السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ربما قد شاهد بعضكم أو كثير منكم برنامجاً على قناة دريم ( II ) يعرض حاليأ الساعة السادسة بتوقيت الأردن اسمه (المعجزة الكبرى) من الأحد إلى الخميس، يقدمه الإعلامي / علاء بسيوني، و يستضيف فيه المهندس السوري / عدنان الرفاعي. ربما بعضكم تابعه يوماً بيوم أو شاهد بعض حلقاته أو رأى شيئاً يسيراً منه. ربما بعضنا تأثر بأسلوبه و إقناعه، و ربما بعضنا لم يعجبه قوله.
على أي حال، أنا أدعو جميعكم إلى مشاهدة البرنامج.
إن الشيء الذي يحير العقول أن كثيراً منا نحن المسلمين و علمائنا و شيوخنا و كتبنا و فقهنا و مناهجهنا يجعل الدين و القرآن كأنه حكر لبعض الناس و يصور القرآن كتابأ خاصاً بالجيل الأول و السابقين و كأنه مرحلي، أرجوكم تدبروا، و ابحثوا و فكروا. القرآن الكريم أكبر من السابقين و اللاحقين و أكبر من الجميع. القرآن الكريم معجزة خالدة في كل زمان و مكان تدعونا لنعمل عقولنا.
لماذا هذا الجمود في التفكير؟ لماذا هذا البعد عن تدبر القرآن الكريم؟ لماذا نجعل أقوال السابقين سقفاً محرماً لا يجوز تجاوزه؟ أين الاجتهاد؟ أين الإقناع و الدليل و الحجة و البرهان و العلم و العقل منا؟
على فكرة، بشكل عام، أنا أجد المسلم الذي اعتنق الإسلام و لم يكن مولوداً مسلماً أكثر إيماناً و اقتناعاً بالإسلام من أكثرنا، معظمنا لا يحكم بموضوعية و شعاره "حط راسك بين هالروس و قول يا قطاع الروس"، معظمنا لا يفكر، معظمنا إمعة.
و الرسول – صلى الله عليه و سلم – ينهانا أن يكون الواحد منا إمعة، يريد منا أن تكون لنا شخصية و رأي و دور.
هذه بعض الآيات التي تنبذ الاتباع بسذاجة و أن يكون الإنسان إمعة، فالتقليد الأعمى مرفوض في الإسلام.
- " قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا "، 170 - البقرة.
- " قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا "، 104 - المائدة.
- " و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا "، 28 - الأعراف.
- " قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين "، 53 - الأنبياء.
- " إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون "، 23 - الزخرف.
- " إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون "، 22 - الزخرف.
- " قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا "، 21 - لقمان.
- " بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون "، 74 - الشعراء.
- " تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا "، 10 - إبراهيم.
قال تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "، 24 - محمد.
وردت كلمة " تعقلون " في القرآن الكريم 24 مرة.
ملاحظات مهمة:
1- أنا لا أدعو إلى تبني أفكار المهندس جميعها، أنا أدعو إلى التفكر أدعو إلى فكرة عدم الاتباع هكذا "يلا، مشيها كيف ما كان". ما كان سليماً و مقنعاً من أفكاره نأخذ به.
2- ليس الهدف إثارة بلبلة أو فتنة، الهدف البحث عن الحقيقة.
3- لا أقصد الاستهزاء بالسابقين أو التقليل من قدرهم فنحترمهم و علمهم ما شاء الله عليه و جزاهم الله خيراً، لكن ما تركوه لنا من آراء ليس قرآناً، ليس كله صحيح فكل إنسان يخطىء فأدعو إلى أخذ ما هو صحيح و ترك الخطاً، أما الشيء المزعج عندما تسأل بعضهم سؤالاً في الدين فتبداً إجابته قال فلان و قال علان و لا يقول لك قال الله تعالى.