ولد نزار قباني في مدينة دمشق - سوريا واسم عائلته الأصلي آقبيق (عائلة مشهورة في دمشق، آق تعني الأبض وبيق يعني الشارب) حيث قدم جدّه من مدينة قونية التركيّة ليستقر في دمشق [1]، عمل أبوه في صناعة الحلويات و كان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين في سوريا – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا. عمه أبو خليل القباني رائد المسرح العربي, ومن أوائل المبدعين في فنالمسرح العربي.
اشتهر شعره بتميز واضح وإبداع متأثرا بكل ما حوله من أحداث فكتب عن المرأة الكثير ، كان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه، أثر عميق في نفسه و شعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده، رافضا شوفينية الرجال .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
يعتبر الشاعر السوري الكبير نزار قباني من أهم الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين ، كون مدرسته الشعرية باقتدار وتميز واضح العديد من قصائده أدرجت في الكتب المدرسية ، وجمع في شعره كُلاّ من البساطة والبلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث وخاصة شعر نزار قباني ، وأبدع في كتابة الشعر الوطني والغزلي . كتب الشعر الغزلي في المرأة وكتب الشعر السياسي ، تغزل في دمشق العريقة مدينة الياسمين ، غنى العديد من الفنانين العرب الكبار أشعاره، أبرزهم أم كلثوم و عبد الحليم حافظونجاة الصغيرةوفيروزوماجدة الروميوكاظم الساهرومحمد عبد الوهاب ، واكتسب شهرة ومحبة واسعة جدا بين المثقفين والقراء في العالم العربي .
جمع في مسيرته ثقافة الغرب والشرق ففي رحلاته عندما عمل في وزارة الخارجية السورية مبعوثا ودبلوماسيآ ثم سفيرآ لبلده سوريا في أكثر من دولة ، كان يتقن الإنجليزية، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952 - 1955 ، في رحلاته كانت محبوبتة الأبدية دمشق لاتقارق خيالة بجمالها الساحر بحاراتها وبيوتها بأزهارها وياسمينها فتن بها وتغنى وسطر أجمل الكلمات و المعاني انه الفتى الدمشقي نزار قباني .
تزوّج مرتين الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .
وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .
والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها . ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب ، وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج.
عاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية لندن وحيداً .
قصته مع الشعر
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه قالت لي السمراء عام 1944 ب دمشق وكان طالبا بكلية الحقوق ( الجامعة السورية ) ، وطبعه على نفقته الخاصة . له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " . لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " . ويعتبر قصتي مع الشعر السيرة الذاتية لنزار قباني .. حيث كان رافضا مطلق الرفض ان تكت سيرته على يد أحد سواه ! وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ).
صدامات ومعارك
كانت حياة نزار مليئة بالصدمات والمعارك ، أما الصدمات فأهمها :
وفاة شقيقته الصغرى : وصال ، وهي ما زالت في ريعان شبابها بمرض القلب .
وفاة أمه التي كان يعشقها، كان هو طفلها المدلّل وكانت هي كل النساء عنده .
وفاة ابنه توفيق من زوجته الأولى ، كان طالباً في كلية الطب بجامعة القاهرة .. وأصيب بمرض القلب وسافر به والده إلى لندن وطاف به أكبر المستشفيات وأشهر العيادات .. ولكن قضاء الله نفذ وكان توفيق لم يتجاوز 17 عاماً .
مقتل زوجته : بلقيس الراوي " العراقية في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 .
النكسة 1967 أحدثت شرخاً في نفسه ، وكانت حداً فاصلاً في حياته ، جعله يخرج من مخدع المرأة إلى ميدان السياسة .
أما عن المعارك فيمكننا أن نقول ، انه منذ دخل نزار مملكة الشعر بديوانه الأول " قالت لي السمراء " عام 1944 ، وحياته أصبحت معركة دائمة أما عن أبرز المعارك التي خاضها وبمعنى أصح الحملات التي شنها المعارضون ضده :
معركة قصيدة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت رجال الدين في سوريا ضده ، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي ، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان .
معركة " هوامش على دفتر النكسة " .. فقد أثارت القصيدة عاصفة شديدة في العالم العربي ، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين .. ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون .
في عام 1990 صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدته " عند الجدار " من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادي لما تتضمنه من معاني غير لائقة .. وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه كثير من الشعراء في مقدمتهم محمد إبراهيم أبو سنة ..
المعركة الكبيرة التي خاضها ضد الشاعر السوري الكبير " أدونيس " في أوائل السبعينات ، قصة الخلاف تعود إلى حوار مع نزار أجراه ، منير العكش ، الصحفي اللبناني ونشره في مجلة مواقف التي يشرف عليها أدونيس . ثم عاد نزار ونشر الحوار في كتيب دون أن يذكر اسم المجلة التي نشرت الحوار … فكتب أدونيس مقالاً عنيفاً يهاجم فيه نزار الذي رد بمقال أعنف . وتطورت المعركة حتى كادت تصل إلى المحاكم لولا تدخل أصدقاء الطرفين بالمصالحة.
عام 1990 أقام دعوى قضائية ضد إحدى دور النشر الكبرى في مصر ، لأن الدار أصدرت كتابه " فتافيت شاعر " متضمناً هجوماً حاداً على نزار على لسان الناقد اللبناني جهاد فاضل .. وطالب نزار بـ 100 ألف جنيه كتعويض وتم الصلح بعد محاولات مستميتة .
الدراسة و العمل
نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، و تخرج في العام 1945 من كلية الحقوق في الجامعة السورية. عمل بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها القاهرة، مدريد، و لندن.بيروت و في العام 1959 بعد اتمام الوحدة بين مصر و سوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين. بقي في الحقل الدبلوماسي إلى ان قدم استقالته في العام 1966 .
أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني ".
أمير الشعر الغنائي
على مدى 40 عاماً كان المطربون الكبار ، أهم المطربين العرب يتسابقون للحصول على قصائد نزار قباني . هذه القائمة كاملة طبقاً للترتيب التاريخي :
أم كلثوم : غنت له أغنيتين : أصبح عندي الآن بندقية ، رسالة عاجلة إليك .. من ألحان عبد الوهاب.
عبد الحليم حافظ أغنيتين أيضاً هما : رسالة من تحت الماء ، وقارئة الفنجان من ألحان محمد الموجي .
نجاة الصغيرة : 4 أغان أيضاً ، ماذا أقول له ، كم أهواك ، أسألك الرحيلا .. والقصائد الأربع لحنها عبد الوهاب .
فايزة أحمد : قصيدة واحدة هي : رسالة من امرأة " من ألحان محمد سلطان .
فيروز : غنت له " وشاية " لا تسألوني ما اسمه حبيبي " من ألحان عاصي رحباني .
ماجدة الرومي : 5 قصائد هي : بيروت ست الدنيا من ألحان و توزيع الموسيقار المصري الكبير د.جمال سلامة ثم كلمات من ألحان و توزيع الموسيقار اللبناني الكبير احسان المنذر ثم مع جريدة من ألحان و توزيع الموسيقار المصري الكبير د.جمال سلامة ثم طوق الياسمين من ألحان الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر و توزيع كاظم الساهر بالاشتراك مع المايسترو المصري الكبير د.خالد فؤاد و أخيرا و ليس آخرا أحبك جدا من ألحان الفنان اللبناني الصاعد مروان خوري و توزيع الموزع الكبير جان ماري رياشي
كاظم الساهر : الكثير من القصائد : " إني خيّرتك فاختاري ، زيديني عشقاً ، علّمني حبك ، مدرسة الحب - يوميات رجل مهزوم - قولي أحبك - أكرهها - أشهد - المستبدة - .. وكلها من الحان كاظم الساهر - ويعتبر كاظم الساهر من أروع الفنانيين اللذين قدمو أشعار نزار قباني في شكل غنائي مممتاز
أصالة : غنت له قصيدة " إغضب " التي لحنها حلمي بكر .