتين لا يمكن للأولى أن تضيع من على بعد 4 ياردات لكن السويدي "المتسلل" أطاح بها فوق العارضة ثم سدد كرة من الجبهة اليمنى لمست الشباك من الخارج.
لكن كل هذا لم يكن يساوي شيئاً أمام فرصة رباعية هائلة للبرسا في الدقيقة 14 تألق فيها وتعملق الحارس ألمونيا بعد أن تصدى لإنفراد إبرا ثم لتسديدة تشافي التي لعبها من على بعد 10 ياردات قبل أن يتكفل أليكساندر سونج بإخراج الكرة الثالثة والرابعة لتمر بالكاد أسوأ ربع ساعة يمكن أن يتخيلها آرسن فينجر.
لكن ذلك لم يكن سوى البداية فاستمر برشلونة مسيطراً وأضاع بيدرو كرة في الدقيقة 16 أخرجها الدفاع إلى ركنية قبل أن يلعب جيرارد بيكي كرة رأسية لكن الكرة ذهبت إلى يد ألمونيا ولسان حال الجميع يقول هل هذه المواجهة المليئة بالندية التي كان ينتظرها الكل ؟ أم أنها مباراة بين برشلونة وأحد فرق الوسط في الليجا..!
لكن هذه اللهجة الساخرة بدأت في الإنحسار تدريجياً بعد أن بدأ العملاق اللندني في إستعادة التوازن والتماسك مع بداية الدعم الجماهيري والتحرك المميز لبكاري سانيا على الجبهة اليمنى التي بدأت في تشكيل خطورة على دفاعات البرسا بعرضيات الظهير الفرنسي لكن الفرصة الأخطر كانت في الدقيقة 23 من الجبهة اليسرى عبر تسديدة فرنسي آخر لكن عربي جزائري الأصل اسمه سمير نصري لكن كرته مرت بجوار القائم.
فوجئ الجميع بتغيير في الدقيقة 26 أحبط كل المدفعجية بخروج لؤلؤتهم الروسية أندري أرشافين مصاباً ونزول إيمانويل إيبويه في لقطة أسعدت رجل واحد في الملعب من غير الكتلونيين هو سفين جوران إريكسون مدرب المنتخب العاجي الجديد.
عاد برشلونة للإستحواذ لكن بدون خطورة كالثلث ساعة المجنونة الأولى إلا من مناوشات إبرا كتسديدته القوية في الدقيقة الـ33 التي مرت بجوار القائم الأيمن لألمونيا.
وفي لمحة نادرة جميلة من نيكولاس بندتنر مر الدنماركي في الدقيقة 35 في الجبهة اليمنى من أكثر من لاعب ولعب الكرة عرضية وجدت رأس آبو ديابي الضعيفة التي مرت بهدوء قبل أن يتصدى ألمونيا لكرة ميسي السهلة نسبياً ولم تقع من يديه.
سقط قلب عشاق البرسا بكرة خطيرة في الدقيقة 37 لبندتنر الذي سدد كرة صدها فالديس قبل أن ترتد للدنماركي مجدداً ليسددها في القائم قبل أن يكتشف الجميع أنه كان متسللاً واختفت صافرة ماسيكو بوساكا المتأخرة وسط الصخب الجماهيري.
تذكر الجميع أن فابريجاس موجود بعد أن مرر كرة لسمير نصري الذي مر من الجبهة اليسرى ولعب كرة عرضية أرضية لكن بويول ارتمى وأخرجها بقدمه قبل أن تصل لبنتدنر الغير مراقب ليتلقى عشاق الجنرز صدمتين جديدتين في نفس الوقت بعد أن نال "فابري" بطاقة صفراء –ربما تكون قاسية- ستمنعه من المشاركة في لقاء العودة وخروج ويليام جالاس مصاباً ومشاركة دينيلسون بدلاً منه في ثاني تغيير إضطراري للآرسنال الذي عاد أليكساندر سونج للعب في قلب دفاعه تاركاً مكانه للبرازيلي البديل الذي لم يلعب كثيراً بعد أن أطلق بوساكا صافرته معلناً إنتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني بدأ بكارثة على آرسنال، فبعد 24 ثانية بالضبط خرج مانويل ألمونيا بدون داعي ليواجه إبراهيموفيتس المراقب من أليكساندر سونج ليلعبها السويدي ساقطة جميلة من فوقه محرزاً الهدف الأول وليفسد مانويل ألمونيا كعكة الشوط الأول التي صنعها بعد أن ألقى ببعض الرمال عليها جعلتها تفقد كل معناها.
كاد بيدرو أن يضاعف الغلة في الدقيقة 51 بتسديدة قوية قبل أن يرد آرسنال بكرة خطيرة جداً عندما رفع كليتشي كرة عرضية لتجد بنتدنر المندفع من الخلف الذي وضعها بلا عقل قوية في وسط المرمى ليتصدى لها فالديس ليرد البرسا برأسية أقل خطورة من تشافي مرت بجوار القائم الأيمن.
ازدادت معاناة الجنرز في الدقيقة 59 بعد أن شاهدنا إبرا "الإنتر واليوفي" بعد أن تلقى تمريرة من تشافي مشابهة لتمريرة الهدف الأول بين كليتشي وسونج وهي التمريرة التي لم يخرج ألمونيا لمواجهتها هذه المرة لكن السويدي أظهر لمحة عبقرية بتسديدة ساحرة قوية لا تصد ولا ترد في المقص الأيسر القريب ليحرز إبرا هدف هو الأجمل هذا الأسبوع.
أشرك فينجر جناحه الأيمن ثيو والكوت على أمل تقليص النتيجة في إنتظار معجزة في الكامب نو فبدأ اللاعب الإنجليزي الوحيد في صفوف الآرسنال نشاطه بعرضية أرضية من وضعية صعبة بعد تمريرة عجيبة الشأن من إيبويه.
لكن هذه لم تكن سوى كرة سبقت العاصفة بعد أن مرر بندتنر كرة جميلة إلى والكوت من خلف ماكسويل الذي تفادى إرتكاب ركلة جزاء لينفرد الشاب الإنجليزي بفالديس ويضعها ضعيفة لكنها مرت من تحت يد فالديس وسكنت المرمى في الدقيقة 70 ليعيد الأمل للمدفعجية في آخر 20 دقيقة.
عاد الآرسنال لممارسة الضغط وحصل على ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 73 دفع بيكي فيها الثمن ببطاقة صفراء ليلحق بفابريجاس إلى مقاعد المتفرجين في لقاء العودة لكن الركلة الحرة لم تهدد مرمى فالديس بعد أن لعبها فابريجاس فوق العارضة.
كاد ميسي أن يحرز هدف إنهاء كل شيء في الدقيقة 75 بعد أن انفرد ميسي من الجبهة اليسرى وسدد الكرة لكن ألمونيا كان قد أغلق الزاوية ليعوض بعض الشيء ما ارتكبه في لقطة الهدف.
مر الوقت بدون خطورة رغم محاولات إيبويه ووالكوت من الجبهة اليمنى لكن جوارديولا أمر بوسكيتس بمساندة ماكسويل وبويول فأغلق أهم مكمن للخطورة من المدفعجية.
لكن الدقيقة 84 شهدت عودة العملاق اللندني بعد أن احتسب ماسيمو بوساكا ركلة جزاء صحيحة لآرسنال بعد أن هيأ بندتنر كرة جميلة برأسه لفابريجاس ليعيق بويول مواطنه وابن إقليمه عن التسديد فيُطرد قائد البرسا وينبري قائد الآرسنال للركلة بنجاح ليعادل النتيجة بهدفين لكل فريق ويدفع البرسا ثمن تراجعه للخلف.
دفع جوارديولا بميليتو بدلاً من ميسي لتعويض خروج بويول ولإمتصاص ضغط آرسنال الذي تواصل حتى نهاية المباراة لكن النتيجة بقيت على حالها 2/2 ليتأجل حسم المواجهة المثيرة إلى جولة الإياب في ملعب الكامب نو بعد أقل من أسبوع من الآن.